أكد الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، أن ذكرى انتصارات أكتوبر المجيد تعد ملحمة وطنية وعسكرية أبهرت العالم بأسره ونقطة فارقة في تاريخ الدولة المصرية، تحرص إدارة الجامعة على الاحتفال بها سنويًا، مشيرًا إلى أن مصر لا زالت تخوض حربًا لا تقل أهمية عن حرب 1973 من أجل تحرير سيناء من عدو آخر جديد ومختلف، وتطهير تلك الأرض الغالية من الإرهاب وأصحاب التيارات التكفيرية وهى المعركة التى يقودها رجال القوات المسلحة بكل بطولة وبسالة بالتعاون مع رجال الشرطة والتى نجحت الدولة المصرية بفضل أبطالها البواسل من محاصرة بؤر الشر ودحض مؤامراتها.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس جامعة أسيوط في احتفال الجامعة بانتصارات أكتوبر المجيد والذى شهد حضور الدكتور شحاتة غريب، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والمشرف على تنظيم الحفل، والدكتور أحمد المنشاوى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والذى استضاف ربان أعالى البحار، وسام حافظ، قائد مجموعة القوات الخاصة البحرية سابقا، والمقدم محمد عبد القادر مدير إدارة التربية العسكرية بالجامعة، إلى جانب عددًا من الصحفيين والإعلاميين بأسيوط وحشد من عمداء كليات الجامعة وأساتذتها وأعضاء اللجنة العليا للأنشطة الطلابية وطلاب الجامعة بمختلف الكليات.
وفى كلمته أشاد رئيس جامعة أسيوط بجهد القوات المسلحة المتميز وعملهم الدؤوب من أجل تحقيق التقدم والرخاء للدولة المصرية وهو ما يتم بمساهمة عدد من قطاعات القوات المسلحة والتى يعد دورها ركيزة أساسية في المساعى الجارية لدفع عجلة التنمية والنهوض بمختلف القطاعات الخدمية وتنفيذ مشروعات قومية كبرى.
وخلال الحفل أدار نائب رئيس جامعة أسيوط حوارًا مطولًا مع الربان أعالى البحار وسام حافظ قائد مجموعة القوات الخاصة البحرية، والحائز على اثنين من نوط الشجاعة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما كرمه الرئيس الراحل أنور السادات بمنحه وسام النجمة العسكرية، ونوط الشجاعة الأول والذى أصدر قرارًا كذلك بترقيته استثنائيًا لرتبة رائد بحرى.
وخلال مشاركته في الحفل روى الربان وسام حافظ ذكرياته عن كيفية انضمامه للمجموعة 39 قتال بقيادة البطل إبراهيم الرفاعى، والذى يعد واحدًا من أبطال الجيش المصرى، منوهًا عن أسباب نكسة 67 والتى جاءت بسبب خيانة الدول العظمى وتآمرهم على مصر ولكنها لم تكبد القوات البحرية خسائر تذكر، كما روى مشاركته في عملية الهجوم على المدمرة إيلات بعد أربعة أشهر من حدوث النكسة، وهو ما استفز إسرائيل في ذلك الوقت وجعلها توجه ضربات متتالية على القوات في الجبهة وهو ما كان سبب بدء مصر لخوض حرب الاستنزاف من أجل التمهيد لتحرير سيناء من خلال إجراء عمليات عسكرية من شأنها النيل من قوة العدو وزعزعة ثقته.
كما روى الربان وسام مشاركته في الإغارة على معسكر لسان التمساح والذى جاء ردًا على اغتيال الشهيد الفريق عبد المنعم رياض في 1969، حيث قامت المجموعة 39 بالعبور إلى لسان التمساح والهجوم عليه مما أسفر عن مقتل كافة أفراد المعسكر والبالغ عددهم 44 فردًا وتدمير المعسكر بالكامل وهو ما مثل ضربة موجعة للعدو دفعت إسرائيل للتقدم بشكوى رسمية ضد مصر في مجلس الأمن.
مشيرًا أن حرب 73 تمثل معركة تاريخية وملحمة بطولية ليست في تاريخ مصر ولكن في تاريخ العسكرية على مستوى يتم تدريسها حتى الآن في كثير من الكليات والمعاهد العسكرية والتى تضمنت كثير من البطولات لمجموعات وأفراد تعد فخرًا للجيش المصرى.
وفى خلال كلمته أشاد الربان وسام حافظ بالسياسة الحكيمة والذكية للرئيس عبد الفتاح السيسي وما قام به من جهود لرفع تسليح كافة قوات الجيش حتى أصبح واحدًا من أكثر جيوش العالم تطورًا وتقدمًا، مما كان له أكبر الأثر في الحفاظ على كيان الدولة المصرية وحمايتها مما تواجهه من مؤامرات خارجية، كان آخرها محاولة تهديد الوطن من خلال حدوده الغربية مع الدولة الليبية، وهو ما واجهته الدولة بكل حسم وقوة رادعة، محذرًا الشباب مما يواجهوه من مساعى لبث السموم الفكرية والشائعات من أجل السيطرة عليهم واستقاطبهم من أجل تحقيق مطامع شخصية أو أجندات خارجية، مشيدًا بمشروع تطوير قناة السويس والذى يعد أحد المشروعات العملاقة المهمة الذى ساهم في توسيع الطريق الملاحى واستيعاب عدد أكبر من السفن وحمولات أضخم من ذي قبل.
وفى ختام الحفل أهدى رئيس جامعة أسيوط ربان أعالى البحار وسام حافظ قائد مجموعة القوات الخاصة البحرية درع الجامعة تقديرًا وتكريمًا لتاريخه المشرف وبطولاته الباسلة، كما تضمن الحفل فقرات غنائية لمنتخب الموسيقى لكلية التربية النوعية بقيادة المايسترو الدكتور منتصر القللى أستاذ ورئيس قسم التربية الموسيقية بالكلية والذى قد عددًا من أشهر وأجمل الأغانى الوطنية.
