مصر لا تُقارن، ولا يُقارن بها، مصر عالم وحدها، مركز الكون، ومنارة الأرض، وقبة العرش، وموطن التوحيد، وأول مكان سطعتْ فيه شمسُ الله على الإنسان، هنا فقط، في مصر فقط، تستطيعُ أن ترى طرفي كل شىء العلم المُعْجِز، والجهل المعجز، الإيمان المطلق، والتطرف المطلق،النهار المبين والظلمة المبينة، الجمال الفذ والقبح الفذ، المنطق والعبث، العقل والجنون، العدل والجور، الملائكة والمردة، الله والطغاة، مصر بلد التناقض الخلاق، البلد الوحيد الذي يتسع للجميع ولا تشعر بين أهله بأنك لاجئ أو غريب أو زائر، البلد الوحيد الذي تعود إلى موطنك محملًا برائحته مأخوذًا بسحره، البلد الوحيد الذي يظل عالقًا في روح أهله مهما ابتعدوا وأقاموا ونجحوا، مصر الفاتنة وإن تدثرت بالأسمال، العزيزة وإن وقعت في الأسر، الحرة وإن رسفت قدماها في القيد، الكبيرة وإن مضغ اسمها وسمتها الصغار، هنا مصر، قاهرة الغزاة، الشعب الأُمّة، هنا مصر، هبةُ المصريين، سِرّ الله المكنون، مصر تفسِّرُ كل شىء ولا تُفَسَّر.
