الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

|| قصور مصر|| السكاكيني.. تحفة فنية لأعظم الرسامين الإيطاليين

قصر السكاكيني
قصر السكاكيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تميزت مصر منذ فجر التاريخ بالعمارة، إذا خلفت العمارة المصرية القديمة العديد من الآثار التى تدل على حرفية وإتقان الفنان المصرى عبر العصور، وقدرته الفائقة على تشييد القصور، إذا كشفت الحفريات في مدينة تل العمرانة، والأقصر عن عدد كبير من القصور، واستمر الوضع عبر العصور والحضارات المتعاقبة على مصر فمرورًا بالعصر البيزنطى، والقبطى، والإسلامى، وحتى الدولة العلوية، فبدأت القصور في مصر تأخذ العديد من الطرز المعمارية، وفى هذه السلسلة من الحلقات والتى تستمر على مدى شهر رمضان الكريم سنتعرف على أهم القصور في مصر المحروسة.
تحفة معمارية أخرى شيدت في عصر الخديوى إسماعيل، هى قصر السكاكيني، والذى تملأ صوره صفحات الإنترنت وتأثر به الكثير من الفنانين والرسامين، إنه قصر السكاكيني، والذى كان في الماشى مجرد بركة مياه تعرف باسم «فراج التركماني» بالقرب من مسجد الظاهر بيبرس، وكانت مجرد أرض جرداء، وقام السكاكينى باشا بشراء تلك القطعة من الأرض في عام ١٨٨٨، وفى بعض الآراء التى تقول بأن الخديوى إسماعيل قد أهداها له، بعد أن حاز على أعجابه بذكائه وقربه منه ما جعله يكلفه ببعض الأعمال الإنشائية كدار الأوبرا القديمة، إذا كان السكاكينى باشا يعمل مقاولًا. 
وقام السكاكينى بهدم البركة وشيد القصر في عام ١٨٩٧ على مساحة ٢٦٩٨ مترًا، وجاء القصر نموذجًا لفن الركوكو وهو فن ينتمى إلى الزخرفة في العمارة والديكور الداخلى والخارجى، وكذلك الأثاث والتصوير والنحت، وهو فن منبثق من المحارة غير المنتظمة، وقد كانت بداية ظهور هذا الفن في فرنسا إبان القرن الـ١٨ الميلادي، حيث بنته شركة إيطالية ليكون نسخة من قصر إيطالى قد رأه حبيب السكاكينى وأراد تقليده أو عمل نسخة منه في القاهرة وشيد على يد المعماريين الإيطاليين، والذين اشترطوا عدم إجراء أى تعديلات أو إصلاحات بالقصر إلا عن طريقهم، حتى لا تشوه زخارفه وتماثيله النادرة، والتى تأثرت بالطابع الأوروبي. 
كما اعتمد على العناصر البشرية والنباتية وعناصر من التراث الإسلامى، والتى تمثلت في وحدات الأرابيسك والخشب المعشق، والزجاج الملون، والسلم الحلزونى، والذى تم استلهامه من مآذن المساجد، والذى يصل إلى قبة القصر التى تشبه أيضًا قباب المساجد، وأصبح القصر حالة خاصة من التزاوج المعمارى بين الشرق والغرب. 
ويتكون القصر من ٥ طوابق، الطابق الأول يتكون من ٤ غرف، والثانى مكون من ٣ قاعات و٤ صالات وغرفتين، أما الصالة الرئيسية تبلغ مساحتها نحو ٦٠٠ متر مربع، وتحتوى على ٦ أبواب تؤدى إلى قاعات القصر، ومجموع غرف القصر تبلغ ٥٠ غرفة، ويحتوى على أكثر من ٤٠٠ نافذة وباب، و٣٠٠ تمثال منها تمثال نصفى لحبيب باشا السكاكينى بأعلى المدخل الرئيسى للقصر، وللقصر مصعد ويطل على شرفة بها قبة مستديرة تؤدى إلى غرفة الإعاشة الصيفية.
ويضم القصر أعمدة رخامية تبدو كأنها قطفت من بهو روماني، فالتماثيل المعلقة على الجدران ما زالت بكامل جمالها وروعتها وعنفوانها وتألقها، كما حملت وحدات الأرابيسك الحرف الأول من اسم «حبيب السكاكيني»، ويحوى القصر على حديقة واسعة وتحتوى على أشجار عتيقة. 
أما حجرة المكتب فهى تحفة فريدة فيوجد أعلى الشقف أشكال من الجص على هيئة ورد، وفى المنتصف شعلة فوقها ملكان يحملان عقدًا من الورد يطوقان به تمثالًا لرأس صاحب القصر، وما زالت حجرة المكتب تحتفظ بمكتبة خشبية صخمة كانت تحتوى على مجلدات بلغات مختلفة، ونسختين من القرآن والإنجيل، وبجانب حجرة المكتب توجد حجرة السفرة، وفى نهايتها نيش ضخم ومصعد صغير لتوصيل الطعام من البدروم.