السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثورة يوليو بين الحاضر والماضى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحتفل هذه الأيام بالعيد ال68 لثورة 23 يوليو 1952 المجيدة، وهى الفترة التى يبدأ فيها أيضًا الاحتفال بمهاجمة ثورة يوليو وقائدها الخالد جمال عبد الناصر، رغم أن عبد الناصر قد غادر الحياة منذ نصف قرن، فهل هناك أتساق سياسى وعلمى وتاريخى لهذا ؟ وهنا نتساءل ثورة يوليو كانت مع من؟ كانت يوليو مع الأغلبية الغالبة من الشعب المصرى وضد الأقلية الفاسدة المفسدة والمستغلة لعرق العاملين من الشعب الفقير والمعدوم والذى كان الحفاء أحد مظاهر فقره،أضافة للجهل والمرض،ولذا فالأغلبية كانت مع الثورة والأقلية مع الاقطاع ورأس المال ضد الثورة، الآمر الاخر أنه لا يمكن تقيم نظام سياسى بعيدًا عن المعطيات الواقعية حين حدوث الحدث على المستوى السياسي والاقتصادى والاجتماعي بالإضافة إلى معطيات القوى الدولية والعلاقات الإقليمية، فهل يمكن أن نقيم يوليو 52 بمعطيات الواقع الحالى على أى مستوى ؟! بالطبع لا، فهذا تداخل خاطئ يعطى نتائج أكثر خطأ، ولذا فثورة يوليو نبت زمانها ونتاج وقتها وتقيم بمعايير عصرها. يوليو وبكل المقاييس تُقيم نتائجها السياسية عندما أعادت لمصر دورها الريادى على المستوى القومى والإقليمى والعالمى، وتُقيم نتائجها الاقتصادية بما أنجزته من ثورة صناعية أحدثت نتائج اقتصادية جعلت من مصر الزراعية مصر الصناعية أيضًا،مما أوصل الناتج القومى إلى أكثر من 6 % وكان هذا غير مسبوق حسب التقارير الدولية، وتُقيم نتائجها الاجتماعية حين أصبح التعليم بالمجان فكان فرصة للفقراء أن يتعلموا مما أحدث نقلة نوعية على المستوى الاجتماعي ففتح باب الجامعات للفقراء وكذلك الوظائف بكل مستوياتها وبعيدًا عن الطبقية والمحسوبية والواسطة، فأصبح ابن العامل ضابطا وابن الفلاح قاضيا، إلى جانب فتح المستشفيات والوحدات الصحية والمدارس والساحات الشعبية في كل مكان وللجميع بلا تمييز أو تمايز.
ثورة يوليو كانت العون لكل حركات التحرر في العالم الثالث مما أعطى مصر وضعًا فريدًا خاصةً في أفريقيا التى لم تكن لإسرائيل أى علاقة معها،والآن نرى ما يحدث من اختراق صهيونى أمريكى استعمارى لأفريقيا وما نعانيه مع إثيوبيا في سد النهضة،.
يوليو كانت نموذج التحرر في معركة السد العالى ضد قوى الاستعمار واستقلالًا للقرار السياسى. ثورة يوليو كانت قد غيرت المفاهيم السياسية للتحرر من الاستعمار وسيطرت الشعوب على مقدراتها ولصالح الشعوب، فهل ما حدث من نتائج للثورة في إطار واقعها وزمانها كان خطأ؟ هل كان يجب أن تظل طبقة النصف بالمائة مسيطرة؟ هل كان يجب أن يظل الأجير عبدًا عند الإقطاعى والعامل ذليلًا تحت رحمة الراسمالى؟ هل كان لا يجب أن يتطاول ابن الفقير على أن يصل إلى كل المناصب في الدولة؟ هل كان يجب أن نظل خاضعين للوجود الاستعمارى البريطانى وسيطرة الاستعمار على قناة السويس حيث كانت دولة داخل دولة؟ حتى بمقاييس الحاضر هل هناك وطنى منتمي لوطنه ويسعى لصالح الوطن وتوحده يقبل هذه الأوضاع التى كانت؟! أذن لماذا هذه الهجمة المستمرة حتى الآن ؟! هذه الهجمة ليست ضد يوليو ولا عبد الناصر فهما لا وجود لهم الآن الا في الضمير الجمعى لكل من يسعى للطبقية كمرض نفسى واجتماعي ولكل من يستمرئ التبعية والعبودية للغير ولا يستطيع أن يعيش بعيدًا عن هذه العبودية ولكل من له مصالح مع الشركات متعددة الجنسيات ولكل من يلعب ادوارًا مشبوهة مع الاعداء ولكل من له مصالح ذاتية وتنظيمية ويستغل العاطفة الدينية ولا يسعى لمصلحة الوطن بل هى مصلحته على حساب الوطن والجميع، ولكل مستفيد من ثورة يوليو إصابة مرض من أنتقل من الجوع إلى القمة دون المرورو بمرحلة الشبع فأصبح يهاجمها نتيجة هذا المرض.
أعداء يوليو يهاجمونها لأفكارها ومبادئها وتاريخها التحررى وأنجازاتها الاجتماعية، تلك الافكار والمبادئ التي لا زالت وستظل تؤرق هؤلاء التابعين والحاقدين. حفظ الله شعب مصر وكل عام والشعب المصرى والعربى بخير.