الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

يسي عبد المسيح.. عالم القبطيات والطقوس الكبير وأمين مكتبة المتحف القبطي الأسبق

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال ماجد كامل، كبير باحثين بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية: يعتبر العالم الكبير يسي عبد المسيح 1898- 1959 واحدا من أشهر علماء القبطيات المصريين الذين عاشوا في القرن العشرين ؛فلقد كان له دور كبير في دراسة وتأصيل العديد والعديد من الطقوس والأعياد الكنسية ؛كما كان له دور كبير في فهرسة وتصنيف مكتبة المتحف القبطي والعديد والعديد من مكتبات الكنائس والأديرة كما سنري في هذا المقال.
أما عن يسي عبد المسيح نفسه ؛ فلقد ولد في 29 يوليو 1898 ببلدة أشنين النصاري محافظة بني سويف ؛ حصل على شهادة الابتدائية عام 1914 ؛ثم نزح إلى القاهرة والتحق المدرسة الأكليركية عام 1920 ليتخرج منها عام 1923.
وبعد تخرجه بعام واحد ؛ونظرا لتفوقه في االلغة القبطية واليونانية ؛ عين في المتحف القبطي بالقاهرة كأمين للمكتبة ؛ وظل يعمل بها حتى أحيل إلى التقاعد عام 1957 ؛ونظرا لعشقه الشديد للغة القبطية ؛التحق بالجامعة المصرية القديمة لدراسة الآثار بها ؛ حتى حصل على دبلوم الآثار وكان ذلك عام 1925.

والجدير بالذكر أن الأرشيدياكون القديس حبيب جرجس ( 1879- 1951 ) قد كتب عنه في موسوعته الخالدة "المدرسة الاكليركية بين الماضي والحاضر " حيث قال عنه " يسي عبد المسيح من اشنين النصاري.
و التحق بالمدرسة الاكليركية سنة 1921 وقشي بها سنتين وتعين أمينا لمكتبة المتحف القبطي ومدرسا للغة اليونانية القديمة بالمدرسة الاكليركية ولا يزال بها للآن " ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 289 ؛ الخريج والصورة رقم 179 ).
ونظرا لخبرته الكبيرة في الفهرسة والتصنيف ؛ فلقد قام بفهرسة مخطوطات مكتبة المتحف القبطي ؛ثم قام بالاشتراك مع الأستاذ مرقس باشا سميكة ( 1864- 1944 ) مؤسس المتحف القبطي بعمل كتالوج للمخطوطات القبطية والعربية الموجودة بمكتبة المتحف ومكتبة البطريركية بالقاهرة ؛ولقد قام بتدريس اللغة اليوناية بالكلية الأكليركية بالقاهرة خلال المدة من ( 1930- 1959 ).
وعندما طلب قسم الآثار بجامعة عين شمس من الدكتور باهور لبيب (1905- 1994 ) تدريس اللغة القبطية اللهجة الصعيدية بها ؛ أعتذرعن هذه المهمة وأناب عنه يسي عبد المسيح للقيام بهذه المهمة. فقام بها خير قيام.وكان ذلك عام 1954.
وفي عام 1951 ؛ عندما طلبت جامعة كاليفورنيا من الدكتور عزيز سوريال عطية ( 1898- 1988 (
فهرسة وتصنيف المخطوطات العربية بمكتبة دير سانت كاترين؛ طلب من الأستاذ يسي عبد المسيح أن يساعده في القيام بهذه المهمة ؛ كذلك أيضا أنتدب للعمل بمكتبة البطريركية ثلاثة أيام من كل أسبوع.
كذلك أيضا كان الأستاذ يسي عبد المسيح عضوا مؤسسا في جمعية الآثار القبطية منذ تأسييها عام 1938 ؛ وظل مداوما على كتابة مقالات باللغة الإنجليزية في مجلة الجمعية.
وفي أطار خدمته بجمعية الآثار القبطية ؛ شارك مع الدكتور عزيز سوريال عطية والدكتور أوزاولد بورمستر في ترجمة وتحقيق تاريخ البطاركة لساويرس بن المقفع الذي صدر في ثمانية مجلدات ؛كما أشترك مع جمعية أبناء الكنيسة في نشر العهد الجديد باللغة القبطية عام 1934 ؛ والخولاجي الكبير في عام 1936 ؛وسفري التكوين والخروج بالقبطية والعربية في عام 1940.
وعند تأسيس معهد الدراسات القبطية عام 1954 ؛كان سيادته من ضمن الرعيل الأول المؤسس للمعهد ؛ وساهم في ضبط الأجبية بالقبطية والعربية مع لجنة من معهد الدراسات القبطية.
وأنتدب لفهرسة وتصنيف مكتبات مخطوطات العديد والعديد من الكنائس والأديرة بالتعاون مع المستشرق الهولندي يعقوب مويزر ( 1896- 1956 ) ؛ نذكر منها ( مكتبة دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر – مكتبة دير الأنبا أنطونيوس – مكتبة دير السيدة العذراء بالبراموس- مكتبة دير السيدة العذراء بالسريان- مكتبة كنيسة السيدة العذراء المعلقة – مكتبة كنيسة أبو سرجة – مكتبة كنيسة السيدة العذراء قصرية الريحان – مكتبة كنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة – مكتبة كنيسة الأنبا شنودة بمصر القديمة – مكتبة كنيسة أبو سيفين بمصر القديمة- مكتبة كنيسة العذراء الدمشيرية – مكتبة كنيسة الملاك القبلي بمصر القديمة – مكتبة كنيسة الشهيدين أباكير ويوحنا بمصر القديمة – مكتبة كنيسة الأمير تادرس المشرقي بمصر القديمة – مكتبة كنيسة العذراء بابليون الدرج – مكتبة كنيسة مارمينا فم الخليج – مكتبة كنيسة العذراء حارة زويلة- مكتبة دير مارجرجس للراهبات بحارة زويلة- مكتبة مكتبة كنيسة العذراء حارة الروم بالغورية – مكتبة كنسة الأمير تادرس الشطبي بحارة الروم..... الخ ).

ولقد ذكر الأغنسطس نبيل فاروق فايز في تقديمه لكتاب " السنة الكنسية القبطية " للأستاذ يسي عبد المسيح ؛أنه تقابل مع زوجتة السيدة الفاضلة أرملة الأستاذ يسي عبد المسيح ؛كذلك نجله مينا يسي عبد المسيح في منزلهما بتاريخ 19 و26 يونيو 2009 ؛ ولقد ذكرا له أنه كان واحدا من مؤسسي "جماعة محبي الألحان القبطية " وكان مركزها بجوار كنييسة مارمينا فم الخليج ؛ وكان من ضمن أعضاء اللجنة التأسيسة (الدكتور جورجي بك صبحي رئيسا – الدكتور راغب مفتاح نائبا للرئيس – يسي عبد المسيح سكرتيرا – منصور بك قلادة أنطون وكيلا- عزيز سوريال عطية عضوا – نظير جيد (المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث) عضوا – القمص صليب سوريال عضوا – المشتسرق الهولندي القمص يعقوب مويزر مستشسارا للتاريخ والطقس – المعلم ميخائيل جرجس البتانوني كبير مرتلي البطريركية مستشارا فنيا ).
ولقد كان هناك مراسلات مع العديد والعديد من الشخصيات المصرية والعالمية ؛ نذكر منهم (البابا مكاريوس الثالث –الراهب أنطونيوس السرياني (المتنيح البابا شنودة الثالث ) – الدكتور وهيب عطا الله( المتنيح الأنبا غريغوريوس ) - رمزي عزوز (المتنيح الأنبا يؤانس أسقف الغربية ) – الراهب داود المقاري مؤسس كنيسة العذراء روض الفرج وصاحب مجلة الأنوار – القمص متي المسكين - الدكتور راغب مفتاح..... الخ ) ومن ضمن هذه المراسلات نذكر على سبيل المثال الخطاب الذي ارسله للاغنسطس وهيب عطا الله (المتنيح الانبا غريغوريوس ) بتاريخ 5 مايو 1955 يشجعه فيه على مواصلة العمل في رسالة الدكتوراة ؛ ويسلمه ثلاث نسخ من مقالتين له نشرهما في احدي الدوريات العلمية (مجلة Le Musem ) نسخة له ونسخة للمشرف دكتور والتر تل ؛أما النسخة الثالثة والأخيرة فهي للبروفيسر درشر المشرف المساعد.
ومن الأجانب كان له مراسلات مع كل من "يعقوب مويزر - أوزاولد برومستر( انظر صورته مع يسي عبد المسيح في شرفة منزل أحد الأصدقاء ضمن الصور الملحقة بالمقالة ) – عالم اللغة القبطية والتر كرام – عالم اللغة القبطية فالتر تل - الاب بشنتلي سكرتير جمعية الآثار القبطية وعالم الآثار القبطية - عالم القبطيات كويسبل Quispel
وتذكر المؤرخة الكنسية الكبيرة أيريس حبيب المصري ( 1910- 1994 ) أنه هو الذي علمها اللغة القبطية حتى أتقنتها تماما.
كما يذكر الأستاذ نبيل فاروق فايز في مقدمة كتابه أن الراهب مكاري السرياني ( المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة الراحل ) توجه إلى منزل الأستاذ يسي عبد المسيح لمراجعة ترتيب طقس رسامة القمص مينا المتوحد (البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية رقم 116 ) وكان القمص يعقوب مويزر قد زودهم بمخطوطة خاصة بطقس الرسامة من المكتبة الرسولية بالفاتيكان ؛ وكان يسي عبد المسيح على فراش المرض الأخير الذي توفي بعده في 12 مايو 1959 عن عمر يناهز 61 عاما ؛ ولقد قام قداسة البابا كيرلس السادس برئاسة صلاة قداس الأربعين على روحه الطاهرة في الكنيسة المرقسية بكلوت بك.
ولقد نعته العديد والعديد من الشخصيات الكنسية والعامة ؛ نذكر منهم على سبيل المثال القمص منقريوس عوض الله أستاذ علم الطقوس في الكلبة الأكليركية ؛وساحب مجلة تعليم الكنيسة ؛فلقد قال عنه في العدد الصادر عن المجلة في يونيو 1959 "ترك دنيانا العالم الجليل والأرخن الكنسي التقي المرحوم يسي عبد المسيح الأستاذ بالكلية الاكليركية ومعهد الدراسات القبطية ؛ وكان المرحوم الأستاذ يسي عبد المسيح حجة في العلوم الكنسية عاش للعلم الكنسي وكرس حياته المباركة لخدمة الكنيسة ؛ تبحر في معرفة طقوسها الكنسية واللغة القبطيةواللغة اليونانية.لقد كان حجة علمية ومرجعا أكيدا لا يكاد يخلو مؤلف قبطي من مجهود مشكور للأستاذ يسي عبد المسيح ؛ إنه المثل الأعلي للرجل المتفاني في حب كنيسته وفي خدمة علومها.لقدأبرز من دفين علوم الكنيسة الشيء الكثير.لقد شعرنا بالخسارة الفادحة لانتقاله ؛فإلي عالم المجد أيها العالم الكبير وعزاء لأسرتك وللكنيسة فيك ".
كما نعاه صديقه برومستر أستاذ اللغة اليونانية بجامعة الإسكندرية في المجلد الخامس عشر من مجلدات جمعية الآثار القبطية الصادر عام 1959 حبث قال "لقد كتبت هذه السطور وفاء لذكري من كان صديقا أمينا ؛ ومعينا مخلصا ؛وعالما مدققا ؛لقد أنتج بحوثا ذات قيمة كبيرة في مختلف الدراسات القبطية ". ؛لقد كان كثير من العلماء يستشير الراحل الكريم في مختلف نواحي الدراسة القبطية ؛فكان يرحب بهم ولا يضن عليهم بكل ما لديه من معلومات ؛وكان واسع الاطلاع وكامل الخبرة في المخطوطات القبطية والعربية المحفوظة في مكتبات الأقليم المصري ؛فضلا عن معرفته التامة لتاريخ الكنيسة القبطية وأنظمتها وطقوسها ".

ولقد أرسل المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ( 1919- 2001 ) برسالة خطية إلى احد أعضاء مجلس إدارة جمعية مارمينا العجايبي فور علمه بنية الجمعية في إحياء مشروع تراث المرحوم الأستاذ يسي عبد المسيح ؛ والخطاب مؤرخ يتاريخ 16 يونيو 1982 قال فيه "وإني أرحب بمشروعكم عن دراسة شخصية يسي عبد المسيح ورغبتكم في إنصاف ذلك العالم الجليل من علمائنا الأقباط الذي تتلمذت أنا عليه فترة ما في الشباب المبكر عندما كنت طالبا بالكلية الاكليركية في الثلاثينات وكان هو يقوم بتدريسنا اللغة اليونانية وبعض القبطيات ؛ولكنني بعد ذلك وفي غير ذلك تتلمذنا على كتاباته ؛وظلت صلتنا به قوية غلي يوم وفاته ؛رحمه الله أوسع رحمة ؛ونيح روحه في فردوس النعيم ".
وعندما قامت جمعية الآثار القبطية بالاشتراك مع جمعية التوفيق القبطية بتكريم العالم الكبير الدكتور عزيز سوريال عطية (1898- 1988 ) نظرا لجهود سيادته في نشر علوم القبطيات بالخارج.
 وكان ذلك في شهر يونيو 1956.. قال سيادته في كلمته" إنه ما كان ينبغي أن ينسي المسئولون من المهتمين بالدراسات القبطية الأستاذ يسي عبد المسيح وما قدمه من دراسات فتحت الطريق أمام الكثيرين حتى سمعنا عن اهتمام المتحف القبطي بالاشتراك مع اليونسكو في الكشف عن الدراسات الغنوسية Gnosties وعن رسالة توما وترجمتها".
ولقد أثرى العالم الكبير المجلات القبطية بالعديد والعديد من المقالات القيمة؛ فلقد كان يكتب بصفة شبه مستمرة في مجلات "الكرمة- الإيمان- الأنوار- مدارس الأحد – مجلة جمعية الآثار القبطية – مارجرجس- رسالة المحبة – صديق الكاهن – تعاليم الكنيسة".