السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فرق منسية.. جوق داود سليمان.. «غرام الملوك» في «حمام الدانوب»

الجوق داود سليمان
الجوق داود سليمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى وفيما تلاها، حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية والاجتماعية.
وتخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى ساهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا أحد رموز الحركة المسرحية في مصر والوطن العربى.
«البوابة نيوز» تستكمل هذا العام الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، والذى طرحته في رمضان الماضى، يلقى خلالها الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدموا خلالها مواسم مسرحية لاقت نجاحا كبيرا داخل مصر وخارجها، فقد توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم باقية وخالدة رغم الرحيل.
قال الدكتور سيد على إسماعيل، أستاذ المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الجوق داود سليمان قد ظهر في الإسكندرية نحو منتصف ١٨٩٤، وكان يغادر إلى مدن الأرياف، واستمر نشاطه حتى ١٨٩٦، ومن بين أعضاء الفرقة المطربة كوكب، والممثل مصطفى على، حسنى الإنبابى، وغيرهم، ومن الأعمال الفنية عرض مسرحية «غرام الملوك» بمسرح حمام الدانوب في ٢٠ أبريل ١٨٩٤، وفى اليوم التالى قدم مسرحية «الأمير يحيى» المعروفة بحب الوطن، في ٢٦ أبريل من نفس العام قدم مسرحية «الأمير محمود»، وقدم أيضا «محاسن الصدف» وأختتمها بفصل مضحك بعنوان «جاءنى بالليل» في ٢٨ أبريل من العام نفسه، وفى ٥ مايو أيضا قدم مسرحية «يوسف الصديق».
وأضاف إسماعيل، أن آخر إشارة عن هذا الجوق كانت نقدا لاذعا من الناقد الفنى لجريدة السرور في ٣١ أكتوبر ١٨٩٥، قال فيه تحت عنوان: «فن التمثيل في الثغر الإسكندرى»: لم يخطر على البال معاودة البحث والتنقيب في هذا الفن الخطير لولا ما رأيت من بعض المتطفلين عليه أمورا تضحك السفهاء منها ويبكى من عواقبها الحكيم».
وذكر الناقد في مقاله اللاذع قائلا: «لما علمت اسم مدير هذا الجوق الزاهر بتأخره إلى الوراء ومديره داود أفندى سليمان الذى أقام مدة في هذا الثغر منذ عام يوالى إحياء التمثيل في عدة مسارح على طريقة أحسن وأفضل وأنظم من جوقة هذا، لكن له عذر في الخبرة لأنه يجهل هذا الفن، وتقدمه متوفر في اجتهاد رجاله، فليصبر إلى المنتهى، ولم أقصد في هذا المقام التصدى لها المدير أو لذاك الجوق، بل أرجو رجال الأحكام أن تمنع من كان نظيره من معاطاة هذا الفن الجليل، لأنه ومن شاكله قد أوصلوا التمثيل إلى حالة دونها خلع برقع الحياء، وأشكر في موضوعى هذا لأعضاء جمعية الابتهاج الأدبى ورئيسها المجتهدين في إعلاء شأن هذا الفن الجليل، فقد نشأت هذه الجمعية وقامت على هذا المبدأ حتى أمكنها في برهة قصيرة أن تحرز مقاما يجعلها في مقدمة القائمين في هذا الباب ونرجو لها النجاح الأوفر.