السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"القاتل الإلكتروني يعود من جديد".. وفاة طفل في بورسعيد بعد إقباله على لعبة "بابجي".. وأولياء الأمور يطالبون بحظرها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن الطفل "محمد. س" من محافظة بورسعيد، الذي توفى في ظروف غامضة، الضحية الأولى التي راحت بسبب الإقبال على لعبة "بابجي"، فقد سبقه أطفال كثيرين نتيجة الإقبال عليها.
وتشكل هذه اللعبة خطورة كبيرة على كثير من ممارسيها على مستوى العالم وليس في مصر فقط، فمنذ ظهورها توالت الحوادث العديدة التي راح ضحيتها الأطفال والشباب.

واقعة طفل بورسعيد
عثرت أسرة الطفل "محمد. س" الذي يبلغ من العمر 12 عامًا، عليه داخل غرفته معتقدين أنه نائمًا، وكان بجانبه هاتفه المحمول مفتوحًا على لعبة "بابجي"، وحاولوا إيقاظه إلا أن هذه المحاولة باتت بالفشل، فأسرعوا به على المستشفى لكنه التقط أنفاسه الأخيرة قبل وصوله للمستشفى، وتبين أنه أُصيب بـ"سكتة قلبية" أودت بحياته.
نتيجة الحوادث التي تسببت بها لعبة "بابجي" الشهيرة، طالب كثير من أولياء الأمور بحظر تلك اللعبة الخطيرة التي تهدد حياة أبنائهم، كما جدد الأزهر الشريف تحذيره من خطورتها، موضحًا أنها تخطف عقول الشباب، وتستخدم أساليب نفسية معقدة تحرض على إزهاق الروح، وتجتذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الإلكترونية، لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى، وبها عوامل جذب قد ينسى اللاعب أثناء لعبها نفسه ومسئولياته، وهو الأمر الذي يؤثر على صحته وحياته ونجاحه.
ودعا الأزهر، العلماء والدعاة والمعلمين إلى ضرورة نشر الوعي العام بخطورة هذه الألعاب على الفرد والمجتمع، وتأكيدًا على حرمة هذا النوع من الألعاب، لخطورته على الفرد والمجتمع، مشددًا على تجريمها، موجهًا عدة نصائح لحماية الأطفال، من خلال الحرص على متابعة الأبناء بصفة مستمرة على مدى الساعة، بجانب مراقبة تطبيقات هواتف الأبناء، وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة، والأنشطة الرياضية المختلفة، ومشاركتهم جميع جوانب حياتهم مع توجيه النصح والقدوة الصالحة، وتنمية مهاراتهم واختيار الرفقة الصالحة لهم، فضلًا عن ضرورة التنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأضرار جسدية في نفسه أو الآخرين.

بدورها، تتفق الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على ضرورة حظر هذه الألعاب الخطيرة التي تهدد الأجيال الراهنة والقادمة، موضحة أن الأطفال يعانون من "العطش الأسري والعاطفي والنفسي والاجتماعي"، فإنهم لا يجدون من يحنو عليهم "يطبطب عليهم" أو يجلسون معهم، حيث كانت الأم في مرحلة سابقة كانت حريصة على الجلوس مع أطفالهم نهارًا وليلًا تقص عليهم الحكايات ما قبل النوم، وإن حاولت تأديبهم على أخطائهم كانت تتعامل بشكل لائق لا يأذي الطفل نفسيًا أو جسديًا مهما كان مستوى الأسرة بسيط أو مرتفع ماديًا.
وتتابع سامية، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الطفل دومًا ما يحتاج إلى الحنان داخل الأسرة من قبل الأم والأب أيضًا، ففي الوقت الراهن غاب عن الأسرة دور الأم والأب والأجداد، في ظل انشغالهم الدائم في دوامة الحياة والعمل لتوفير مستوى مادي جيد، مؤكدة غياب "شبكة العواطف" داخل الأسر المصرية وهذا أمر خطير جدًا على الأجيال القادمة، فإن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى الجو الأسري الجيد ومن يحنو عليه ويتحدث معه ويتابعه باستمرار، حيث إن الأسرة حاليًا أصبحت تتعامل مع أطفالهم كأنهم بمثابة عبء كبير، وبالتالي لا يجدون سوى الهواتف المحمولة للإنشغال بها والدخول إلى هذه النوعية من الألعاب الخطيرة التي قد تودي بحياتهم، وقد تفتح نوافذ كثيرة جدًا أمامهم.
وشددت على ضرورة قبل تفكير الأب والأم في إنجاب طفل لا بد من توفير وقت خاص له في ساعات النهار والليل، وعدم ترك عناء تربيته للخادمات أو الجيران، فضلًا عن أهمية الالتزام ببرنامج تنظيم الأسرة، فهو أمر أساسي، فلا ينبغي ألا يزيد عدد الأطفال عن اثنين، للقدرة على تربيتهم وتأسيسهم بشكل سليم وصحي، وتوفير الرعاية والاهتمام والمتابعة لهم والتعلم باستمرار في مختلف المجالات والمناحي، وتغذية أرواحهم عاطفيًا في العلاقة ما بين الآباء والأمهات والأطفال، مضيفة أن الطفل يحتاج إلى تغذية عقله وفكره بأمور مفيدة وجيدة، تفيده مستقبلًا، كما لا بد من معرفة أصدقائه من قبل الأسرة بالمقابلات الدورية والتخلص من الخفاف العائلي الموجود حاليًا وإنهاء الأب والأم عملهم سريعًا والعودة إلى المنزل للجلوس مع أبنائهم باستمرار ومتابعتهم والاستماع إليهم وتخصيص الوقت لهذا الأمر يوميًا وأسبوعيًا، بجانب الحرص على الذهاب مع الأطفال إلى التنزه بشكل دوري إلى الأماكن والمعالم الحضارية المختلفة والحدائق وغيرها دون إشعارهم بأنه هناك رقيب عليهم وعلى تصرفاتهم، مؤكدة أن الألعاب الإلكترونية بشكل عام خطيرة جدًا على المجتمع ككل وتؤثر على الأجيال نفسيًا بشكل سلبي، مما يجعلها تخلف كوارث حقيقة تحتاج إلى الانتباه إلى خطورتها ومنعها، ولابد من عودة برامج الأطفال الجيدة التي كانت موجودة قديمًا التي ساهمت في تربية وتأسيس أجيال جيدة.

ويضيف الدكتور على عبد الراضي، استشاري الطب النفسي، أن الألعاب الإلكترونية أصبحت إدمان لدى كثير من الأطفال والشباب في الوقت الراهن، على غرار إدمان المخدرات، التي تدفعهم إلى الابتعاد عن ممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية، موضحًا أن إبعاد الأطفال والشباب عن الألعاب الإلكترونية الخطيرة يكمن في تحفيزهم من قبل الأسرة والمدارس على ممارسة الأنشطة مرة أخرى.
ويستكمل عبد الراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الأسرة والمدرسة عليهم دور كبير جدًا في تنشئة الأطفال وتأسيسهم بشكل سليم اجتماعيًا وجسديًا ونفسيًا، دون محاولات التهرب من المسئولية بإلقاء العبء على طرف دون الآخر، فضلًا عن التحفيز المستمر للأطفال على ممارسة الأنشطة المختلفة التي ستساهم في إبعادهم تدريجيًا عن هذه الألعاب المميتة، بجانب متابعتهم والاستماع إليهم والالتفات إليهم ولاحتياجاتهم باستمرار، لافتًا إلى أن الأطفال في هذا الوضع سيجدون أنفسهم بشكل جيد وسيكونون مفيدين لأنفسهم ولأسرتهم ومجتمعهم فيما بعد، فإن تنمية المهارات لديهم أمر ضروري جدًا.