عامان ونصف العام، قضاها محمد علي سعد، الطالب بالصف الثالث الثانوي داخل أروقة مركز الأورام بجامعة المنصورة بين جلسات العلاج الكيماوي، ومعاناة انخفاض المناعة، بعد إصابته بـ"سرطان الدم" ظل خلالها يقاوم الألم، إلى أن أجرى عملية زراعة، النخاع والتى أدت إلى عزله لأكثر من ستة أشهر، لا يستطيع أحد رؤيته إلا من خلف زجاج، خشية إصابته بأي فيروس، بسبب انخفاض المناعة، ليتمكن من مقاومة مرضه وأداء الامتحانات ليحقق مجموع 404 درجات ليطلب تحقيق حلمه بالالتحاق ببرنامج مانشستر لطب الأسنان بجامعة المنصورة.
منذ عام 2018 وحتى يوليو 2019، ظل محمد ابن قرية بشبيش بمحافظة الغربية مترددا على مركز الأورام، ولكن استطاع بمثابرة أن يتغلب على الألم، يتلقى دروسه ويقضي وحدته بين كتبه ودروسه التي كان يتلقاها سواء عن طريق بعض المعلمين الذين يتواصلون معه هاتفيا، أو من خلال خروجه من حين إلى اخر وعودته إلى المستشفى.
وقال: "حققت حلمي بالحصول على مجموع يؤهلني للحاق بكلية الطب ولكنى احلم ان التحق ببرنامج مانشتر لطب الاسنان"، بتلك الكلمات روي "محمد" قصته، رغم استمرار معاناته، لكنه لم ينس حلمه الذي ظل يذاكر بلا ملل إلى ان اتيحت له الفرصة بالسماح للخروج وأداء الامتحانات، حتى حصل على مجموع 98.5%.
وتابع محمد قائلًا إن مجموعه يؤهله للالتحاق بكلية الطب، وحلم حياته هو كلية طب الأسنان، ولكن ظروفه الصحية تمنعه من التواجد في أماكن الزحام والمحاضرات الكبيرة، وتابع بقوله: "أتمنى الالتحاق ببرنامج مانشستر الطبي بجامعة المنصورة، ولكن أسرتي لا تقدر على مصاريفه".
وأضاف: "قرأت كثيرًا عن برنامج مانشستر، يكون بكل مجموعة عدد محدود من الطلاب، وتواصل الأساتذة مع الطلاب أون لاين، وهذا النظام من الدراسة هو الذي يتناسب مع ظروفي الصحية".
