الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

فى أسبوع الآلام.. باحث قبطي يكشف: نجيب باشا إسكندر.. وزير الصحة الذى تصدى لوباء الكوليرا فى مصر.. الباحث إسحاق الباجوشى أقام العزل وجعل السفر بين المحافظات بتصريح شخصى منه.. أنتج المصل ضد الكوليرا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أسبوع الآلام باحث قبطى يكشف: نجيب باشا إسكندر.. وزير الصحة الذى تصدى لوباء الكوليرا فى مصر ..الباحث إسحاق الباجوشى أقام العزل وجعل السفر بين المحافظات بتصريح شخصى منه.. أنتج المصل ضد وباء الكوليرا.. وإجراءات وقائية والعقاب الرادع لحماية المواطنين ..منع تصوير المصابين لعدم نشر الهلع والرعب فى الأهالى.

فى الوقت الذى يحتفل فيه الأقباط بأسبوع الآلام، مع تضافر ألم وباء كورونا الذى يجتاح العالم، قام الباحث الكبير إسحاق الباجوشى بإعداد دراسة مهمة حول شخصية الدكتور نجيب باشا إسكندر وزير الصحة بطل مكافحة وباء الكوليرا فى مصر باعتبار أنه نموذج رائع لبطولات الأطباء، ويمثل مثالا ممتازا لوطنية الأقباط وتذكره مع أسبوع الآلام الذى يتواكب مع الآلام التى يعانى منها الجميع بسبب كورونا، الذى أعاد للأذهان وباء الكوليرا. الدراسة التى تنشرها مجلة مدارس الأحد فى عددها المقبل تقول: جاء عن الدكتور إسكندر فى كتاب صفوة العصر فى تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر، "هو آية من آيات الولاء والإخلاص لوطنه ومثال لكل تضحية، بل هو ابن بار من أبناء مصر البررة العاملين على رفع شأنها ومجدها، وهو أحد أصحاب دولة الرئيس الجليل والزعيم المحبوب سعد باشا زغلول، والذى تحمل فى سبيل استقلال بلاده العزيزة كل تنكيل وعذاب وامتهان بصبر وجلد وشمم وإباء، فناضل وجاهد واعتقل وأهين، ولكن لم تكن كل هذه المحن لتزحزحه قيد خطوة عن سامى مبدئه، وشريف معتقده، بل بالعكس زادته تمسكًا بأهداب الحق، فإذا نحن قمنا بتدوين ترجمة هذا الشهم الجليل، فإنما ندونها إقرارًا بفضله، واعترافًا بمجهوداته ومواقفه المشهورة، وتضحياته الثمينة، التى دلت جميعها على تربية عالية ووطنية صادقة ومدارك سامية، وصفات قل وجودها فى كثيرين من شباب هذا العصر مع نزاهة وعزة نفس اتصف بهما فى أحرج المواقف، بل وفى أشد أوقات الشدة، فبقلم الفخر والإعجاب نثبت نقطة صغيرة من بحر أفضال هذا النطاسى البارع والوطنى المحبوب".

ميلاده ونشأته
ولد فى عائلة تقية لا تعرف للكلل طريق ولا للكسل مسلك فجده هو مسيحه أفندى حنا من رؤساء الأقلام بنظارة المالية، والذى اتصف بالعطف على المساكين والفقراء والمحتاجين والبؤساء، والذى توفى عام ١٨٨٨م، ووالده إسكندر بك مسيحه الذى عمل رئيسًا إدارة الخزينة العمومية بالمالية، ومدير إدارة البطريكخانة القبطية الأرثوذكسية، وأخيه راغب بك إسكندر المحامى عضو مجلس النواب عن دائرة النعناعية من أعمال مديرية المنوفية.
ولد بالقاهرة فى ٢ يونيو سنة ١٨٨٧م، والتحق بمدرسة الأقباط الكبرى، ونظرًا لتفوقه على باقى زملائه كان يكلف بإلقاء كلمة الترحيب الخاصة بالمدرسة أمام كبار الوافدين لزيارتها من علية القوم، وتعلم اللغتين القبطية والحبشية، ولم يكن قد تجاوز الحادية عشرة من عمره، وعند إلغاء الأقسام الفرنساوية من المدارس انتقل إلى مدرسة عابدين الأميرية، وفيها حصل على الشهادة الابتدائية عام ١٩٠١، وكان من أوائل الناجحين، ثم التحق بالمدرسة التوفيقية ومكث بها سنتين، وانتقل منها لمدرسة الأقباط الكبرى ونال الشهادة الثانوية «البكالوريا» عام ١٩٠٤م بتفوق عظيم، ثم دخل مدرسة الطب الملكية ومكث بها المدة المقررة للدراسة، وحصل منها على شهادة دبلوم فى يناير سنة ١٩٠٩م، وقد زادت سنة الدراسة فى ذاك الوقت نظرًا لاعتماد امتحانات هذه المدرسة أمام جامعة لوندرة بإنجلترا. 
وفى أثناء وجوده طالبًا بمدرسة الطب حدثت مظاهرات المدارس العليا، التى تدخل فيها اللورد كرومر عام ١٩٠٦ وكان نجيب ضمن الطلبة الأربعة الذين انتدبوا عن المدرسة فى لجنة المدارس العامة للنظر فى أمر هذه المظاهرات، وكان أهم طلباته رفع ظلم وقع على بعض الطلبة فى مدرسة الحقوق، وهذه تعتبر أول مرة ظهر فيها بين الجمهور المصرى جماعة متضامنة تطالب بحقوقها معتزة بكرامتها.
جمعية للحض على الفضيلة
وقام الدكتور إسكندر مع بعض زملائه أثناء وجوده فى هذه المدرسة بتأليف جمعية قبطية للحض على التمسك بأهداب الفضيلة، وصرف شباب مصر عن ورود القهاوى وإشغال بالهم فيما لا يفيد، وكانت هذه الجمعية مكونة من طائفة من ذوى العائلات العريقة فى الشرف، فقامت بإلقاء محاضرات قيمة من كبار رجال العلم والفضل فى مختلف الأندية والمجتمعات، نذكر منها خطبة شيقة لحضرة العالم المدقق صاحب السعادة أحمد زكى باشا، سكرتير مجلس الوزراء سابقًا موضوعها: «مصريون قبل كل شيء» وهى حركة كان المقصود منها إيجاد روح الوفاق والوئام بين العنصرين المسلم والقبطى، وقد كان صاحب السرية رئيسًا لهذه الجمعية لحين سفره إلى أوروبا للتخصص فى علم الأمراض الباطنية، ومما يؤسف له لم تدم حياة هذه الجمعية طويلًا؛ نظرًا لتفرق أكثر أعضائها فى جهات مختلفة.

السفر إلى أوروبا 
وقبل سفره إلى أوروبا عين بوظيفة طبيب بأسبتالية الأمراض العقلية حبًّا منه فى درس علم السيكولوجيا، وقد تعلق بهذا العلم بعد أن انتظم فى عضوية الجمعيات القبطية المهتمة بالشئون الطائفية، ولكنه لم يلبث فى هذه الوظيفة زمنًا طويلًا عندما تحقق له من أن مستقبل المصريين فى سلك الوظائف الحكومية مقفول، خصوصًا للموظفين الذين يحافظون على كرامتهم متمسكين بشخصيتهم، معلنين أفكارهم بكل صراحة، وهو مبدأ حضرة صاحب السيرة الذى نشأ عليه ونكل به من أجله، وله مع مدير مدرسة الطب الكرومرى الدكتور كيتنج جملة وقائع أبى فيها النزول عن كرامته قيد شعرة، وقد كان أثناء وجوده بأسبتالية الأمراض العقلية مثال الكفاءة الإدارية المتناهية، وقد اعترف له بذلك الموظفون الإنجليز أنفسهم، وقد كتب له الدكتور شاندويث من مديرى الصحة سابقا يخبره بأن الدكتور وارتوك أخبره فى رسالة بأنه يعترف بما عليه الدكتور نجيب إسكندر من الصفات العالية والكفاءة الصحيحة.
وفوق ذلك كان محبوبًا جدًّا من عموم الموظفين المصريين، وكذا من خدمة المستشفى وقد ظل محافظًا على كرامته الشخصية ضاربًا بوشايات الواشين عرض الحائط، وقد كان يترفع من أن ينقل أى وشاية فى حق الغير رغمًا من حض بعض الإنجليز له على ذلك من طريق غير مباشر.
فترك هذه الوظيفة ورحل إلى الأقطار الأوروبية طالبًا الاختصاص فى علم الأمراض الباطنية، فقضى فى تلك الربوع الحافلة بينابيع العلوم والمعارف ثلاث سنوات أي: عام ١٩١٠ و١٩١١ و١٩١٢م وكان يشتغل فى تحصيل علومه آناء الليل وأطراف النهار، وحصل فى أثنائها على شهادة صحة وأمراض بالبلاد الحارة من جامعة باريس، وانتخب عضوًا فى الجمعية الملوكية البريطانية لصحة وأمراض البلاد الحارة، وتخصص فى العلوم البكتريولوجية من كلية باستور بباريس وعلوم الأمراض الجلدية من جامعة فينا، ثم قفل راجعًا بعد ذلك إلى مصر فى أواخر سنة ١٩١٢ ميلادية، فآنس فيه الدكتور الأستاذ بيذ، مدير المعاهد الفنية بمصلحة الصحة، فى ذاك الوقت حسن إلمامه بالمباحث العلمية الطبية، فعرض عليه تعيينه بوظيفة بكتريولوجى، وفعلًا أقر مجلس الوزراء هذا التعيين فى وظيفة مربوطها من ٢٥–٣٥ جنيهًا فى الشهر، وقد أنشئت هذه الوظيفة خصيصًا له، وافتتح فى الوقت ذاته عيادة خصوصية نالت شهرة فائقة؛ ولأن خبرته القصيرة الماضية فى الوظائف الحكومية، جعلته لا يعلق مستقبله على وجوده فى تلك الوظائف الحكومية بالنسبة لتسيطر الإدارة الإنجليزية فيها.
ويقول إسحاق حول مجهوداته الصادقة نحو بلاده: على إثر هدنة سنة ١٩١٨م جمع زملاءه وبعض الإخوان المصريين وتشاوروا فى حالة البلاد السياسية، فقر قرارهم على وجوب انتداب وفد لمؤتمر فرساى، وعلى إثر ذلك، علموا فكرة تأليف الوفد برئاسة حضرة صاحب الدولة الرئيس الجليل المحبوب سعد باشا زغلول، فذهب صاحب السيرة مع إخوانه لبيت الأمة «وهو منزل دولة الرئيس الذى خصصه لعقد اجتماعات الوفد المصرى فيه»، موكلين الوفد المصرى فى العمل على استقلال البلاد، ومن ذلك الوقت بصفة خاصة وهو يشتغل فى المسألة المصرية مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا مع الخطة المثلى التى سار عليها الوفد المصرى، وقد ناله فى سبيل ذلك كل تنكيل وعذاب واضطهاد من السلطة الإنجليزية، ومن الهيئات الرجعية فى مصر خصوصًا فى عهد وزارتى عدلى يكن باشا وعبد الخالق ثروت باشا، حيث منع من الترقية وأحيل على مجلس تأديب؛ لأنه كان من أعضاء لجنة الموظفين التى قامت بتكريم الزعيم الجليل رغم إرادة الوزارة العدلية، وهو أيضًا أحد الذين رفضوا بشمم وإباء كل الطرق التى قام بها عدلى باشا أو ثروت باشا بإزائه؛ لكى يمتنع عن مناوأة وزارتيهما علنًا، وقد كان نائبًا عن مصلحة الصحة العمومية والأطباء فى تمثيلها فى لجنة الموظفين العليا، وكان فيها مثال الجرأة والإقدام والشجاعة فيما كان يبديه من الآراء. 
وقد بلغ صدق شعوره السياسى إلى درجة أن أوفده مدير عام مصلحة الصحة؛ لتهدئة خواطر عمال الكنس والرش الذين كان يخشى من استمرار إضرابهم خوفًا على حالة البلاد الصحية، وقد ذهب إليهم فعلًا وخطب فأعلنهم طبقًا لقرار لجنة الموظفين العليا بأن الإضراب العام لا يتناول أمثالهم محافظة على صحة الأهالي.
وقد ألقت السلطة العسكرية القبض عليه بعد أن فتشت منزله، واعتقلته فى القلعة وقصر النيل فى صيف عام ١٩٢٢م، حيث مكث مدة ثلاثة شهور تقريبًا، واحتمل هذا الاعتقال من أوله إلى آخره بكل شجاعة وثبات، وكان محافظًا على كرامته الشخصية بإزاء الضباط والعساكر الإنجليز فكان موضع احترامهم الصحيح، وقد كان حضرة صاحب الترجمة ضمن الأعضاء الثمانية، الذين أشار دولة الرئيس الجليل سعد زغلول باشا بأن يكونوا هيئة الوفد المصرى بعد نفيه وزملائه فى أوائل عام ١٩٢١م إلى سيشل، وقد ظل مدة الحركة الوطنية وهو مثال الشجاعة محافظًا على شرف مبدئه مهما قاسى فى هذا السبيل من الآلام.
وحول خدماته الصادقة نحو مهنته الطبية يقول إسحاق الباجوشي: لصاحب السيرة فضل جميل وأثر لا يمحى فى تأسيس جمعية الأطباء المصرية، ونقابة الأطباء المصرية وكان ينتخب دائمًا فى عضوية مجالسها الإدارية بإجماع الآراء، وله كذلك فى الجمعية مباحث علمية كثيرة الفائدة وكتابات ومقالات طبية فى مجلتها، وكذلك فى النقابة التى كان أخص مظاهرها إبداء الرأى السياسى فى الأحوال الحاضرة، وقد كان يؤيده فى آرائه جميع حضرات الأطباء، وطالما أصدروا من القرارات الجريئة فى أشد الأوقات شدة ما حفظ نفسية الجمهور أمام حكم الإرهاب الذى كان سائدًا فى مصر بمعرفة لورد اللنبى، وقد كان لهذه الآراء أيضًا تأثير كبير جدًّا عند نشرها فى جرائد إنجلترا؛ لأن الأطباء كهيئة وطنية لها رأيها المحترم بالنسبة لما هو معروف عند رجالها من صدق النظر ودقة البحث ووزن الأمور.
وقد بعثت إليه نقابة الأطباء الخطاب التالى وقت اعتقاله؛ تقديرًا لصادق مواقفه الشريفة ومجهوداته الفائقة نحو خدمة بلاده، ندونه وهذا نصه:
"إلى الزميل الأعز فى معتقله: إن التضحية التى قدمتها من جديد لوطنك ليست الأولى من نوعها، بل هى حلقة فى سلسلة تتبع الواحدة الأخرى وقد عرفنا عن روحك العالية أنها مشبعة بحب الوطن المفدى إلى حد التقديس والعبادة، إذ خلقت بطبيعتك مثالًا للشهامة والمروءة والنجدة، ونكران الذات بحكم مولدك وماضيك وبحكم مهنتك، فرجل هذا شأنه لا شك يستصغر كل كبير فى سبيل بلاده وأمته، ويهون عنده كل صعب فى سبيل إعزاز بلاده ونصرتها، وإن قلوب زملائك الأطباء لتحن إليك حنين الطيور لأوكارها والأسود لعرينها، وإن أرواحهم لترفرف عليك فتظلك من لحف الشمس وزمهرير البرد مهما أقاموا دونك من المعاقل والأسوار، ومهما حجبوك عن الأنظار فكن على بركة الله هادئ البال، فقد نلت مكانك من الشمس عن كفاءة وجدارة، ومثل مكانك لا ينال"، هذا وقد انتخبته الجمعية الطبية الملكية فى اجتماع جمعيتها العمومية لسنة ١٩٢٤م لأن يكون عضوًا لمجلس إدارتها.

أعماله الاجتماعية
ورغمًا من كثرة أعمال د. إسكندر الطبية فى عيادته الخصوصية، التى ربما أخذت كل أوقاته، فقد قبل أن يكون طبيبًا للأمراض الباطنية والجلدية بالمستشفى القبطى، وهو من أشد المخلصين لإعلاء شأنه، والذى تطوع لخدمته بدون أجر ابتغاء مرضاة الله واختيارًا منه لخدمة الإنسانية.
ونظرًا لصدق إخلاصه وكبير وطنيته وثبات مبدئه وسمو مركزه الأدبى، انتخب عضوًا فى مجلس النواب عن دائرة شبرا فى كل من أدوار انعقاده، وكان شديد الغيرة على مصلحة هذه الدائرة، كما كانت له الآراء الصائبة والاقتراحات السديدة، ولا بدع فى ذلك، فكفاءته الشخصية ومقدرته الأدبية وشهامته التى لا حد لها معلومة لدى الخاص والعام، وقد جاء هذا الانتخاب فى محله حيث صادف أهله.
صفاته وأخلاقه
عالى الهمة، كبير النفس، ذكى الفؤاد، قوى الحافظة، شديد العارضة، دمث الأخلاق، ضاحك السن وله أياد بيضاء ومآثر غراء فى مواساة المرضى وتخفيف آلام البؤساء، وإنه والحق يقال مثال النجابة والأدب والذكاء والدأب على العمل، فضلًا عن أنه مملوء بالعواطف السامية الشريفة والخصال النبيلة.
نظير جيد ونجيب باشا إسكندر 
تحت عنوان "مهزلة الوزير القبطى" كتب نظير جيد وسجل اعتراضه على هذه العبارة "مـــا الذى فعله الوزير القبطى؟ أى شعور نبيل أظهره نحو الكنيسة؟ وما الذى فعله الدكتور نجيب باشا إسكندر عندما احترقت كنيسة الزقازيق؟ لقد زارنا نجيب باشا وقتذاك فقال لنا: لحساب من تعملون؟ لقد اصطلح المدير مع المطران وانتهى الأمر وأنتم تهدمون وحدة العنصرين !! ثم عاد وتلطف أخيرًا بعد أن تبين سلامة اتجاهنا وصحة موقفنا.
واقعة إحالة مكرم عبيد للتأديب بسببه: وفى واقعة أخرى، جاءت قضية القنابل التى اتهم فيها الدكتور نجيب إسكندر وآخرون بالتآمر على القتل وإلقاء القنابل وكان بطل الجاسوسية فيها إبراهيم الفلاح، وفى هذه القضية انتشر بين الرأى العام أن الحكومة تمهد لتقديم هذه القضية والمتهمون فيها أمام محكمة غير المحكمة المختصة بنظرها ابتداء، وعقب هذه الواقعة ثار كثير من الكتاب وكتبت بعض المقالات تهاجم نية الحكومة هذه وكان أشدها مقالات مكرم عبيد وعقدت جلسات المحاكمة أمام الدائرة المختصة بنظرها أصلا وأثناء انعقاد الجلسات تتنحى الدائرة فجأة عن نظر القضية لاستشعار الحرج. 
الجمعية الطبية المصرية 
يُعد نجيب بك أول أمين للجمعية الطبية فى تأسيسها 1920، وتصدى نجيب باشا إسكندر فى عام 1947 لوباء الكوليرا الذى اجتاح مصر فى الوقت إذ كان وزير صحة مصر فى حكومة النقراشى باشا، ولقد أعطى النقراشى للدكتور نجيب إسكندر وزير الصحة كل الصلاحيات السياسة والتنفيذية للقضاء على ذلك الوباء، فأصدر نجيب باشا قرار حظر التجوال بين المحافظات إلا بأمر كتابى منه، وأمر بسيطرة الشرطة والجيش على كل مداخل ومخارج المدن والمحافظات، وطالب نجيب باشا من الشعب ضرورة التبليغ عن الحالة أو حتى المشكوك فيها أول 24 ساعة من معاناته رحمة به وبأهله، ووصل الأمر لتفتيش البيوت، ولقد نجح للتصدى للوباء.
وأُذيع أول خبر لانتشار مرض وباء الكوليرا فى مصر فى جريدة الأهرام فى عددها الصادر بتاريخ 24 سبتمبر 1947م تحت عنوان "التحوط من إصابات الكوليرا" وكانت الإصابات فى قرى مديريتى الشرقية والقليوبية وتوقفت القطارات وكذلك الملاحة فى ترعة الإسماعيلية، وسافر وزير الصحة بنفسه للمناطق الموبوءة واعتمدت الوزارة طلب مائة ألف جنيه فأصدر النقراشى أوامره بمبلغ خمسمائة ألف جنيه لمكافحة الوباء، وتم إنتاج المصل الواقى حيث أشرف الدكتور نجيب باشا إسكندر وزير الصحة بنفسه فى مصلحة المعامل ومعمل المصل واللقاح بالعجوزة، وأشرف على إنتاج المصل وتم إنتاج ثمانين ألف جرعة لقاح يوميا لأجل ذلك، وبلغ عدد المصابين فى 3 نوفمبر 1947م 625 مصابا و338 وفاة واتخذت السلطات إجراءات وقائية والعقاب الرادع لحماية المواطنين ومنع تصوير المصابين لعدم نشر الهلع والرعب فى الأهالى وتبرعت السينما المصرية بدخل حفلات لها للإنفاق على المنكوبين، وتبرع الأديب الشيخ سيف راغب والأديب الشاب مكرم توما (حينذاك) بدخل حفلات وأوبرتات فى ملوى وديروط لأجل الإنفاق على المنكوبين من قُرى الصعيد، وكيف حوّل الفرنسى فورتنيه أنطونينو قصره بملوى بالمنيا (تأسس عام 1916 على الطراز القوطي)، والذى لا يزال قائما إلى اليوم إلى مستشفى وعُرف بين الملوانيين للآن باسم المعزل وهو قصر لا يزال به بعض بقايا الحقن واللقاحات ويحتاج تنظيفا وترميما ليكون شاهدا على هؤلاء الذين خدموا المصريين يوم أن اجتاحت البلاد جائحة الوباء الفاتك، ولقد استمر الوباء إلى ديسمبر 1948م، وبعد ذلك أقامت وزارة الصحة ممثلة فى وزيرها نجيب إسكندر باشا فى 5 ديسمبر 1948م حفل الشاى فى فندق هليوبوليس بمصر الجديدة، وتم توزيع الميداليات التذكارية لمكافحى الكوليرا، أما عن الوزير لقد كرمته الكنيسة القبطية والروم الأرثوذكس لعظيم صنيعه فى مكافحة الكوليرا ولقد جاء فى مجلة صهيون بتاريخ 1949م قولها: 
"الدكتور نجيب إسكندر باشا وزير الصحة بطل مكافحة الكوليرا" أهدى حضرة صاحب الغبطة خريستوفورس بطريرك الروم الأرثوذكس بنيشان القديس مرقس الرسول إلى معالى الدكتور، فى حفلة ودية حضرها قداسة البابا يوساب الثانى وبعض المطارنة وسكرتير البابا وبعض الأعيان وذلك تقديرًا للمجهود الإنسان الكبير والذى بذلك للقضاء على وباء الكوليرا وإنقاذه حياة الألوف من البشر، فهنأ معاليه بهذا التقدير الذى صادف أهله.

إدارة نادى هليوبوليس
هو ثانى عضو مجلس إدارة مصرى ينضم للنادى فى 9 مارس 1946م بعد سابا باشا حبشة (8 مارس 1943م) وهو أول رئيس مجلس إدارة مصرى لنادى هليوبوليس فى 24 مارس 1949 م.
تأسيس جماعة الأمة القبطية
يذكر أن من بين الحاضرين من الأكليروس الأنبا بطرس مطران أخميم وسوهاج نائبا عن البابا يوساب الثانى، ومعه الراهب اقلاديوس الانطونى الذى أصبح فيما بعد الأنبا بولس مطران حلوان، كذلك الدكتور إبراهيم فهمى المنياوى باشا، والدكتور نجيب باشا إسكندر وغيرهم حيث وصل عدد المدعوين إلى 1000 شخص وكانت الحفلة يوم الأحد 14 سبتمبر 1952م.
أما عن تاريخ وفاته يقول إسحاق الباجوشى لم أصل بعد إلى تاريخ وفاته ومن الممكن عمل كتاب عن هذا الوزير القبطى وليس ذلك فقط بل تفوق مصر حينذاك والتغلب على وباء الكوليرا الذى فتك بالكثير من المصريين قرابة عام وثلاثة أشهر.
ليحفظ الله مصر وشعبها وما نراه الآن مما تقوم به الحكومة المصرية وقيادتها ما هو إلا تاريخ حافل من خلود مصر وبقاءها.