تنطلق مساء غدا الاثنين، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، بحضور عدد كبير من قيادات وزارة الثقافة، ومحافظ جنوب سيناء اللواء أركان حرب خالد فودة، بعد تأجيلها أكثر من 6 أشهر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث كان من المقرر انطلاقها في أبريل الماضي، ولكن بسبب توقف الفعاليات، تم تغيير موعد المهرجان إلى شهر نوفمبر لمدة 3 أعوام قادمة، ليصبح موعده الجديد في نوفمبر بدلا من أبريل، وتستمر الفعاليات في الفترة من 16 إلى 20 نوفمبر الجاري.
وتحمل الدورة الخامسة من المهرجان اسم الفنانة الراحلة سناء جميل، أحد أيقونات المسرح المصري، والتي جاء اختيارها بإجماع اللجنة العليا للمهرجان لأنها قامة استثنائية في الإبداع ونجمة من نجمات المسرح العربي، وقدمت على خشبات المسارح العديد من الأعمال الناجحة، وهي قيمة نادرة في الإبداع وتستحق التكريم والاحتفاء بها، لأنها لم تأخذ تقديرها الفني طوال حياتها، ومن المهم أن تعرف الأجيال الجديدة في مصر والعالم العربي قيمة تلك الفنانة الكبيرة التي منحت فنها الكثير.
وعن تفاصيل الدورة الخامسة، تحدث مازن الغرباوي رئيس المهرجان مع "البوابة" قائلا:" واجهنا الكثير من التحديات لإقامة تلك الدورة، بعد ما تعرض له العالم من انتشار فيروس كورونا المستجد، وإغلاق المطارات، وتوقف الحياة في عدد كبير من الدول الكبرى، وتخفيض ميزانية المهرجان إلى 50%، كل هذا جعلنا نعيد ترتيب أوراقنا، وتقليل الفعاليات مع الاحتفاظ بجودة المنتج، لتقديم دورة لا تقل عن الـ 4 دورات السابقة، خاصة أننا استطعنا أن نكتسب ثقة دولية كبيرة خلال الأعوام الماضية لا نريد خسارتها.
وأضاف: هناك عدد كبير من الدول كانت حريصة على الوجود والمشاركة برغم كل العقبات، منها: الأردن، العراق، ليبيا، إسبانيا، وغيرها من الدول، وأود التوجه بالشكر للدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، واللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، ولولا دعمهما ما كانت دورة المهرجان خرجت للنور، والتي تمثل إسهاما مصريا مُهما في المسرح العالمي، بجانب ما يحققه المهرجان من أرقام لمصر ولمؤسسات الدولة، لأنه سيكون أول مهرجان مسرحي دولي يقدم عروضًا حية على خشبة المسرح في هذه الظروف التي يعيشها العالم.
وأكد "الغرباوي" أنه تم الاهتمام بالإجراءات الاحترازية حرصا من إدارة المهرجان على كل فرد داخل الفعاليات، وقال: "سوف يتم تقديم حفل افتتاح مقتضب، ولأول مرة يتم إسناد حفل الافتتاح لأحد الفائزين بجائزة عصام السيد في الإخراج وهي نادين خالد، وهو تقليد جديد تتبعه إدارة المهرجان هذا العام، ودعم كل الفائزين في مسابقات المهرجان المختلفة، حيث كتب سكريبت الافتتاح أحمد سمير، وهو أيضا أحد الفائزين بجائزة التأليف خلال الدورات الماضية، فهذه رسائل مهمه نؤكد من خلالها على التواصل بين الأجيال، واكتمال الدوائر في المهرجان، فلا يكون الفوز مقتصرًا على درع أو جائزة مالية بل أيضا مشاركة في الدورات الجديدة من المهرجان.
وأشار الغرباوي إلى أن إدارة المهرجان حرصت على مشاركة أهالي جنوب سيناء في فعاليات المهرجان، ووجود عدد كبير من المتطوعين مسئولين عن تنظيم بعض الأمور في المهرجان، فأصبح توجد حلقة وصل بين إدارة المهرجان وشباب شرم الشيخ طوال العام، وليس فترة المهرجان فقط.
وبسؤاله عن إمكانية خروج المهرجان من مدينة شرم الشيخ إلى المدن المجاورة في محافظة جنوب سيناء، أجاب "الغرباوي": "كانت الفكرة مطروحة في ضوء التوسع الذي طالب به اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وبالفعل بدأنا في وضع الخطط للتوسع في أكثر من مدينة، ولكن بسب تقليص الميزانية، والظروف التي يمر بها العالم، سوف نكتفي بالاحتفاء بمدينة شرم الشيخ فقط هذا العام، وتأجيل خطتنا المستقبلية، لتشمل الفعاليات 5 مدن أخري، فكان من المفترض أن تشمل الفعاليات هذا العام طور سيناء ودهب وشرم الشيخ، والعام المقبل نضيف عليها أبوزنيمة، وبعدها رأس سدر.
وعن ما قد صرح به العام الماضي محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة عن إقامة أكثر من مسرح في المحافظة لعروض المهرجان قال "الغرباوي": "كل ذلك كان في حيز التنفيذ، ولكن جاءت كورونا لتوقف الحياة في العالم أجمع، ولكن نأمل أن نعود في تنفيذ كل ذلك بعد انتهاء تلك الأزمة، التي سوف تنتهي عن قريب، لأننا قادرون على التحدي، وهذا الشعار الذي رفعه المهرجان هذا العام "أد التحدي"، فهي ليست المرة الأولي التي نمر بها بأزمة، ونستطيع الخروج منها بأفضل النتائج بسبب عزم وإصرار الشباب، وكل القيادات الذين وقفوا بجانبنا لنكون رسالة سلام من أرض السلام إلى العالم أجمع.
