الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"30 يونيو" ثورة شعب وحكاية وطن.. خبراء: حطمت مخططات عملاقة أنفق عليها المليارات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تشهد مصر على مدى تاريخها، عمليات إرهابية، إلا بعد نشأة جماعة الإخوان، في القرن الماضى، وشهدت خلال السبع سنوات الأخيرة، سلسلة طويلة من الجرائم الإخوانية الإرهابية، التى بدأت في حكم الإخوان لمصر حيث لم يعش الشعب المصرى فترة أكثر صعوبة، وأكثر سقوطا للضحايا، من الأعوام السبع الماضية، وخاصة عقب انتفاض المصريين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية في 30 يونيو.
وجماعة الإخوان الإرهابية لا تعترف بشىء اسمه وطن، فالقناعات عندها تقوم على فكرة الولاء لما يسمى «المرشد» في أى مكان كانت، وتهدف لاستقطاب المغيبين وأصحاب التفكير السطحى والساذج لتحولهم إلى أدوات قتل، فهى ترفض الآخر وهذا ظهر واضح عقب ثورة 30 يونيو حيث أعلنت السلطة أو الدم، حيث لا يوجد أخطر على الإسلام من تشويه جوهره وسماحته، وهذا ما يفعله الإخوان المجرمون، يقتلون كل مايخلفهم في الرأى باسم الدين.
انحياز للشعب
وقال الباحث في شئون تيارات الإسلام السياسى، عمرو فاروق، إن ثورة يونيو ٢٠١٣ التى انحازت فيها القوات المسلحة لقرار الشعب المصرى في ضرورة الإطاحة بحكم جماعة الإخوان من مصر، كانت بداية حقيقية لسقوط مخططات تقسيم المنطقة العربية بالكامل.
وأضاف فاروق في تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن ٣٠ يونيو أجهضت مشروع تيارات الإسلام السياسى والاستيلاء على الحكم في المنطقة العربية والعالم الإسلامى، كخطورة أولى لتفكيك هذه الدول إلى مجموعة من الدويلات وفقا لمشروع برنارد لويس الموضوع على أجندة الحاليف الاستراتيجى لجماعة الإخوان المتمثل في الديمقراطيين الأمريكيين. وأوضح فاروق، أن ثورة يونيو كانت الخطوة الأولى في تحجيم مشروع الإخوان وحلفائهم من خلال تجفيف منابع الأموال والمشاريع الاقتصادية وكشف مخططاتهم السياسية وتعرية أفكارهم أمام الرأى العام العربى والدولى.
وأشار الباحث في شئون تيارات الإسلام السياسى، إلى أن الجيش المصرى كان يقظا تماما لمختلف المخططات التى ينفذها الإخوان بالتعاون مع كل من قطر وتركيا وبريطانيا، وإدارة أوباما، لتمرير مجموعة من السيناريوهات من شأنها السيطرة على مقدرات الدولة المصرية وخيراتها، وسعيهم في تفكيك المنظومة العسكرية والأمنية وإحلالها بكيانها موالية لمشروع الجماعة وحلفائها.
وأكد فاروق أن الأجهزة الأمنية المصرية وجدت فعليا داخل مكتب الإرشاد مشروعا متكاملا لتفكيك المنظومة الأمنية وتكوين مجموعات مسلحة على غرار الحرس الثورى الإيرانى لتكون بمثابة ذراع استخباراتية مسلحة تابعة لمكتب الإرشاد.
وتابع، أن سقوط حكم الإخوان في مصر، أدى إلى سقوط وتعثر مشروع الجماعة في المنطقة العربية بالكامل، لانكشاف مخططهم أمام الرأى العام الدولى، ومن ثم رفضهم شعبيا وسياسيا ودينيا أيضا.
وأوضح فاروق، أن ثورة ٣٠ يونيو، كانت سببا رئيسيا في تفكيك الجماعة من الداخل وانهيارها تنظيميًا نتيجة الصراعات والخلافات والمصادمات التى نشبت بين قياداتها عقب فشلهم في السيطرة على حكم مصر، وظهور مطالبات شبابية بضرورة تنحى القيادات التاريخية أو عواجيز التنظيم، فضلا عن تكريس جهد الجماعة وعناصرها في اتجاه العنف المسلح وشرعنة العمليات الاٍرهابية للنيل من مؤسسات الدولة المصرية، كنوع من الانتقام والثأر، وذلك بعد أن تنصلت مرارا من قضية استخدامها للعنف المنهج، لتأتى ثورة يونيو لتفضح توجهاتها الحقيقية وجهها القبيح أمام الجميع.
الاستقواء بالخارج.
جرائم الجماعة الإرهابية
وقال أحمد العنانى، المتخصص في الشئون الخارجية، إن جماعة الإخوان الإرهابية، أسقطت مئات الضحايا، بجرائمها الإرهابية، انتقاما من الشعب المصرى، الذى أطاح بها من حكم مصر مشيرا إلى أن الجماعة استعانت بقطر وتركيا، حتى توفر التمويلات اللازمة، للإجهاز على المصريين، وتدمير دولتهم.
وأضاف «العناني» في تصريحات لـ«البوابة نيوز». أنه قبل ٣٠ يونيو ٢٠١٣، كان لدى الإخوان مخطط معد للاستيلاء على الدولة، واختطافها، وأخونة مفاصلها، إلا أن ثورة ٣٠ يونيو العظيمة، حافظت على الدولة، وهويتها ومؤسساتها الوطنية.
إنقاذ مصر
بدوره: قال هانى عمارة، باحث في الفكر الإسلامى، إن ثورة ٣٠ يونيو كانت الأمل الأخير لمصر لإنقاذها من مخطط إخوانى لأن الجماعة كانت تسير على السيناريو الإيرانى من خلال السيطرة على مفاصل الدولة من خلال تعيين الكوادر الإخوانية في كل مؤسسات الدولة.
وأضاف عمارة، أن الحملات الإعلامية كانت ممنهجة وقذرة ضد منافسيها والفرق الأخرى من الجماعة كانت مهمته تكوين ميليشيات شعبية موازية من أفراد الجماعة على طريقة الحرس الثورى الإيرانى من أجل السيطرة على الشارع وتم الاستعانة في ذلك بكوادر من حماس وهذه العناصر هى التى شكلت الخلايا النوعية التى مارست عنف واغتيالات بعد سقوط الإخوان، وكانت الخطة تمشى بوتيرة أسرع وفى سباق مع الزمن لذلك الموقف كان خطيرا لا يحتمل الصبر.
وأكد "عمارة"، أن تحرك الجيش في ٣ يوليو كان مجازفة كبيرة وشجاعة أمام تنظيم عالمى له ظهير إعلامى وسياسى وعسكرى قادر على نشر الفوضى والتخطيط بسيناريو شبيه بما حدث في الجزائر.
منع الفوضى والتخريب
متفقا مع سابقيه أكد هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، الآراء السابقة، معتبرا أن الإخوان الإرهابية، فقدت حضورها في الداخل المصرى، بسبب سعيها لإشعال آتون العنف على أرض الوطن، وصارت الآن مجرد جماعة إقليمية، تابعة لقوى خارجية، هى تركيا وقطر، تعمل على إثارة العنف وإسقاط الدولة.
ويعلق إسلام السويسى، المستشار الإعلامى للجالية المصرية بإيطاليا، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد وزعيم دخل قلوب المصريين فأحاطوه بحبهم واكتسب حب واحترام حكومات وشعوب العالم، مشيرًا إلى أنه انتشل مصر من الفوضى والتطرف التى كانت تعانى منه في عهد جماعة الإخوان الإرهابية. 
وأضاف السويسى في تصريحات لـ«البوابة نيوز». أن ثورة الـ ٣٠ من يونيو أعادت الأمل إلى المصريين في استعادة دولتهم من خفافيش الظلام وعصابات التطرف، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي تحمل المسئولية بكل شجاعة ونال ثقة وحب المصريين في ٣ يوليو حتى أصبحت مصر بفضل الله وحكمة القيادة السياسية الحكيمة دولة مكتملة الأركان عنيدة صلبة تتحدى الصعاب والأزمات الداخلية والخارجية بثبات وقدرة على المواجهة، حيث عادت مصر بقوة تمارس دورها المحورى داخل المجتمع الدولى.
وأكد المستشار الإعلامى للجالية المصرية بإيطاليا، أن «السيسي» نجح في توحيد المصريين على قلب رجل واحد لمواجهة الطوفان الإرهابى والمؤامرات التى تهدد بقاء وطنهم دون أن يتحول إلى نموذج مأساوى مثل دول أخرى بالمنطقة، مضيفا أنه في عهد الرئيس السيسي نجح في إحداث نقلة اقتصادية كبيرة لصالح الشعب المصرى.
وأوضح، أن الإخوان مفككون تنظيميا نظرا لترك كثير من الإخوان التنظيم على خلفية الاختلافات الرئيسية حول هوية الجماعة هل هى دعوية أم سياسية أم جماعة مسلحة جهادية، وبالتالى حال جماعة الإخوان المسلمين بعد مرور ٧سنوات على ثورة ٣٠ يونيو في أضعف حالاتها.

من جانبه قال طارق أبو السعد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن الجماعة الإرهابية الآن وبعد ٧سنوات من ثورة ٣٠ يونيو، البعض منهم في السجون بالإدانة في قضايا إرهاب أو قضايا جنائية، أو إرهابيين خارج مصر في بعض البلدان التى سمحت بإيوائهم مثل السودان وقطر وتركيا وبعض بلدان جنوب شرق آسيا، أو مطاردين أمنيا، وكثير من قيادات الإخوان الّذين لم توجه لهم تهم محددة قاموا بتغيير سكنهم إلى محافظات أخرى لا يعرفهم فيها الأمن ولا الأهالى.
مكاسب مفقودة
وأضاف أبوالسعد في تصريحات لـ«البوابة نيوز». أن الإخوان فقدوا كل مكاسبهم التى حصلوا عليها من بداية عودتهم في سبعينيات القرن العشرين، فلم يعدوا يملكون جريدة أو مجلة ولا مقرا للإرشاد، ولا قادرين على إدارة منتديات وصالونات ثقافية يتحدقون فيها بالنيابة عن تنظيم الإخوان المسلمين، وأكثر خسارة تركت أثرا في «الإخوان» هى خسارتهم تعاطف الشعب وثقته فيهم، فقد كان الإخوان يؤمنون أن الشعب سيظل مؤيدا لهم مهما حدث. وأشار «أبوالسعد». أن انصراف الشعب عنهم كان أكبر صدمة وخسارة لأنهم دون الشعب لا يمكن أن يعودوا فقد كانوا دائما ما يراهنون على تعاطف الشعب معهم.
وأكد «أبوالسعد». أن الوصول للحكم ليس فيه أية مشكلة، فكل الأحزاب تتنافس للوصول إلى الحكم أو البرلمان، لكن عبر طريق ومسار واضح يحدده القانون، أما في حالة الإخوان أوهموا الناس أنهم مجرد جماعة دعوية، ومن ثم هم يجتمعون من أجل الإسلام، ثم في نهاية المطاف وجدوا أنهم يستخدمون إقبال الناس وتعاطفهم معهم، للحشد في المظاهرات أو للتصويت الانتخابى لصالح مطامعهم السياسية، بعيدا عن الإسلام.
تاريخ دموي
فيما قال عبدالناصر مأمون، باحث في الشأن الأفريقي، إن البسطاء والذين انتهت عندهم ثورة يونية٢٠١٣ بإزاحة الإخوان من على صدر البلد يظنون أن تلك الانتفاضة الوطنية انتهت عند ذلك الحد، لكن حقيقة الأمر أن تداعيات ثورة يونيو ستستمر لسنوات على المنطقة بأثرها بل امتد أثرها إلى كافة أرجاء الشرق الأوسط كله.
وأشار «مأمون». إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية، زرعت خلايا نائمة لها، في عدد من هيئات ومؤسسات الدولة المصرية، وشدد على أن الله حمى مصر من التقسيم والحرب الأهلية، والفوضى العارمة، مضيفا: «كان هذا هو المخطط الموضوع للتنفيذ بعد تمكن الجماعة من حكم مصر، والسيطرة على مفاصل الدولة".
وأوضح أن ثورة ٣٠ يونيو، تمثل انتصارًا لا يقل أهمية عن انتصار أكتوبر، لأنه حمى مصر من حكم عصابة الإخوان الإرهابية، وهو ما كان من الممكن أن يحولها إلى دولة خاضعة لتنظيم داعش الإرهاب.
فيما قال مصطفى أمين، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان في حالة يرثى لها حاليا، لكن هذا لا ينفى تاريخها الدموى، الذى سيبقى كنقطة سوداء في تاريخ مصر العريق. وأوضح «أمين». أن الجماعة الإرهابية، والتنظيم الدولى التابعة له، فقدا الكثير من أسلحتهما، والكروت التى كانت تستخدم لتحقيق مكاسب سياسية على مدى العقود السابقة، وأشار إلى أن شعبية الجماعة في الشارع المصرى ماتت تماما، بعدما اكتشف المواطنون مؤامراتها للسيطرة على الدولة، وسعيها لإسقاطها والقضاء على أركانها. ودعا «أمين» إلى استغلال ذكرى ثورة ٣٠ يونيو، لإعادة الحديث عن جرائم الجماعة، في حق الشعب المصرى، وتذكير المواطنين بها، مضيفا: «رغم الألم الذى يسببه ذلك، خاصة لأهل وذوى ضحايا الجماعة، من عسكريين ومدنيين، إلا أنه يبقى أمرا مهما كشف الحقائق للأجيال القادمة، وإطلاعها على ما يثبت جرائم الإخوان، حتى لا تعود مرة أخرى.