الاكتئاب مرض نفسي أصبح منتشر بشكل واسع بين كل الأجيال والأعمار وهو مرض يؤثر على طريقة التفكير وكيفية التصرف بالإضافة إلى أنه يسبب مشاعر سلبية وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تثير اهتمام الشخص فيما سبق.
ويختلف الاكتئاب عن الدوبامين، ولا يعرف الكثير من الناس الفارق بينهما وتبرز "البوابة نيوز" العلاقة بين الاكتئاب والدوبامين.
الاكتئاب:
يؤدي الاكتئاب إلى مشكلات عاطفية وجسمانية، كما أنه يقلل من قدرة الشخص على ممارسة نشاطاته اليومية سواءً في المنزل أو في العمل.
الدوبامين:
فهو عبارة عن ناقل عصبي يستخدمه الجهاز العصبي لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية، ويلعب الدوبامين دورًا مهمًا في شعورنا بالسعادة وقدرتنا على التفكير والتخطيط، كما أنه يساعدنا على التركيز والسعي لإنجاز الأشياء والبحث المستمر عن المتعة.
العلاقة بين الدوبامين والاكتئاب:
الاكتئاب واحد من الأمراض الأكثر شيوعًا في العالم، حيث لم يعرف تحديدًا ما الذي يسبب الاكتئاب، ولكن قد تشترك مجموعة من العوامل، مثل: الصفات الموروثة من الاباء، تغير الهرمونات، الاختلافات البيولوجية عند بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب مثل التغيرات الفيزيائية أي المادية في الدماغ، أو خلل في كيمياء الدماغ.
وارتبط الاكتئاب، وعلى مدى العديد من السنوات، بخلل في وظيفة النواقل العصبية في الدماغ السيروتونين والنورأبينفرين، ومن هنا، كانت مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعًا هي تلك التي تعيد توازن هذه النواقل العصبية وبالتالي تخفف من بعض أعراض الاكتئاب عند بعض الأشخاص المصابين به.
أسباب الوسواس القهري:
يعد فقدان الاهتمام في معظم الأنشطة العادية أو حتى جميعها وانعدام الشعور بالمتعة والتلذذ معها مؤشرًا على خلل في ناقل عصبي اخر وهو الدوبامين، ويعد هذا العرض عرضًا أساسيًا ومعيارًا لتشخيص مرض الاكتئاب، كما من المهم الإشارة إلى أن انعدام التلذذ لا يعرف على أنه فقدان القدرة على الشعور بالمتعة فحسب.
بل يشمل أيضًا الاضطرابات المتعلقة بنظام المكافأة في الدماغ، مثل اضطرابات في عمليات الإدراك، التحفيز، واتخاذ قرارات المتعلقة بالحصول على مكافأة من الدماغ.
على سبيل المثال، عند تناول الطعام المفضل أو القيام بنشاط نفضل تؤدي إلى الشعور بالفرح فإن منطقة معينة في الدماغ تقوم بإرسال جرعة من الدوبامين يترجمها الدماغ على أنه يستحق الحصول على المزيد من محفزاته وهذا من شأنه أن يجعل الشخص يشعر بالرغبة الدائمة في ممارسة هذه النشاطات.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، فإنهم يفتقدون الشعور بهذه المحفزات أو الرغبة في ممارستها، وعرض انعدام الشعور بالمتعة واللذة يعد مؤشرًا على ضعف الاستجابة لمضادات الاكتئاب شائعة الاستعمال بل ومقاومة العلاج أيضًا.
وأكدت العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت على الإنسان والحيوان أن هناك علاقة بين نقص الدوبامين والاكتئاب، وهذا يفسر عدم استجابة بعض الأشخاص لمضادات الاكتئاب التقليدية ويؤكد على ضرورة تطوير أدوية جديدة وفعالة تستهدف استعادة توازن الدوبامين وعلاقته بالاكتئاب لعلاج للأشخاص الذين لم يستجيبوا لمضادات الاكتئاب التقليدية.
