أن تخلق عالما خاصا على عكس من حولك، فإنك تحتاج لبذل مجهود مضاعف، عندما تخرج على غير العادة بشىء لم يكن معروفا لدى مجتمعك، وقتها سيكون الأمر سلاحا ذا حدين، إما أن يجرحك جرحا عميقا، وإما أن تنتصر به على من حولك، في الجنوب خاضت هاجر صلاح الفتاة العشرينية تجربة لم تكن على بال أحد، هنا في محافظة قنا وتحديدا في مدينة أبوتشت، التى تتمسك بقوانينها الخاصة، من الصعب أن تمتلك فتاة مشروعا أو فكرة خاصة بها، هاجر صارت عكس هذه الأمواج، فأنشأت أول مشغل لا يضم إلا بنات الصعيد،:» لم يكن الأمر بالنسبة لى مكسب مادي، بل كان تجربة على أن أنجح فيها، مغامرة حقيقة لفتاة لم تستطع أن تاخذ قرارا لنفسها، دائما التردد يملأنى، «حتى لو هشترى علبة جبنة»، ولكن في هذا الأمر وجدت سكينة من الله، ففكرت ودبرت وخلال أسبوعين وبعد عرض الفكرة، أنشأت ورشة وحملت من الاسم «ذات» أن تكون أنت ذاتا لنفسك وروحك، لا تنتظرين الدعم والمساندة، تتغلبى على الأوجاع واليأس، وفى غضون عام، أصبحت ذات قبلة لكثير من فتيات قنا، بعضهن تطلبن المشاركة، وأخرى تطلب تصميم فستان خاص بها، وأصبح لدينا شغل نتميز به، لم نصل إلى الجميع، ولكن يكفينا أننى حققت ما عجزت عنه الكثيرات، وكانت فكرتى مصباحا للفتيات أن يحققن طموحهن ويخلقن لأنفسهن عالما يغير حياتهن.
وتهدف ذات أن تقدم للفتاة كل ما تحتاجه من أعمال يدوية.
تختتم هاجر حديثها، بأن زوجها وأهلها منحاها الثقة الكاملة، وأنها تحلم بامتلاك أول ماركة صعيدية مسجلة تحمل اسم ذات، وقالت في الختام، تحتاج مثلا هذه الأفكار والمشاريع دعما من رجال الأعمال والدولة، وخاصة في صعيد مصر، وقتها ستجد الآلالف من الفتيات العاملات يعتمدن على أنفسهن، وهى نقطة مهمة أتمنى من الدولة النظر إليها.
