السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

حياة "القديسة تقلا أولى الشهيدات".. سلسلة من الأعاجيب الباهرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفي الاقباط اليوم 23 سبتمبر بتذكار "القديسة تقلا أولى الشهيدات"، وتلميذة القديس بولس، مثال العذارى وبطلة البتولية المسيحية، وكانت حياتها سلسلة من الأعاجيب الباهرة، فهي من أشراف أيقونية.

وما كادت تناهز الثامنة عشرة، حتى خُطبت لواحد لا يقل عنها شرفاً، وراحوا يعدّون العدّة للزواج. لكن غادرت البيت فمرّ الرسول بولس في بلدتها في جولته الأولى سنة 45، فآمنت واعتمدت ونذرت بتوليتها لله وعكفت على الصلاة والتأمل ولما فاتحتها والدتها في أمر الزواج باحت لها بسرها. فعملت الوالدة على إقناعها للعدول عن نيتها، واستعانت بحاكم المدينة. لكن كلامه ذهب أدراج الرياح. فأمر بإضرام نار وتهددها بطرحها فيها. وما إن دخلت تقلا النار حتى هبط مطر كأنه الطوفان فانطفأت النار وهرب الناس ولم يحترق منها شيء. واستطاعت الإفلات منهم والالتحاق بالقديس بولس حتى انطاكية حيث تركها تخدم المؤمنين وتبشر الوثنيات.

وافتتن بها أحد كبار الانطاكيين وأراد يوماً خطفها وإذلالها، فصرخت وجمعت الناس عليه، فازداد غيظه ووشى بها الى الوالي، فحكم عليها بأن تطرح للوحوش. فثارت النساء في الديوان استنكاراً وانتصاراً لمن شرّفت بني جنسها حتى الوثنيات منهن. لكنه لم يرضخ، بل عرّوها من ثيابها، وقدّموها للبوءة ضارية لتفترسها. لكن اللبوءة ربضت عند قدميها. فتعالت اصوات الحاضرين، منهم من يطلب العفو لها ومنهم من يطلب الانتقام منها لسحرها. وأعادها الحاكم الى السجن. وفي اليوم الثاني رُبطت الى ثورين هائجين، فصلّت الى الله ليتقبّل روحها، لكنهما أفلتا وتركا الفتاة سالمة وانطلقا وكادا يهلكان الجلادين بقرونهما. وحار الحاكم وألقاها في هوّة مملوءة بالثعابين السامة، فنامت عند قدميها. فدُهش الناس والحكام. واستجوبها الحاكم عن شأنها فأجابت بوقار :"أنا تقلا أمة يسوع المسيح ابن الله الحي." حينئذٍ أعلن الوالي أمام الجميع :"إن تقلا أمة المسيح، هي طليقة حرّة." فخرجت بين أصوات الاستحسان الى دار الشريفة تريفينا التي تعطفت عليها. ثم قصدت ميراليكيا حيث بولس الرسول وقصّت عليه ما حدث لها فشجعها على متابعة أعمالها الرسولية.

عادت تقلا الى أيقونية تبشّر مواطنيها، ثم ذهبت الى سوريا، الى جبال القلمون تبشر بين معلولا وصيدنايا، فآمن على يدها شعب غفير. ونسكت في مغارة فصار الجمع يتوافد إليها لنيل بركتها والشفاء من الأمراض. واغتاظ بعض الأطباء، فسخّروا جماعة من الأشرار ليفتكوا بها، ولما أتوها وأرادوا لها الشر انشقّت الصخرة التي كانت أمامها فدخلتها ثم أطبقت عليها، وهكذا توارت عن أنظارهم.

عاشت تسعين سنة، وكانت أعجوبة دهرها، ورحلت وذاع صيت قداستها، ومَدَحَها الآباء كلهم في خطبهم. دفنت في سلوقية حيث ماتت. وفي المجمع المسكوني السابع المنعقد سنة 787 ضد محاربي الأيقونات، تكلم أسقف سلوقية عن عجائبها قال :"إنني أؤكد أنه ما من إنسان زار ضريحها وطلب شفاعتها وعاد خائباً، بل نرى الناس يعودون من تلك الزيارة وهم يمجّدون الله على ما نالوا مِن نِعَم ويسبّحون تلك البتول الملائكية" وتفتخر اليوم بلاد اسبانيا بحصولها على ذخائر القديسة تقلا أولى الشهيدات.