في ظل أزمة كورونا وتحويل عدد من المستشفيات إلى عزل صحي لعلاج المصابين بالوباء العالمي كوفيد 19، برزت أزمة الغسيل الكلوي لدى البعض خاصة وأن الفيروس الجديد يسبب الفشل الكلوي لبعض مصابيه، حيث قال باحثون أمريكيون، إن أكثر من ثلث مرضى "كوفيد 19" الذين يعالجون في مستشفيات نيويورك أصيبوا بفشل كلوي حاد، مشيرين إلى أن نحو 15% احتاجوا الغسيل الكلوي.
ووفق مؤشر منظمة الصحة العالمية لعام 2017، فإن عدد الوفيات الناجمة عن أمراض الكلى –بشكل عام- في مصر يبلغ 20 ألفًا و433 حالة سنويًّا، أي ما يعادل 32.88 حالة بين كل 100 ألف مصري، لتحتل مصر بذلك المرتبة الـ20 بالنسبة لعدد الوفيات الناتجة عن أمراض الكلى (بصورة عامة) على مستوى العالم.
ووفقا لإحصائية الجمعية المصرية للكلي أن مصر بها 460 مركزا خاصا وحكوميا، وأن المراكز التي خضعت للإحصائية 86 مركزا فقط يوجد بها نحو 3581 مريضا علما بأن عدد مرضى الفشل الكلوي في مصر نحو 50 ألفا يقومون بعمليات الغسيل، فيما يخضع للفحص أعداد مضاعفة لهذا الرقم، هذا ما أكده الدكتور عادل عفيفي رئيس لجنة الإحصاء بالجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلي.
اللافت للنظر إلى أن تكلفة علاج مريض واحد بالفشل الكلوي سنويا تصل إلى 40 ألف جنيه.
وفي الأزمة الحالية تصاعدت بعض المنشادات على السوشيال ميديا بأنه هناك مجموعة من المرضي لا يستطعيون تلقي العلاج، منهم الحاجة فوزية صاحبة الـ70 عاما، والذي يقول زوج ابنتها محمد عادل عبر منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "حماتي يوم ٣ مايو دخلت الرعاية المركزة بأحد المستشفيات وقعدت ٢٥ يوما بسبب مياه على الرئة نتيجة فشل كلوي أدى بقصور في عضلة القلب (القلب شغال بـ40% من قوته) وكمان جسمها كله عبى مية وحصل التهاب رئوي".
وأضاف "الحمد لله بعد ٢٥ يوما حالتها استقرت وخرجت يوم ٣١ مايو بس تعليمات الدكتور أنها هتغسل بشكل مستمر (٣ مرات في الأسبوع) وكان ميعاد جلسة الغسيل يوم الثلاثاء الماضي عدنا إلى المستشفى نفسه، ورفضوا استقبالها لأنهم لا يملكون وحدة غسيل كلوي".
وأوضح أنه ذهب إلى عدة مستشفيات وصلت عددها إلى 12 مستشفى خاص، لأن الحكومي ليس بها أماكن وتحول بعضها إلى مستشفى عزل، وكان حجة الرفض أن الالتهاب الرئوي عرض من أعراض الكورونا، فقمنا بعمل 3 مسحات وأنها غير مصابة والنتيجة سلبية ومن معامل وزارة الصحة.
واستكمل "يوم الثلاثاء وافقت أحد المستشفيات الخاصة وطالبوا بعمل حجز من خلال استشاري الكلي وبالفعل حجزنا ليكون موعدنا الخميس، فوجئنا مساء يوم الأربعاء بالاتصال بنا وأبلغنا أن الاستشاري اعتذر، وأمامنا حتى السبت لتبدأ رحلة البحث عن مستشفى آخر".