السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في عيد ميلادها.. داليدا من العالمية إلى الانتحار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
داليدا فنانة عالمية تعود بأصلها لعائلة إيطالية انتقلت للعيش في مصر، اسمها الحقيقي يولاندا جيغليوتي، والتي تمكنت عبر موهبتها المميزة من الوصول إلى العالمية وقلوب المستمعين في مختلف أنحاء العالم، وفي عيد ميلادها تبرز "البوابة نيوز" أبرز المعلومات عنها.
ولدت في مصر في يناير عام 1933، واكتشفت حبها للفنون عندما كانت صغيرة حيث شجعها والدها الذي كان موسيقي مشهور، وغنت بالكثير من اللغات الأمر الذي منحها جمهورًا كبير في كل دول العالم وقدمت لجماهيرها العربية أغاني مميزة لاقت نجاحًا منقطع النظير. 
والدها اسمه بياترو وهو موسيقي معروف في مصر فقد كان عازف الكمان الرئيسي في أوبرا القاهرة، وعشقت الفن منذ صغرها، وتقدمت عام 1951 للانضمام إلى مسابقة للجمال مبقية على الأمر سرًا، وهي مسابقة ملكة جمال مصر وفازت بالمركز الأول.
وبعد فوزها بلقب ملكة جمال مصر، انهالت عليها العروض للتمثيل في القاهرة، حيث اكتشفها منتج أفلامٍ فرنسي نصحها بتغيير اسمها بداية إلى داليلا وذلك قبل أن يصبح داليدا في النهاية، حلمت بالسفر إلى باريس للتمثيل هناك، ولم تدع أحد يقف في طريق حلمها حيث رحلت في 24 ديسمبر عام 1954 على متن طائرة واتجهت إلى فرنسا على الرغم من معارضة عائلتها لسفرها، وعانت بعد وصولها إلى باريس، فلم تجد لنفسها مكان في السينما الفرنسية، وقررت أن تتعلم الغناء وبدأت تأخذ دروسًا فيه حيث تمتعت بصوت خارق، وسرعان ما تم اختيارها لتقديم العروض في الشانزيليزيه وعرفت بلقب ثورة الأغنية الفرنسية.
في تلك الفترة، اشترى رجلًا يدعى برونو كوكاتريكس مسرح الأولمبيا الفرنسي، وأقام فيه عرضًا فنيًا منوعًا ودعا داليدا للمشاركة والغناء فيه وقبلت الدعوة وقدمت أغنية Stranger in Paradise، وتعرفت خلال تلك المناسبة على المدير الفني لإذاعة Europe 1 لوسيان موريس والمنتج الموسيقي إيدي باركلي اللذين أذهلا بأدائها وقررا تبنيها فنيًا، وكان عاملًا أساسيًا في نجاح أعمالهما، وجاء التعاون الأول مع الشركة بعد أن أطلقت أغنيتها المنفردة الأولى Madonna والتي لاقت نجاحا، ونجاحها الحقيقي جاء بعد إطلاقها أغنية Bambino التي جعلت منها نجمة لامعة ومع دخول شهر سبتمبر من نفس العام كانت داليدا قد دخلت عالم الشهرة، وعندما كانت تقيم حفلًا، كانت الجماهير تتزاحم على أبواب المسرح للدخول كما بدأت تظهر على أغلفة جميع المجلات الفرنسية.
حازت عام 1958 على جائزة أوسكار من تقديم الإذاعة الإيطاليّة Monte-Carlo وحققت الفوز بها مجددًا على مدى سبع سنوات متتالية وبعد سنوات من النجاح قامت بجولة غنائية عالمية زارت اليابات وألمانيا وغيرها من الدول ثم عادت مرة أخرى إلى فرنسا ثم عادت خلال فترة السبعينات إلى مصر، كما أنها سافرت مرات عديدة إلى لبنان الأمر الذي شجعها على تسجيل أغانٍ باللغة العربيّة لجماهيرها في تلك المنطقة، وبالفعل اعتمدت عام 1977 على أغنية مصرية فلكلورية اسمها سالمة يا سلامة.
لم تكن العلاقة التي تجمع بين داليدا ولوسيان موريس علاقة عمل وحسب، بل بدأت تأخذ منحى آخرًا، وبدأ الاثنان بخوض علاقة رومانسية فانتظر المعجبين بشوق أن يعلنا عن زواجهما، وبعد الكثير من التأجيل، أعلن الثنائي عن زواجهما في 8 أبريل عام 1961 وانطلقت داليدا في جولتها الموسيقية بعد انتهاء العرس مباشرة دون أن تقضي شهر العسل حتى، حيث إن زوجها لوسيان كان مدمنًا على العمل ويدفعها للعمل معه بشكل متواصل دون أن تلتقط أنفاسها الأمر الذي انعكس سلبًا على علاقتهما الشخصية كما بدأت داليدا تشعر بالإرهاق الدائم.
وبعد عدة أشهر، تعرّفت خلال أحد الفعاليات في مدينة كان على جان سوبيسكي ووقعت في غرامه من النظرة الأولى وكان الشعور متبادلًا من قبل جان الأمر الذي قضى على فرصة الحفاظ على زواجها من لوسيان وعلى الرغم من أنها تُدين له بشهرتها التي وصلت إليها، إلا أنها أرادت أن تمتلك حريتها الشخصية، ما كان أمرًا صعبًا على الاثنين وعاودت الحلم بالزواج مجددًا، إلا أنها لم تجد الشخص المناسب كما أنها كانت منهمكة بالعمل في تسجيل الأغاني وحضور الحفلات وخلافه، ومع نهاية عام 1966 تولى شقيقها برونو مسئولية إدارة أعمالها بينما أصبحت قريبتها روزي سكرتيرتها الخاصة وبذلك تكون أصبحت كل شئون أعمالها ضمن العائلة الأمر الذي أراحها كثيرًا. 
وفي أكتوبر عام 1966 قررت شركة التسجيل الإيطالية RCA المشاركة في مسابقة للأغاني خلال مهرجان في إيطاليا، وذلك عبر أغنية اتفق أن تغنيها داليدا بينما يكتبها ويلحنها لويجي تانكو وهو مؤلف شاب لم يكن مشهورًا في تلك الفترة وخلال العمل على الأغنية اجتمعت داليدا بلويجي عدة مراتت فوقعا في غرام بعضهما. 
خلال المهرجان، قامت داليدا بدعوة لويجي ليشاركها الغناء على المسرح حيث غنوا Ciao Amore فوضع لويجي تحت ضغط كبير خلال التقديم حيث إن داليدا كانت نجمة مشهورة بينما هو لم يسمع أحد باسمه من قبل واستغل الثنائي المناسبة وأعلنا أنهما سيتزوجان في أبريل، ولكن خسر بلويجي في المسابقة فقام بشتم لجنة التحكيم والتشكيك بنزاهة الحفل لأنه كان تحت تأثير الكحول والمهدئات وأقدم على الانتحار في غرفته في الفندق ما حطم داليدا نفسيًا ودفعها لمحاولة الانتحار عن طريق تناول الحبوب المنومة. 
أفاقت من غيبوبتها وقررت البدء بمرحلة جديدة من حياتها حيث لم تعد ترتدي سوى الفساتين البيضاء الطويلة إلى أن أصبح الجمهور يناديها بالقديسة داليدا، كما أنها انهمكت بالقراءة لاسيما في مجال الفلسفة وعشقت فرويد وبدأت بممارسة اليوغا أيضًا وفجعت ايضا بانتحار شريكها السّبق عام 1983 في مكان إقامته بجنوب فرنسا الأمر الذي أفقدها حماسها الذي دائمًا ما تميت به، حتى أن الناس بدأت تلاحظ تغيرات جسدية واضحة عليها.
لم تتمكن من تجاوز كل الآلام والمآسي التي أحاطت بها من كل مكان، لاسيما أنها كانت تشعر بوحدة كونها بقيت من دون زوج أو أطفال، ومع كل تلك الآلام المتراكمة عبر السنين ومرت بالكثير من الأزمات العاطفية خلال حياتها، الأمر الذي سلبها بهجتها وحماسها كما دفعها للانتحار في 3 مايو عام 1987، تاركة للعالم كلماتها الأخيرة: "لم أعد أُطيق الحياة، سامحوني."