السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الناقد محمود قاسم لـ"البوابة نيوز": تراثنا السينمائي ضخم ويعاني الإهمال الشديد.. أطالب بالاحتفال بمئوية السينما المصرية.. 5 أفلام تستحق أن تضاف لقائمة أفضل 100 فيلم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع الناقد الفنى والمؤرخ السينمائى محمود قاسم توثيق تاريخ السينما المصرية، من خلال العديد من الموسوعات عن الأفلام العربية، وكتاباته عن فن التمثيل والإخراج والغناء، وموسوعات أخرى متعددة في مجالات عدة، اعتمد قاسم على نفسه في تدوين المعلومات الكاملة الصحيحة لتصبح مرجعا نعود إليه عند البحث عن أى معلومة غائبة عن تاريخ السينما المصرية، وفى حواره لـ«البوابة» يكشف محمود قاسم عن عالمه الخاص الكثير ومسيرته مع الأعمال التوثيقية، وكيف بدأ، والصعوبات التى واجهته في العمل الموسوعى الشاق، ورأيه في عدد من الكتاب والمؤلفين وصناع العمل الفنى.



■ كيف بدأت مسيرتك في عالم الإبداع والفن السينمائى؟
- كنت دائم شراء الكتب منذ صغرى من مكتبات حى العطارين في الإسكندرية، حبا في الاطلاع ورغبة في المعرفة، وعشقا لمتعة القراءة، حيث تعلمت ذلك من جدى خريج جامعة الأزهر الذى اهتم بتربيتى بعد وفاة والدى وأنا عمرى ٦ سنوات فقط، وكانت أسرتنا تتكون من ١٤ أخا وأختا، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والبسيطة لأسرتنا، إلا أننى كنت أوفر دائما لنفسى احتياجاتى من الكتب والمجلات دائما، بالإضافة إلى أننى استطعت تعلم عدد من اللغات الأجنبية ذاتيا، فور تخرجى من الجامعة عام ١٩٧٢ التحقت بالجيش، وقضيت فترة تجنيدى ٣ سنوات خلال فترة حرب السادس من أكتوبر.
وأننى أدين بالفضل لعدد من الرموز الصحفية والأدبية الذين أتاحوا لى فرصة الكتابة، ومنهم الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين الذى فتح لى أبواب «مجلة العربى» للكتابة بها شهريا سنة ١٩٨٢، وأول مقال كتبته كان عن كاتب فرنسى يدعى «باتريك موديانو» وتوقعت خلالها تفوقه وتميزه الأدبى، وبالفعل حصل ذلك الكاتب الفرنسى على جائزة نوبل في الأدب عام ٢٠١٤، وكان «أحمد بهاء الدين» متحمس لى ويريد أن يعرف الجمهور بالكتاب الأوروبيين أمثال «موديانو»، بالإضافة إلى مجلة «الهلال» التى فتحت لى أبوابها للكتابة.
■ هل تعرضت لصعاب في كتابتك للموسوعات الفنية وغيرها؟
- بالطبع واجهتنى العديد من المصاعب خلال كتابتى للموسوعات السينمائية وغيرها من الموسوعات الأخرى التى تهتم بجميع نواحى الحياة، وأغلب الموسوعات طبعتها ونشرتها على نفقتى الخاصة، وحاليا أواجه مشكلة مع هيئة الكتاب، حيث يرفضون طباعة موسوعتى السينمائية الجديدة «٢٠١٨» من عدة أعوام، بزعم أن طباعتها مكلفة للغاية والهيئة لا تستطيع ذلك، وأدين بالفضل لرئيس هيئة الكتاب الأسبق أحمد مجاهد الذى تبنى موسوعاتى السينمائية، وكان يعرف قيمتها الحقيقية في الحفاظ على التراث السينمائى والمعلوماتى.
عمل شاق
■ ما سر اهتمامك في كتابة الموسوعات على الرغم من أنه عمل شاق؟
- رأيت أننا في مصر نمتلك تراثا سينمائيا ضخما للغاية، ولكنه يعانى الإهمال الشديد، لذلك قررت العمل على تدوين وتوثيق ذلك التاريخ السينمائى في موسوعات كحق معلوماتى وحفاظا على حق المعرفة للأجيال القادمة، وثقت تاريخ السينما المصرية في ٦ طبعات، وكذلك الأمر مع موسوعة الممثل، وموسوعتى أدباء القرن العشرين وأدباء القرن الحادى والعشرين، وموسوعة أدباء الأطفال، وموسوعة الأغانى في السينما المصرية في ٧ أجزاء، وموسوعة الخيال العلمى، كتبت العديد من الموسوعات في أغلب المجالات تقريبا كمرجع يعود إليه من يريد حق المعرفة والمعلومة.
■ الجوائز في حياة الكاتب محمود قاسم؟
- أول جائزة حصلت عليها كان عمرى ٣٨ عاما، كنت وقتها أصغر من يحصل على جائزة الدولة التشجيعية في أدب الأطفال عن كتاب «حكايات غيرت الدنيا»، وذلك الكتاب ألفته نتيجة دراستى بكلية الزراعة المرتبطة بالعلوم؛ حيث كتب في الكتاب العديد من القصص العلمية حول العالم التى غيرت حياة البشر، بالإضافة إلى حصولى على جائزتين في النقد الأدبى من المجلس الأعلى للثقافة، وجائزة أفضل مؤلف إذاعى للأطفال في مهرجان الإذاعة والتليفزيون عام ٢٠٠٥، و٢٠١٣ حصلت على نفس الجائزة عن مسلسل تاريخى للأطفال.


■ ما رأيك في الجوائز كتقدير وتشجيع؟
- أنا طوال عمرى لا أؤمن بالجوائز أنها تمنح للأفضل والأحق دائما، خلال عام ١٩٦١ تم منح جائزة الأوسكار لفيلم فرنسى بعنوان «الشقة»، وخلال نفس العام لم يمنح فيلم عملاق مثل «سبارتكوس» جائزة أفضل فيلم، وبالتالى أنا عمرى ما اقتنعت بتلك الجوائز أنها تمنح بحيادية، بالإضافة إلى أن غالبية الكتاب الذين حصلوا على جائزة نوبل في الأدب لا يستحقون تلك الجائزة، حيث تتضمن تلك الجوائز نسبا تجارية وتسويقية، بالإضافة إلى «المجاملة»، وكذلك الأفرع الأخرى من جوائز نوبل، فماذا قدمت «توكل كرمان» لتمنح جائزة نوبل، وماذا فعل رئيس وزراء إثيويبا ليحصل على جائزة نوبل، إنها جوائز غير عادلة وتدخل السياسة أولا في معايير منحها للأشخاص.
■ ما تقييمك لأفلام حقبة الخمسينيات؟
- أتمنى توثيق الأعمال الفنية الخاصة بفترة الملك فاروق خلال موسوعة تسمى «مئوية الملك فاروق في السينما المصرية»، أننى أرى أن أفضل مخرج سينمائى خلال تلك الفترة هو الراحل كمال سليم؛ حيث رصدت أفلامه الواقع المصرى بطريقة سليمة مثل «العزيمة» و«البؤساء» و«شهداء الغرام»، بالإضافة إلى اهتمام المخرجين وقت «فاروق» بعمل أفلام تقدس العمل مثل فيلم «الورشة»، بطولة أنور وجدى، إنتاج عام ١٩٤٠، وفيلم «العامل» بطولة حسين صدقى، إنتاج ١٩٤٣، وفيلم «ابن الحداد» بطولة يوسف وهبى، إنتاج ١٩٤٤، هذه أفضل أفلام تحدثت عن قيمة العمل، بالإضافة إلى أن أفضل أفلام دعمت وساندت القضية الفلسطينية أنتجت خلال حكم الملك فاروق، مثل «فتاة من فلسطين» عام ١٩٤٨، وفيلم «نادية» عام ١٩٤٩.
■ وما رؤيتك لأدب نجيب محفوظ وأدب إحسان عبد القدوس وغيرهما؟
- أرى أن نجيب محفوظ قدم المرأة في كتاباته في صورة الضعيفة، وكانت بطلات «إحسان عبد القدوس» مثل أفلام «لا تطفئ الشمس» و«الطريق المسدود» و«أنا حرة» و«إمبراطورية ميم» و«النظارة السوداء»، وغيرها سيدات لهن شخصيتهن ورأيهن، وباحثات عن مكانة في المجتمع، فالمرأة في أدب إحسان عبد القدوس تستطيع تغيير المجتمع، وأرى أن كاتبا مثل يوسف إدريس لم يأخذ ما يستحقه من تقدير، على الرغم من أنه متميز ويعتبر في رأيى الخاص «راصد وجرىء»، لا أفضل رواية وفيلم «قنديل أم هاشم» للكاتب يحيى حقى؛ حيث جعل «الخرافة» تنتصر على العلم، أرى أن أعظم روايتين للكاتب يوسف السباعى هما «أرض النفاق» و«السقا مات». 
■ ما رأيك في مئوية السينما المصرية؟
- أرى أن تاريخ الاحتفال الصحيح بمئوية السينما المصرية في عام ٢٠٢٧؛ لأن أول فيلم مصرى أنتج عام ١٩٢٧، مثلما فعلت الهند عندما احتفلت بمئويتها عام ٢٠١٣، وفقا لإنتاجها أول فيلم سينمائى عام ١٩١٣، وأرى أن هناك أفلاما كانت تستحق الدخول إلى قائمة أفضل ١٠٠ فيلم في تاريخ السينما المصرية، مثل «الإيمان» بطولة محمود المليجى عام ١٩٥٢، بالإضافة إلى أفلام مثل «بحب السيما» و«عمارة يعقوبيان» و«رسائل البحر» و«أرض الخوف»، وأؤكد أن فيلم مثل «ليه يا بنفسج» لا يستحق الدخول إلى قائمة أفضل ١٠٠ فيلم.
■ من أفضل ممثلين في تاريخ مصر؟
- أفضل ممثل في تاريخ مصر هو «زكى رستم»، وأفضل ممثلة «فاطمة رشدى»، ولكنها لم تأخذ حقها كما يجب، وأفضل ٣ مخرجين «صلاح أبو سيف» و«يوسف شاهين» و«عاطف سالم»، وأرى أن موهبة نيللى كتمثيل وغناء واستعراض وروح، تتفوق على سعاد حسنى، ولكنها لم تعمل مع مخرجين يستطيعون إبراز تلك الموهبة.