الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رحلة الفيلسوف فريدريك نيتشه من الشهرة للجنون حتى وفاته

 الفيلسوف فريدريك
الفيلسوف فريدريك نيتشه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فريدريك نيتشه فيلسوف ألماني، من أشهر الفلاسفة وعرف بتأثيره الكبير، وكتاباته عن الخير والشر، ونهاية الإيمان في المجتمع الحديث ومبدأ الإنسان الخالد، ولد الفيلسوف في 15 أكتوبر عام 1844، في بلدة غوكن باي لوتزن، ألمانيا، وفي فترة حياته المهنية المشرقة والقصيرة، نشر عددًا من الأعمال الفلسفية الكبيرة، بما في ذلك Twilight of The Idols وThus Spoke Zarathustra.
عانى في العقد الأخير من حياته من الجنون، حتى توفي في 25 أغسطس عام 1900، وأثرت كتاباته حول التفرد والأخلاق على العديد من المفكرين والكتاب البارزين في القرن العشرين.
وكان والده كارل لودفيغ نيتشه مبشرًا لوثريًا توفي حين كان عمر فريدريك 4 أعوام التحق نيتشه بمدرسة إعدادية خاصة في نومبيرغ وحصل على تعليم تقليدي في مدرسة سكولبفورتا المرموقة، وبعد تخرجه عام 1864، التحق بجامعة بون لفصلين، وانتقل إلى جامعة ليبزينغ، حيث درس علم فقه اللغة، ومجموعة من الآداب، واللسانيات والتاريخ. وتأثر بشدة بكتابات الفيلسوف آرثر شوبنهاور.
وأثناء إقامته في ليبزينغ، بدأ صداقة مع المؤلف الموسيقي ريتشارد فاغنر، الذي أعجب إلى درجة كبيرة بموسيقاه، وفي عام 1869، تولى نيتشه منصب أستاذ جامعي في علم فقه اللغة الكلاسيكي في جامعة باسيل في سويسرا، ونشر أول كتبه أثناء عمله كأستاذ جامعي، The Birth of Tragedy عام 1872 وHuman،All Too Human عام 1878.
وبدأ يقصي نفسه عن الثقافة الاعتيادية، وعن تعاليم شوبنهاور، وبدأ بالاهتمام بشكل عميق بالقيم الكامنة دون حضارة العصر الحديث، وفي هذه الأثناء، وتردت صداقته مع فاغنر، ونتيجة معاناته من اعتلال عصبي، استقال من منصبه في جامعة باسيل عام 1879، وفي معظم أوقات ثمانينيات القرن التاسع عشر، عاش نيتشه عزلة، وانتقل من سويسرا إلى فرنسا ومن ثم إيطاليا.
كان يقيم في منزل والدته في نومبيرغ مع ذلك، كانت هذه الأعوام أعواما منتجة بالنسبة له كمفكر وكاتب، وأحد أعماله المهمة كان Thus Spoke Zarathutra "هكذا تكلم زارادشت"، ونشر في أربعة أجزاء بين عامي 1883 و1885، كما كتب Beyond Good and Evil ونشر عام 1886، وThe Genealogy of Morals عام 1887 وTwilight of the Idols عام 1889.
وخلال أعمال هذه الفترة، طور نيتشه النقاط المحورية في فلسفته، وأحد عباراته المهمة والشهيرة في هذه الأثناء كانت"God is Dead"، وكانت تعني رفضا للمسيحية كقوة ذات هدف في الحياة المعاصرة.
عانى نيتشه انهيارًا عام 1889 حين كان في تورين، إيطاليا، وقضى العقد الأخير من حياته في حالة من الضعف العقلي، ولا يزال السبب وراء جنونه غير معروف، على الرغم من أن المؤرخين عزوه لأسباب مختلفة كالسفلس ومرض عقلي موروث وورم والإفراط في تناول العقاقير المهدئة.
وبعد بقائه لفترة في مستشفى للأمراض العقلية، قامت والدة نيتشه في نومبيرغ بالرعاية به إضافة إلى شقيقته في وايمر، ألمانيا، ويحسب لنيتشه تأثير كبير على فلسفة القرن العشرين، وعلم اللاهوت والفن، وساهمت أفكاره في الفردية والأخلاق ومعنى الوجود في تفكير فلاسفة مثل مارتن هيدغر وجايكوب ديريدا وميشيل فوكو وكارل يونغ وسيغموند فرويد، والأخيرين هما من الشخصيات المؤسسة لعلم النفس.
وتأثر به كتاب من قبيل ألبير كامو، وجان بول سارتر، وتوماس مان وهيرمان هس، وبفائدة أقل، استخدمت أجزاء محددة من أعمال نيتشه من قبل الحزب النازي في ثلاثينيات وأربعينيات القرن المنصرم كمبررات لنشاطاته، وقد أدت إساءة استخدام أعماله والانتقائية في اختيارها إلى الإساءة إلى سمعته بين الأجيال القادمة.
التقى نيتشه عام 1882 بالفتاة الروسية سالومي، التي كانت تتلمذ على يديه، وذكرت أنه طلب الزواج منها وأنه كان يحبها بجنون، لكنها رفضت تحت وطأة مؤامرات شقيقته وأمه، ويقال أنها هي من قادته إلى الجنون، ووقع نيتشه في حب الكثير من الفتيات اللواتي رفضنه بسبب نظراته المخيفة على حد قولهن.
عانى نيتشه من انهيار في عام 1889 بينما كان يعيش في تورينو، إيطاليا، وقد قضى العقد الأخير من حياته في حالة عجز عقلي، ولا يزال سبب جنونه مجهولًا، على الرغم من أن المؤرخين نسبوه إلى أسباب متنوعة مثل الزهري، وأمراض الدماغ الموروثة، والإفراط في استخدام العقاقير المهدئة.