السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إنه درس العمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشهدان كان الفارق الزمنى بينهما عامًا واحدًا فقط.
المشهد الأول: عند معرفة نتيجة الانتخابات الرئاسية، وإعلان مرسى العياط رئيسًا للبلاد، على غير إرادة الناخبين.. كان الوجوم سيد الموقف.. وجوه مكفهرة وعيون دامعة، وبكاءٍ ونحيب.. في قلب الصورة العالقة في الذهن "رشا" و"سحر" فتاتان في عمر الزهور تبدآن خطواتهما الأولى في عالم صاحبة الجلالة، لم تستطع أيّ منهما السيطرة على مشاعرها وانهمرت الدموع من عينى كلٍ منهما، وكانت لحظة تتطلب على الفور التصرف على نحو مسئول.. كان لا بد من السعى لرفع الروح المعنوية لكلٍ منهما من منطلق أن "الصحفى" مسئول عن تشكيل الرأى العام وبث الأمل دون خداع ونقل الأخبار دون تزييف، وهى مسئولية لو تعلمون عظيمة، ولا يصح تحت أى ظرف أن ينسى الصحفى مهمته الأولى في الحياة والتى يتوارى بجانبها أى شىء آخر، فلا مجال أمام الصحفى لتغليب مشاعره الخاصة، ذلك أن الكلمة مسئولية، والمسئولية يجب أن يمارسها الصحفى تحت أى ظرف انتصارًا للوطن وللشعب وللحقيقة، وهو ما أدى "على قدر استطاعتى" لوقف نهر الدموع، وبدأت "سحر" ترسم بريشتها مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية التى تكشف حقيقة الإخوان ونهجهم التخريبى والإرهابى، أما "رشا" فقد نجحت في السيطرة على نفسها، واندمجت في جهاز الكومبيوتر تتابع وترصد آخر الأخبار.
المشهد الثانى: ليلة 30 يونيو 2013، والناس تستعد ليوم الخلاص وبدأت في تجهيز الأعلام المصرية، وكان الصباح المبهر، عندما خرج الملايين من أبناء الشعب من كل فج عميق في محافظات مصر، تزحف كفيضانٍ جارف وتعلو الحناجر تعلن رفضها لجماعة إرهابية اختطفت الوطن واحتلت البلاد وعاثت تقطع أوصاله وتبث سمومها، وتعمل على تحويل مصر بكل تاريخها العظيم إلى بؤرة إرهابية في المنطقة، فكان لا بد أن يثور شعب مصر الأصيل، وكان أيضًا من الطبيعى أن يساند جيشه العظيم هذه الثورة الجماهيرية لتخليص البلاد من فيروس قاتل وجائحة مدمرة، فكان لها الجميع بالمرصاد ونجح شعبنا العظيم في تطهير البلاد من ذلك الفيروس القاتل وتلك الجائحة الهادمة للأوطان.
ما بين المشهدين، عام أسود مرير، لكنه أيضًا ذاخر بالكثير من نقاط الضوء، فقد تجمع المصريون على قلب رجلٍ واحد، يعلنون بشكل شبه يومى رفضهم لحكم المرشد ويرفضون إجراءات أخونة المجتمع.
إنه درس العمر: لا شىء يقف أمام إرادة الشعوب.. لا شىء يقضى على أحلام الجماهير.. فعندما تمتلك الشعوب وعيها وتدرك الأخطار المحيطة بها تستطيع أن تنتصر على لحظات الانكسار فتنتفض واقفة وتضىء الملايين من شموع الأمل في مواجهة الظلام الإخوانى.
نعم هو درس العمر، فالشعوب حين تريد لا يقف في وجهها أى قوة، ذلك أن الشعب لم يكن يومها يواجه الإخوان فقط، بل كان يواجه أيضًا الدول الداعمة لهم بالمال وبالتخطيط وبغير ذلك، وعلى رأسها تركيا وقطر.
كل الأعداء إلى فناء طالما في مصر شعب مصمم على تحقيق الحلم وجيش وطنى قادر على التصدى لمخططات كل من يضمر الشر للوطن، وقيادة سياسية تمتلك رؤية متكاملة، تدرك كل المخاطر وتعمل بحكمة وحنكة على وقف كل من تسول له نفسه، بالإضرار بمصر وشعبها عند حدوده.. بل ورده إلى جحره غير مأسوف عليه.
هذا الشعب وجيشه العظيم وقيادته الواعية، وجه رسالة للعالم أجمع: مصر خط أحمر.. ولا تزال الرسالة سارية لمواجهة كل الأخطار.