قال محمد ربيع الديهي، باحث في الشأن الدولي، إن النظام التركي الحالي يتبرأ من أنه لم يكن في السلطة حينما اعترفت تركيا عام 1949، بإسرائيل وأصبحت تركيا أول دولة ذات أغلبية إسلامية تعترف بإسرائيل كوطن قومي لليهود على حساب الفلسطينيين، وتقيم معها علاقات.
وأضاف الديهي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن تركيا لا تستطيع أن تنكر أن العلاقات التركية الإسرائيلية شهدت تطورا كبيرا منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا، والمدقق في مسار العلاقات التركية الإسرائيلية يلاحظ، أن النظام التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان يهاجم إسرائيل في خطاباته وتصريحاته، وعلى أرض الواقع يقيم علاقات قوية معها ويدعمها سياسيا واقتصاديا.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل تجاوز 5 مليارات دولار عام 2019، فضلا عن طموح المسئولين الإسرائيليين والأتراك لرفعه إلى 10 مليارات دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة إلى جانب أن تركيا تحتضن اليوم أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي، وتعد ثاني دولة بعد الولايات المتحدة الأمريكية تحتضن مصانع أسلحة لإسرائيل.
وأوضح الباحث، أن إسرائيل زودت تركيا بطائرات بدون طيار، ودبابات متطورة، وأنظمة مراقبة وأنظمة لجمع المعلومات والتجسس، وغيرها من الوسائل العسكرية الحديثة، إضافة إلى عقد اتفاقيات تبادل عسكري بين البلدين، والسماح للطيران العسكري الإسرائيلي بالتحليق في الأجواء التركية، حيث ينص الاتفاق على تبادل الطيارين 8 مرات في العام؛ ويسمح للطيارين الإسرائيليين بالتحليق فوق الأراضي التركية هذا الاتفاق الذي يعمل على تدريب وصقل قدرات الطيارين الإسرائيليين ليصوبوا على رءوس الفلسطينيين بدقة، في تناقض مربك لموقف الرئيس التركي وحزبه تجاه القضية الفلسطينية، كما قدمت انقرة مقترح لتل أبيب بنقل مياه نهري دجلة والفرات إلى إسرائيل عبر البحر المتوسط في انبوب عرف بـ"أنبوب السلام" فضلا عن المشروع التركي لنقل الغاز الاسرئيلي إلى الدول الاوروبية وهو المشروع الذي علقت إسرائيل التفاوض عليه حاليا.
وحول التعاون السياحي أكد "الديهي"، أن مدير سلطة الطيران المدني الإسرائيلي أعلن عام 2013 أن شركات الطيران التركية تقوم بأكثر من 60 رحلة جوية أسبوعيًا إلى إسرائيل، وتنقل بين إسرائيل وتركيا أكثر من مليون مسافر سنويا، حيث تعتبر تركيا من الوجهات المفضلة للإسرائيليين.
وأضاف: السفارة التركية في تل أبيب لا تتوقف عن تنظيم الفعاليات التركية في إسرائيل، بدءا بمعرض للأثاث نظمته وزارة الاقتصاد التركية في مدينة تل أبيب، مرورا باحتفال السفارة التركية باليوم التركي في مدينة القدس المحتلة، وصولا إلى الاحتفال بعيد "الحانوكاه" اليهودي.
وتابع: تصريحات أردوغان حول أنه المدافع عن حقوق الفلسطينيين، وأنه يحمل عبء القضية الفلسطينة مجرد ادعاء هدفه الأساسي هو تصدير نفسه على أنه زعيم وقائد للشعوب الإسلامية وهو الأمر الذي أدركه كل مواطني العالم الإسلامي، وأن المشروع التركي هدفه خدمة المصالح الإسرائيلية خاصة وأن قول أردوغان مجرد تصريحات لا تمت للواقع بأي صلة.
