السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في حواره لـ"البوابة نيوز".. مدير المرصد الأحوازي: الانتخابات الإيرانية مسرحية هزلية.. طهران تفتقد أدنى مستوى لمعايير الديمقراطية

 على قاطع الأحوازي
على قاطع الأحوازي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصف علي قاطع الأحوازي، مدير المرصد الأحوازى لحقوق الإنسان، في حوار لـ"البوابة نيوز"، الانتخابات البرلمانية الإيرانية التى أجريت الجمعة الماضية، بالمسرحية التى لم تعد تنطلى على المواطن في إيران، وقال إن الوتيرة التصاعدية للاحتجاجات في إيران في السنوات الأخيرة دليل واضح على أن المواطن يطالب بالإطاحة بهذا النظام المجرم والفاسد.



■ ما تعليقك على هذه الانتخابات في ظل المشاركة التى لم تتعد 42%؟
- لا يمكن اعتبار ما حدث في إيران انتخابات، إنها مسرحية لا تعد تنطلى على المواطن في إيران ولا على أى إنسان حر ومنصف يعرف المعايير الحقيقية لعملية الانتخابات التى تمثل أحد أهم أركان الحكم الديمقراطي، فكيف لنا أن نعتبر ما حدث انتخابات، وإيران تفتقد أدنى مستوى لمعايير الديمقراطية، لا توجد في إيران أحزاب حرة تمثل توجهات وآراء سياسية معارضة أو حتى مختلفة، فالتعددية الحزبية في إيران معدومة، والمرشحون يمرون بعملية انتقائية معقدة يتم خلالها رفض طلب الترشح لأى شخص لديه أى نوع من الخلاف مع مبادئ السلطة الإيرانية الحالية أو اختلاف مع أى من سياساتها الداخلية أو الخارجية.
هناك تياران في إيران يسميان بالإصلاحى والمتشدد، وهذا ظاهر الأمر الذى يراه الرأى العام، لكن المطلع على حقيقة السياسة الإيرانية يعلم جيدًا أن هذين التيارين يتفقان خلف الستار على مجمل السياسات وما الاختلاف في خطابهما إلا تبادل للأدوار لتمرير سياسة الدولة غير القابلة للتغيير أو التعديل والإصلاح.
■ لماذا تلعب السلطة لعبة «التوافق في الخفاء والتناحر في العلن»؟
- هذه السلطة ومنذ دورة رئاسة محمد خاتمى الأولى (أغسطس١٩٩٧ إلى أغسطس ٢٠٠١) وهى تحظى بنجاحات مهمة على المستوى الإقليمى في تمرير سياساتها التوسعية عبر تصدير الفوضى إقليميًا، والعالم يتفرج دون أن يتدخل بشكل فاعل لمنعها، إنها تهيئ كل الظروف لمجىء ما تسميهم إصلاحيين ليلعبوا الدور المطلوب، وعندما تجد الظروف الداخلية والإقليمية والدولية مناسبة تأتى بشخص متشدد مثل أحمدى نجاد ليلعب دوره في تمرير سياساتها وضمان استمرارها في السلطة.
■ هل كانت تلك الانتخابات بمثابة مسرحية تم إعدادها لكى يستعيد التيار المحافظ سيطرته على مقاليد الدولة؟
- كما أشرت سابقًا لم يفقد التيار المحافظ في إيران سيطرته، بل السلطة كانت بيده في كل الأدوار وما مسرحية الانتخابات إلا لعبة مقررة ومخطط لها لتضحك على البسطاء في داخل حدودها وتضع حجة بيد من لهم مصالح في إيران في الدفاع عنها بدعوى أنها تطبق الديمقراطية وأنها تجرى انتخابات ومن يحكمها تعينه صناديق الاقتراع.
هذا كله غير صحيح وإيران تفتقد أدنى مستوى من معايير الديمقراطية! والحرية السياسية فيها معدومة نهائيًا، بل هناك محاكم على العقائد وناس معتقلون وتمارس بحقهم أبشع أنواع الاضطهاد لمجرد التعبير عن آراء تختلف مع سياسات السلطة الحاكمة، علينا أن نتذكر أبناء السلطة المحكومين بالإقامة الجبرية ومنهم مير حسين موسوى، ومهدى كروبى، الخاضعين للإقامة الجبرية منذ ٢٠٠٩.
■ هل يمكن أن تأتى تلك الانتخابات بنتائج سلبية على إيران؟
- هذا الذى يجب يشاهده ويشهد عليه العالم، الدول والمنظمات الدولية، الحقوقية والسياسية عليها أن تشهد على أن الانتخابات في إيران مجرد مسرحية لا تمثل آراء المواطنين، ولم تكن هى التى تعين من يتم تعيينه ليتبوأ أى منصب في إيران، كان عضو البرلمان الإيرانى كما جرى اليوم أو كان رئيس الجمهورية الذى سيأتى وقت التصويت له لاحقًا.
الوتيرة التصاعدية للاحتجاجات في إيران في السنوات الأخيرة دليل واضح على أن المواطن في إيران بدأ يعرف أن السلطة وسياساتها لا تتغير بتغيير الوجوه ولا بتغيير الأجنحة ولذلك شاهدنا وسمعنا كيف استهدفت الاحتجاجات مقدسات النظام وهتفت بالموت للمرشد وأحرقت العلم الإيراني، هذه الأدلة الواضحة على أن مطالب الناس بدأت تتلخص في الإطاحة بهذا النظام المجرم والفاسد.
■ كيف ترى الوضع الآن خاصة على الجانب الحقوقى والمعيشى والإنسانى في إيران؟
- المشهد الواضح والمتكرر باستمرار في إيران هو استمرار الانتهاكات لأدنى حقوق المواطن، غالبية المواطنين في إيران يشتكون من الفساد الإدارى المستشرق داخل مؤسسات، مراكز ومنظمات الدولة، كما أن الفقر بدأ ينتشر بشكل واسع في المجتمع ويؤدى إلى ازدياد أنواع الجرائم والمشكلات الاجتماعية والمواطن يعلم أن ما يحدث له هو نتيجة السياسات الخاطئة التى تتبناها السلطة الحاكمة، والتى تهدر الثروات الهائلة التى يمتلكها البلد على مشاريع عدوانية في تمويل الإرهاب ومساندة المنظمات المسلحة الخارجة عن القانون في كل من العراق ولبنان واليمن، وكذلك بناء خلايا إرهابية ومختلف أنحاء العالم، على أساس هذه المعرفة طالب المحتجون في إيران السلطة بالكف عن تمويل الإرهاب في لبنان وفلسطين واليمن والاهتمام بالوضع المعيشى للمواطن.
■ هل يمكن أن تندلع تظاهرات جديدة ضد النظام؟
لم تعد الاحتجاجات بمفردها قادرة على الإطاحة بحكم ديكتاتورى مثل ذلك الذى يحكم إيران والذى يعتقد رجاله أنهم أولياء الله وممثلوه على الأرض وما الناس إلا «رعية وأنعام» عليهم أن يطيعوا أوامر «ولى الفقيه» دون قيد ولا شرط، لذلك أرى من واجب المجتمع الدولى والدول الحرة أن تساند الشعوب في إيران للإطاحة بهذه السلطة الحاكمة في طهران.