الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

كاسترو قائد ثورات أمريكا اللاتينية

ر فيدل كاسترو
ر فيدل كاسترو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان حلم المحامي الصغير فيدل كاسترو هو الوصول إلى البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي قاده فولجينسيو باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المنتظر عقدها. 
وكردة فعل احتجاجية، شكّل كاسترو قوّة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية وأسفر هذا الهجوم عن سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض على كاسترو. 
وتم الحكم عليه بالسجن 15 عامًا وأطلق سراحه في مايو 1955م، ونفي بعدها إلى المكسيك، حيث كان أخوه راؤول ورفاقه يجمعون شملهم للثورة، وكان قد التحق أرنستو تشي جيفارا بالثوار ليتعرف على فيديل كاسترو ويصبح جزءًا من المجموعة الثورية.
وعلى متن قارب شراعي، أبحر كاسترو ورفاقه من المكسيك إلى كوبا وسُميت جماعته بحركة الـ 26 يوليو، ولم يعرب كاسترو عن خطه السياسي رغم قيامه بتأميم الأراضي في المناطق التي سيطر عليها الثوار، لكن بعد انتصار الثورة قام بتكليف أحد الرأسماليين الذين تبنوا لفكر الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون والرئيس أبراهام لينكن، وذلك لتفادي أي هجوم أمريكي على الثورة البكر كما حدث في جواتيمالا، وبعد أن سيطرت الثورة على كوبا كاملة بدأ بتأميم كل الصناعات المحلية، والمصارف وتوزيع ما تبقى من الاراضي للفلاحين.
تحرك كاسترو عسكريًا مع ما يقارب من ثمانين رجلا في 2 ديسمبر 1956 واستطاع 40 من مجموع الـ 80 رجل الانسحاب إلى الجبال، بعد أن تعرضوا لهجوم غير متوقع من جيش باتيستا، فعمل على ترتيب صفوفه وشن حرب عصابات من الجبال على الحكومة الكوبية. 
وبتأييد شعبي، وانضمام رجال القوات المسلحة الكوبية إلى صفوفه، استطاع كاسترو أن يشكل ضغطًا على حكومة هافانا مما اضطر رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية إلى الهرب من العاصمة في 1 يناير 1959 على إثر إضراب عام وشامل جاء تلبية لخطاب فيديل كاسترو، ثم دخلت قواته إلى العاصمة هافانا بقيادة أرنستو تشي جيفارا حيث كان عدد المقاتلين الذين دخلوا تحت يده ثلاثمائة رجل فقط. 

كانت الثورة التي قام بها كاسترو ورفاقه بداية تحول في أمريكا اللاتينية ككل وهو ما أثار قلق الولايات المتحدة وعداءها ضد كاسترو بسبب انحيازه للمبادئ الاشتراكية وانحيازه للمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي.
كل هذا أدى إلى محاولة أمريكا قيادة انقلاب على كاسترو حيث تم غزو خليج الخنازير في أبريل 1961 من قبل المخابرات الأمريكية وباء بالفشل، وتأزمت العلاقات الأمريكية الكوبية أكثر عندما قامت كوبا بتأميم شركة "الفواكه المتحدة" إلى أن قام الاتحاد السوفييتي بنشر صواريخ باليستية لتحول دون غزو الولايات المتحدة للجزيرة، وفي 15 أكتوبر1962، واكتشفت طائرات التجسس الأمريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا واعتبرتها تهديدًا مباشرًا ورضخ السوفييت لإزالة الصواريخ شرط التعهد بعدم غزو كوبا.

كاسترو رغم قيامه بالثورة التي تؤمن بمباديء الديمقراطية لم يتخل عن الحكم واستمر 49 عاما رئيسًا لكوبا ولم يتخلى عن الحكم الا بعد صراعه مع المرض في مثل هذا اليوم 19 فبراير 2008 ليترك مقعد الرئاسة لأخيه راؤول كاسترو.