السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"إشاعات إشاعات".. حروب الجيل الرابع أخطر من الوباء.. الجماعة الإرهابية تنشر الأكاذيب في الشارع.. والأمن لها بالمرصاد.. وخبراء: معارك نفسية وإعلامية.. الحكومة تنفي هدم المساجد وتأثر إيرادات قناة السويس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جمال فرويز: السوشيال ميديا سبب رئيسى.. وحملات التوعية ضرورة
سعيد صادق: المروجون مرضى وكارهون للمجتمع.. الانتشار السريع للشائعات جزء من الحرب على مصر
ياسر عبدالعزيز: التكنولوجيا ساهمت في انتشارها.. وبعضها يمس الأمن القومى
أحمد عدلى: لا بد من ضوابط محكمة على مواقع التواصل الاجتماعي


لم يكتف عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بنشر الأكاذيب والشائعات، بل استغلوا بعض المواقف لصالح أهدافهم الإرهابية، بهدف زعزعة استقرار الأمن في الشارع المصرى مع محاولات واهية لخلق أزمة في مصر في جميع المجالات.
وكانت أجهزة الأمن رصدت العديد من الشائعات، وفندتها للرأى العام، وكان في مقدمتها إطلاق شائعات عن عدم قدرة الدولة على مواجهة فيروس كورونا، حيث ألقت وزارة الداخلية القبض على عدد من المتهمين، من مروجى الشائعات والأخبار المفبركة حول انتشار فيروس «كورونا» بالبلاد، وحدوث وفيات بأعداد كبيرة على غير الحقيقة.
الأمر لم يتوقف عن حد الشائعات فقط بل امتد إلى التهكم على الإجراءات التى تتخذها الدولة بشأن مجابهة هذا الفيروس؛ بغرض إثارة الرأى العام، وتحريض الأطباء والممرضين على الامتناع عن فحص المصابين بفيروس «كورونا».
وفى محاولة لخلق حالة من الذعر للضغط على أجهزة الدولة للإفراج عن أعضائها المحبوسين على ذمة أحكام نهائية، أطلقت منصات الإخوان شائعة إصابة عدد من نزلاء السجون في مصر بفيروس «كوفيد- 19»، كما ادعى بعض المنظمات الموالية للتنظيم وجود إضراب داخل السجون، وهو ما كذبته المصادر الأمنية، كما أشاعوا من خلال أحد مقدمى برنامج تبثه إحدى القنوات الفضائية الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية إصابة عدد من طلبة كلية الشرطة بفيروس «كورونا المستجد»، وهو ما نفته الأجهزة المعنية جملة وتفصيلًا، واصفة تلك الشائعات بالمزاعم التى تأتى في إطار ما دأبت أذرع الجماعة الإرهابية على ترديده بهدف محاولة التشكيك في قدرة أجهزة الدولة على مكافحة تداعيات فيروس «كورونا.. كوفيد- 19» المستجد.
الأمر لم يقف عند حد إطلاق الشائعات والأكاذيب وحسب، حيث يحاول أعضاء الجماعة الإرهابية خلق أزمة في داخل محافظات مصر، امتد إلى محاولة تجميع السلع والمستلزمات الطبية من الأسواق لإحداث أزمة، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط عدد من العناصر الإخوانية لقيامهم بتجميع كميات كبيرة من السلع التموينية من الأسواق وتخزينها لإحداث أزمة خلال شهر رمضان.
روجت جماعة الإخوان على مدى الأسابيع الماضية عبر منصاتها الإلكترونية وقنواتها في الدوحة وإسطنبول، لشائعات وأخبار مغلوطة تفيد بهدم الحكومة للمساجد.


واستخدمت الجماعة فيديوهات وصورا مفبركة، وأخرى من أنقاض الحرب في سوريا والعراق للترويج لفكرتهم المشبوهة، ما دفع وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، للرد على مزاعم الجماعة في أكثر من مناسبة، كان آخرها بيانا أصدرته وزارة الأوقاف والذى جاء الرد فيه بالأرقام.
وأكد جمعة أن ما تم إنجازه في عمارة المساجد في 6 سنوات بناءً جديدًا أو إحلالًا وتجديدًا أو فرشًا أو صيانةً، غير مسبوق في تاريخ مصر، واصفا ما تقوم به جماعة الإخوان بأنها «تعمل على قلب الحقائق إفكًا وزورًا وبهتانًا».
وأكد وزير الأوقاف أن ما أنشئ إنشاء جديدًا في 6 سنوات تجاوز 1200 مسجد، وأن ما تم إحلاله وتجديده وصيانته تجاوز 3600 مسجد.
وأعلن وزير الأوقاف عن أنه سيتم افتتاح 130 مسجدا في يوم واحد هو الجمعة المقبل، منها 53 مسجدًا في محافظة واحدة وهى محافظة الشرقية، فضلًا عن المساجد التى وصفها بـ«المفخرة في مجال العمارة الإسلامية»، كمسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، الذى أضحى قبلة للسائحين وكل قاصدى جنوب سيناء، ومسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومسجد الماسة بمدينة العلمين، ومسجد الحق المبين بمدينة الطور، وعشرات المساجد التى صار كل منها أيقونة في مجال العمارة الإسلامية.


قناة السويس
كما أكد المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، عدم صحة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، من أنباء تفيد بتعرض قناة السويس لخسائر فادحة نتيجة أزمة كورونا.
وأضاف المركز، في تقريره حول رصد الشائعات والرد عليها، أن حركة الملاحة في القناة منتظمة وتسير وفق المعدلات الطبيعية.
وأشار إلى ارتفاع حركة الملاحة بنسبة 9.6% خلال شهر أبريل مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى.
وارتفع إجمالى الحمولات الصافية للسفن المارة بالقناة بنسبة 3.6% خلال أبريل 2020 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى مع الاستمرار في اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
ونفى المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، صحة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، من أنباء تفيد بتوقف العمل بالمشروعات القومية في برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر نتيجة فيروس كورونا.
وأضاف المركز، في تقريره الأسبوعى حول رصد الشائعات والرد عليها، أنه تم التواصل مع وزارة التنمية المحلية والتى نفت تلك الأنباء جملة وتفصيلا.
وشددت الوزارة، على أن الموقف التنفيذى لكل المشروعات يسير وفق الجداول الزمنية المخطط لها مع الالتزام باتخاذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة وسلامة كافة العاملين بمواقع المشروعات المختلفة.



ضبط عناصر إثارة الشائعات 
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت خلال الأيام الماضية عن ضبط خلية إخوانية بالإسكندرية تضم 6 عناصر إرهابية تستهدف إثارة البلبلة والشائعات بالتزامن مع الاستحقاقات الانتخابية.
وذكر بيان صادر عن الوزارة، أن قطاع الأمن الوطني، رصدت معلوماته إصدار قيادات التنظيم الهاربة بالخارج تكليفًا لعدد من العناصر الإخوانية والمتعاونين معهم بالبلاد بالعمل على تنفيذ مخططهم الذى يستهدف إثارة الشائعات والبلبلة في أوساط المواطنين، تزامنًا مع بدء الاستحقاقات الانتخابية من خلال إنتاج وإعداد تقارير وبرامج إعلامية مفبركة تتضمن أخبارًا مغلوطة عن الأوضاع الداخلية بالبلاد ومؤسسات الدولة وترويجها عبر شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية الإخوانية التى تبث من الخارج.
وأضاف البيان أنه تم تحديد العناصر الإخوانية القائمة على هذا المخطط من الهاربين بتركيا أبرزهم الإرهابى الإخوانى الهارب عماد البحيرى والإرهابى الإخوانى الهارب حسام الشوربجي، والإرهابى الإخوانى الهارب سيد توكل، والإرهابى الإخوانى الهارب حمزة زوبع.
وأكدت المعلومات اضطلاع الخلية الإرهابية في إطار تنفيذ مخططها باستغلال إحدى الوحدات السكنية بالإسكندرية، وتجهيزها كاستوديو لإعداد أعمال المونتاج الخاصة بالمادة الإعلامية المفبركة، حيث تم استهداف الاستديو وضبط القائمين عليه.
وعثر داخل الاستديو على العديد من الكاميرات وأجهزة الحاسب الآلى وأدوات المونتاج والتصوير، وعدد من الفيديوهات المفبركة حول الأوضاع الداخلية بالبلاد تمهيدًا لترويجها.



حملات توعية
ويقول الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي، إن الشائعات انتشرت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة والسبب الرئيسى في انتشارها عدم ثقة بعض المواطنين في الحكومة، ما جعل المصريين يصدقون تلك الشائعات ويسيرون وراءها.
وتابع فرويز أن السوشيال ميديا سبب رئيسى في انتشار تلك الشائعات، لأنه يمكن لأى شخص كتابة أى خبر على مواقع التواصل الاجتماعي دون مصدر أو دليل على تلك الأخبار، وتجد الجميع يشير تلك الأخبار دون حسيب أو رقيب.
وأضاف فرويز: لا بد أن تكون حملات توعية للمواطنين في مراكز الشباب والقرى والمدن لعدم تصديق تلك الشائعات ووجود مصدر رئيسى لتصديق الخبر من المصدر الخاص بتلك المعلومات، خاصة وأن تلك الشائعات من الممكن أن تهدم دول بأكملها بسبب المشكلات الكبيرة التى تسببها تلك الشائعات في جميع المجالات سواء كان في المجال الاقتصادى أو غيرة.
وأوضح فرويز، أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى نمر بها في الوقت الحالى وراء انتشار الشائعات في المجتمع خاصة أننا نجد القنوات التى تبث أخبارا من خارج الدولة المصرية لا أساس لها من الصحة وخير دليل على ذلك أن قنوات الإخوان أذاعت عبر شاشتها مظاهرات في نزلة السمان ضد الدولة المصرية دون التأكد من صحة تلك الفيديوهات وأتضح بعد إذاعة تلك الفيديوهات أن الشركة المتحدة خدعت عملاء قطر وتركيا ببثها فيديوهات مفبركة عن المظاهرات في نزلة السمان.
وأوضح فرويز، أن السوشيال ميديا، لها تأثير كبير على أفراد المجتمع نحو قضايا مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية، خاصة أننا نجد أشخاصا كثيرين يأخذون مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا أساسيًا لأخبارهم.



أهداف الشائعات
وفى نفس السياق قال الدكتور سعيد صادق، الخبير أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة القاهرة، إن الشائعات تحيط بنا في كل الاتجاهات والمجالات، مؤكدًا أن مروجى تلك الشائعات لهم أهداف عديدة من تلك الشائعات، سواء كان الهدف من تلك الشائعات الربح المادى أو أى سبب آخر، وأوضح صادق أن مروجى الشائعات في الغالب يكونون مرضى وكارهين للمجتمع، لأنهم يتسببون في إيذاء الآخرين عن عمد.
وأضاف صادق، لا بد وأن يكون هناك دور قوى وفعال من قبل الإعلام للتصدى لتلك الشائعات وضرورة وجود فحص لتلك الشائعات وتوضيح الصورة بشكل صحيح للمواطنين، مؤكدًا أن هناك بعض الأشخاص يفضلون الأخبار الكاذبة عن الصحيحة ويوهمون أنفسهم بأن تلك الأخبار حقيقية مع العلم أنهم هم من روجوا تلك الشائعات وعلى يقين تام بأن تلك الأخبار كاذبة، ولكن كما ذكرنا يكون لهم أهداف من ترويج تلك الشائعات. 
وأوضح صادق، أنه بحسب الإحصائيات، نجد أن كل ثلاثة أشهر نجد أكثر من 25 ألف شائعة، وأن ذلك رقما كبيرا للغاية.
وتابع صادق، إن الانتشار السريع للشائعات التى تتعرض لها الدولة المصرية من حين لآخر جزء أساسى من الحرب التى تقوم به بعض الدول الخارجية التى بينها وبين مصر مشكلات سياسية مثل دولة قطر وتركيا وغيرها من الدول التى لا تريد لمصر الخير بأى حال من الأحوال والهدف من تلك الشائعات واضح وضوح الشمس وهو تفتيت المجتمع وأثارت الفتنة والمشكلات بين المواطنين والحكومة.
وأشار صادق، إلى أن ترويج تلك الشائعات يأتى في إطار الحروب النفسية الإعلامية وخير دليل على ذلك أننا نجد معظم تلك الشائعات من يروجها الإعلام الخارجى من قنوات الإخوان التى تدار من خارج حدود الدولة، وأن الفترة الأخيرة شهدت تطورًا كبيرًا من قبل الدولة المصرية عن طريق التعامل مع تلك الشائعات ونفيها من المصدر الأساسى لها في المواقع المختلفة، عن طريق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
وطالب صادق الإعلام المصرى بمساندة الدولة المصرية وأن يكون جاهزا بقوة للرد على هذه الأكاذيب بالحقائق حتى لا تتكرر المشكلة مرة أخرى.



خطوات مواجهة حرب الشائعات
بينما قال الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن الشائعات ليست وليدة اللحظة أو جديدة على مجتمعنا، ولكن زادت في الفترة الأخيرة بسبب انتشار التكنولوجيا واستخدامها في نقل الأخبار والمعلومات، خاصة أننا نجد أى شخص في وقتنا هذا يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، موضحًا أن انتشار تلك الشائعات وزيادتها في الفترة الأخيرة على مستوى العالم وليس في المجتمع المصرى فقط، وأوضح عبد العزيز أن هناك خطوات يمكن اتخاذها لتحجيم تلك الشائعات واحتوائها والحد من مخاطرها لأقصى درجة ممكنة.
وأضاف عبدالعزيز، لا بد من سن قوانين جديدة للتعامل مع تلك الشائعات خاصة أن هناك شائعات تعد قضية أمن قومى وتصيب الدولة بضرر كبير في جميع المجالات، وأوضح عبدالعزيز لا بد من خطة جيدة لعلاج الحالة المعلوماتية المصرية وتحويلها إلى حالة معلوماتية أكثر كفاءة وشفافية وصدور قانون الحق في تداول المعلومات، إلى جانب توفير المعلومات الكافية للعاملين في مهنة الصحافة والإعلام وترقية مهارات الصحفيين فيما يتعلق بالتعاطى مع الإفادات الواردة من وسائط التواصل الاجتماعي خاصة وأن هناك أشخاصا كثيرين مصدر معلوماتهم مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع عبدالعزيز، أن التكنولوجيا لها دور قوى وفعال في الحصول على المعلومات، خاصة أن تلك التكنولوجيا لها أهمية كبيرة في نقل المعلومات ولكن لا بد وأن يتم استخدام تلك التكنولوجيا بصورة صحيحة، بالإضافة لا بد من الحذر من متابعة المواقع مجهولة المصدر خاصة وأنه يوجد مواقع كل هدفها نشر وترويج الشائعات وبلبلة الرأى العام، لذلك لا بد من وجود سيستم ونظام محكم لمحاربة تلك الشائعات خاصة أن تلك الشائعات تؤثر بالسلب على المجتمع المصرى وتساعد على ارتفاع معدلات الاكتئاب بل وتؤدى في بعض الأحيان على إصابتهم بالسكتات القلبية.
وأشار عبدالعزيز، إلى أن الهدف الرئيسى من نشر وترويج بعض الشائعات من قبل جماعة الإخوان تشويه الرموز والإنجازات التى تتحقق على أرض الواقع من قبل الدولة المصرية مثل إنجازات قناة السويس أو تطوير منظومة النقل والطرق والكبارى، لذلك لا بد من وجود جهات تقاوم تلك الشائعات ومحاربتها وتوضيح الحقيقة للمواطنين خاصة وأننا نجد بعض المواطنين يسيرون تلك الشائعات ويقومون بتصديقها، لذلك أطالب بإيجاد حلول سريعة للحد من أى شائعة تنتشر قبل تضخيمها.
وأشاد عبدالعزيز، بالدولة المصرية وطريقة تعاملها مع تلك الشائعات عن طريق خروج أى مسئول عن مصدر للوسائل الإعلامية وتكذيبه تلك الشائعات بالدلائل والبراهين، خاصة وأن هناك جهات تعمل يوميا لرصد الشائعات وتحجيمها ومركز المعلومات بمجلس الوزراء والذى يصدر تقرير دورى لوسائل الإعلام لمقاومة تلك الشائعات وتفنيدها.


كما أكد الدكتور أحمد عدلى، خبير تكنولوجيا المعلومات، طالبنا مرارًا وتكرارًا بأن يكون هناك ضوابط محكمة على مواقع التواصل الاجتماعي للحد من تلك الأكاذيب والشائعات لأن تلك الشائعات تؤثر بالسلب على جميع أفراد المجتمع.
وأضاف عدلى، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت سببا رئيسيا ومصدرا كبيرا لنشر الشائعات والأخبار الزائفة بسبب انتشارها في يد الجميع سواء كان متعلما أو غير متعلم، وعدم وجود مصداقية في الشارع المصرى أدى إلى عدم ثقة المواطنين في الأعلام المصرى مما جعلهم يلجأون للأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي.