الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الأغاني بين المنع والتقييد.. "عبد الحميد": لست ضد الظاهرة.. "الجيار": دور المصنفات تحجيم المهرجانات بالقانون.. "شبانة": الأغاني الهابطة عرض لمرض.. عصفور: لست مع الإسفاف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«يحرم علينا شربك يا جوزة... روحى وأنت طالقة مالكيشى عوزة، دى مصر عايزة جماعة فايقين يا مرحب».. من أغنية الحشاشين لسيد درويش فنان الشعب، نعم هذا النوع من الأغانى الذى حقق انتشارًا كبيرًا فى مطلع القرن العشرين، وبالتحديد فى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، فدائمًا ما تظهر العديد من الألوان الغنائية التى تعبر عن حالة المجتمع فى فترات معينة، فالأغنية الشعبية هى وليدة لثقافة المجتمع، وتراثه الثقافة، الذى ينتشر بطرق شتى.
إذا نظرنا إلى «ظاهرة أغانى المهرجانات»، باعتبارها ظاهرة شعبية أو شائعة من الناحية السسيولوجية أو البعد الاجتماعى للفولكلور، إذ يلعب دورًا محوريًّا فى نقل الثقافة سواء من أسفل إلى أعلى أو من أعلى إلى أسفل، فنجد أن الطبقات الاجتماعية تسهم بشكل كبير فى انتقال عناصر الثقافة الشعبية، فنجد أن «أغانى المهرجانات» من الظواهر الشعبية التى تندرج تحت هذا التقسيم، وهى انتقال ثقافة «التوك توك» أو «الحوارى الشعبية» إلى الفلل والمنتجعات، وهنا نجد أنفسنا أمام تساؤلات كبرى، حول انتشار أغانى مثل حمو بيكا، وحسن شاكوش.. وغيرهما من المؤدين، لاعتبارهم يعبرون عن حالة المجتمع؟ وعن أسرار هذا الانتشار السريع، الأسباب والحلول، وعما إذا كان الإعلام له دور كبير فى انتشار تلك الظواهر؟ كل تلك التساؤلات التى قد تفتح مجالًا كبيرًا للباحثين، للكشف عن تلك الظاهرة، التى تدق ناقوس الخطر على الثقافة المجتمعية. وكان لـ «البوابة» حوار مع بعض النقاد والمثقفين والمتخصصين حول أسباب وحلول تلك الظاهرة المجتمعية باعتبارها أصبحت واقعًا ملموسًا لا يمكن التغافل عنه.

«عبد الحميد»: لست ضد الظاهرة
أكد الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد، أستاذ علم النفس الإبداعى ووزير الثقافة الأسبق، أنه ليس ضد أغانى المهرجانات، بشرط ألا تكون كلماتها تخدش الحياء؛ ولا تحمل ألفاظًا «سوقية»، حيث قال: «أنا لست ضدها، بشرط أن يحترم مؤدوها أنفسهم ويحترمون الشعب». مؤكدًا أنها ظاهرة فنية اجتماعية تعبر عن ثقافتها، لكنها تحمل معها، ثقافة الابتذال، وهذا الأمر هو ضده، مشيرًا إلى أن الدولة لا يجب أن لا تنجرف فى هذا التيار، ولا يجب أن تعمل فى الترويج لها، باعتبارها ظاهرة مجتمعية».
منوهًا إلى أن بعض الأغانى تحتوى على ألفاظ وإيحاءات جنسية لا تليق بالثقافة المصرية، والذوق العام المصرى، ولا بد أن تتوقف مثل تلك الأغانى، وذلك لن يتحقق عن طريق المنع، ولكن عن طريق التنظيم، والرقابة على الكلمات، وانتقاء الكلمات، لا سيما أن الكثير منها تُعد غريبة عن مجتمعنا المصرى ومجتمعاتنا العربية.



شريف الجيار: دور المصنفات الفنية تحجيم المهرجانات بالقانون واللوائح..
أوضح الناقد الأدبى، الدكتور شريف الجيار أستاذ النقد والأدب المقارن بآداب بنى سويف، أن جميعنا عاش على عصر فنى، يمثل عصر الفن الجميل، بداية من عبد الوهاب فأم كلثوم فعبد الحليم، ونجاة، واستمر هذا الجيل الجميل مع أصوات مثل على الحجار ومحمد منير ومحمد الحلو وهانى شاكر، ثم فى التسعينيات بدأت تظهر موجة سُميت، بموجة طرب الشباب «أو الأغنية الشبابية، التى ظهر فيها حميد الشاعرى ومصطفى قمر، ومحمد فؤاد، كل هذا المشوار للأغنية المصرية والعربية حافظ على جمال الأغنية كلمة ولحنًا وأداءً، ولكن ما شاهدناه فى السنوات العشر الأخيرة، من ظهور ما يعرف بـ «ظاهرة أغنية المهرجانات» التى سيطرت على معظم الشباب المصرى وبعض الشباب العربى، تمثل حالة من حالات تراجع الذوق العام، أو تراجع الأغنية إذا ما اعتبرناها أغنية.
وأكد «الجيار» أنه علينا إذا أردنا أن نحجم هذه الظاهرة أن نفعل كل ما يرقى بالذوق العام فى مصر والعالم العربى، لا سيما بين فئات الشباب غير المتعلمين، والذين هم فى احتياج إلى التعليم والثقافة والمعرفة، وأعتقد أن هذه الظاهرة سيخفت صوتها بمرور الوقت؛ لأنها ليست أغنية مكتملة الأركان، بل إن معظمها يجسد حالة من التراجع فى الذوق العام.
وأضاف، «هنا يأتى دور المصنفات الفنية، والرقابة فى تفعيل اللوائح والقوانين التى تحافظ على تاريخ الأغنية المصرية والعربية، وتحافظ على أذن المستمع العربى، لأن مصر هى مصدر الفن الجميل من فترات طويلة، وأن الملحن والمطرب المصرى، هما من شكلا وجدان الأمة العربية فنيًّا ووجدانيًّا لفترات طويلة، وعلى هذا ما استمعنا إليه وما شاهدناه فى الفترات الأخيرة من موجة «أغانى المهرجانات»، وما فيها من بنية لفظية مسفة، ومحرجة لمعظم من يسمعها، ويجب أن نترك فيها ما هو صالح للذوق العام، وأن نعطى لمن يمتلك الصوت الحقيقى واللحن الحقيقى والكلمة الحقيقية الفرصة للظهور والانتشار، ومن يخالف هذا، ينبغى أن نجنبه، حتى نحافظ على أذن وثقافة الشباب المصرى والعربى.
مؤكدًا أن هذه الظاهرة من أغانى المهرجانات سيخفض صوتها بمرور الوقت، مشيرًا إلى ما استمعنا إليه وانتشر فى الآونة الأخيرة عبر اليوتيوب إلى العديد من هذه المهرجانات التى تخدش حياء الأسرة المصرية والعربية، وخصوصية الثقافة العربية، التى نشأنا عليها، وهذا ما لاحظناه فى عدة حفلات أخيرة، وناقشها الإعلام بشكل لافت للنظر عبر قنواته المختلفة، واعتقد أنه فى عصرنا هذا لا يمكن بمسألة المنع الكامل بقدر ما نستطيع القول بتفعيل القانون واللوائح من قبل المصنفات الفنية، والتى لها حق الإشراف على كل ما يرتبط بصلة بالذوق العام على صعيد فنى فى مصر، مؤكدًا أن تلك الظاهرة ستتقلص وسينخفض صوتها بمرور الوقت كلما زاد الوعى الثقافى والمعرفى لدى الشباب المصرى والعربى.



محمد شبانة: الأغانى الهابطة عرض لمرض مجتمعى
قال الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون، إن موضوع أغانى المهرجانات هو موضوع شائك، فهى إفراز مجتمعى نتج عن ذهاب الدور الفاعل للمؤسسات المعنية بالإنتاج الموسيقى والغناء فى الدولة، متمثلة فى الإذاعة والتليفزيون وشركات الإنتاج الفنى، وما أتاح لها الفرصة، فى الحضور الجماهيرى العريض هى وسائل التواصل الاجتماعى.
وتابع «شبانة» أن أسباب هذا الانتشار له مرجعية، والتى تتمثل فى المصنفات الفنية أو فى لجان الإجازة للنصوص، وعليه أصبحت هذه النصوص الغنائية وهذا المنتج لا يحمل قيمة فنية مطلقًا، ما جعلها حاضرة فى الحياة الاجتماعية المصرية، متمثلة فى الأفراح الشعبية، وما إلى ذلك.. وساعد على انتشارها أيضًا بعض القنوات الفضائية، والتى قامت بالترويج لهذا النوع باعتباره «موضة» فنية، بل تبنته أيضًا بشكل غير مسئول، حيث أتاحت لهم الفرصة فى الظهور فى تلك القنوات، ومن ثم تم الترويج لهذا النمط من الإنتاج دون إعمال النقد الفنى أو النقد الاجتماعى.
وعن قرار منع هؤلاء المؤدين أو ظهورهم بشكل رسمى، أوضح «شبانة» أنه يرى أن مثل تلك الدعوات بالمنع أو الظهور لن يحقق الهدف المنشود منها، بل سيكون سببًا فى الترويج لها ولفت النظر إليها، من قبل القطاعات العريضة من الجماهير التى لم تكن ملتفتة إليها أصلًا.
وأكد أن هذه الموجة أو الظاهرة تعتبر موضة وسوف تنحسر مثلما انحسرت سابقتها، فهى إفراز مجتمعى نتيجة ما يعيشه المجتمع من حالات قلق وتردد وعدم استقرار، سواء على المستوى الاجتماعى أو الاقتصادى، وقد سبق المرور بمثل هذه الموجات من الأغانى «الهابطة» فى مراحل زمنية سابقة، أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، إذ كانت توجد أغانى مثل «تعالى يا شاطر نروح القناطر» لمنيرة المهدية، وأغنية «أنا بنت سوجريا بالحب يا روحى واخدة البكالوريا»، وغير ذلك الكثير.
وقال إن الدور الذى يجب أن تقوم به الأجهزة الفنية والثقافية، والتى تتمثل فى الأوبرا والإذاعة والأكاديمية، والنقابات الفنية، لأن تقوم بواجبها نحو تشجيع المواهب الحقيقية فى الغناء والتلحين وكتابة الشعر الغنائى، وإنتاج أعمال جديدة من خلال مسابقات يتبناها ويشرف عليها فنانون كبار ومتخصصون، فالسبيل الوحيد ليس منع ظاهرة ما، بل التصدى لها ببدائل أكثر جدية، وأكثر نضجًا، مشيرًا إلى أنه فى الفن لا بد من حرية الفنان، ووجود هذه الموجات يكشف عن روح المجتمع الناقدة، والباحثة عن جوهرها الحقيقى ولعل التصدى القوى من قبل المستمعين يكشف عن أن هذا المجتمع يتجه إلى الكشف عن جوهره الحقيقى فى تذوق الفنون الراقية، والجميلة، والهادفة، فالموسيقى هى كاشفة عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية فى المجتمع إذا كان المجتمع صحيحا ومعافى، وإذا كان المجتمع ضعيفا، فبالتالى هو عرضة لمثل هذه الموجات باعتبارها عرض لمرض مجتمعى.


جابر عصفور: لست مع الإسفاف وضد ظهورها فى القنوات الرسمية..
قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن هناك حدودا أخلاقية يجب ألا يتجاوزها الفنان، لأنه فى النهاية عليه مسئولية تجاه المجتمع، وأن استخدام هذا النوع من الغناء لبعض المفردات المخلة، يُعد بمثابة تقديم أعمال مسفة، مؤكدًا أنه ليس مع الإسفاف.
وعن قرار منع ظهور تلك الأغنيات، أوضح «عصفور» أنه مع أى قرار تتخذه الدولة، لا سيما فيما يتعلق بهذه النوعية، ويجب ألا تكون الدولة أيضًا وسيلة لنشر هذا النوع من الإسفاف، لأنه فى النهاية أمام مسئولية اجتماعية، مشيرًا إلى أنه مع أى قرار مناسب يتم اتخاذه تجاه تلك الظواهر، مؤكدًا أن ما يتم تقديمه أو بثه ليس فنًا. وعن أسباب أنتشار تلك الظاهرة، أكد «عصفور» أن مواقع التواصل الاجتماعى تلعب دورا مهما فى نشر هذا النوع من الأغانى، ويجب على الدولة أن ترى الأسباب الحقيقية التى أدت لذلك، فهناك عيوب اجتماعية منها انحطاط التعليم بالدرجة الأولى.



ياسمين فراج: الـ«موضة» سبب تزايد أعداد جمهور المهرجانات من الطبقات الراقية
قالت الناقد الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، إن أغانى «المهرجانات» قد سميتها فى كتابى «الأغنية السياسية فى مصر» بـ «الأغانى الخليعة»، وأن سوق العمل الفنى يلبى حاجة لدى الشريحة التى أنتجتها، حتى ولو كانت تلك الأغانى قد خرجت من جلسات «المجون»، وأكثر هذه الأنواع التى ظهرت ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، أى خلال الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى وقبل بداية الحرب العالمية الثانية، إذ ظهرت أنواع من الأغانى بالغة الخلاعة، مثل أغانى «خوخة المصرية»، إلا أن هذه التسجيلات لم تكن منتشرة، بشكل أكبر واقتصر وجودها فى بعض الجلسات الخاصة.
وأكدت «فراج» أن هذا النوع كان موجودا، وتزامن هذا الوجود مع فترات الهزات الاجتماعية، أى أن الشعب فيها لا يكون متزنًا، لعدة أسباب منها الفقر، أو عدم وجود مشروع قومى، وقلة التعليم، ما يساعد على ظهور تلك الأغانى، فهذا النوع من الغناء هو تطور لنوع من الغناء كان منتشرًا فى الإسكندرية، وتواجد فى الحانات الإسكندرية الفقيرة، إذ كان يؤدى فى تلك الحانات بمصاحبة عازف الأكرديون، والطبال، وعازف ناى، ويغنون أغانى تشبه فى موضوعاتها أغانى شباب المهرجانات، كما أن المطربين أيضًا لم تكن أصواتهم جيدة سواء الرجال أم النساء منهم، وهو ما ينطبق أيضًا على أصوات مثل حمو بيكا، وشاكوش.
وعن أسباب انتشار أغانى المهرجانات أوضحت «فراج» أن وسائل التواصل الاجتماعى هى ما أتاحت عرض أغانى المهرجانات، وذلك عبر اليوتيوب أو السوشيال ميديا، ودعمها أيضًا الإنترنت الذى حقق انتشارًا فى جميع المنازل، فهذه النوعية أنا اسميها بـ بالأغنية «الشبحية»، ولا يحتاج إلى تكاليف مادية، فهى تقتصر على جهاز كمبيوتر، وبرامج صوت، ومحسانته.
وأكدت أن الإعلام الرسمى قد أسهم فى انتشار هذه الظاهرة، لا سيما فى السنوات العشر الأخيرة، وبالتحديد بعد ثورة ٢٥ يناير، بدأ الإعلام يسلط الضوء على هذه الظاهرة، وبدأوا يحتفون بشباب أغانى المهرجانات احتفاءً مبالغًا فيه، حتى لو كانوا معارضين لهم، وهذا ما جعل لهؤلاء الشباب أسهمًا بداخل المجتمع، وأن كثرة اللقاءات والحوارات باعتبارها ظاهرة جديدة، وأن أغلب المعدين ومقدمى البرامج يقومون بتقديمهم دون دراية أو دراسة، وأن هذا النوع من الغناء له أصل تاريخى، وظهر فى عدة أزمنة مختلفة فى مصر، كما أن هذ النوع من الأغانى منتشر انتشار كبير فى الأفراح، وفوق الأسطح، والاحتفالات بالمناطق الشعبية.
وأشارت إلى أن أعداد الجمهور الذى يستمع لأغانى المهرجانات كبير، فإذا ما نزلنا إلى متوسط المشاهدات على موقع اليوتيوب سنجدها كبيرة، وهناك طرق كثيرة تستخدم فى الترويج لهذه المواقع أو تلك الحسابات، والتى يتم شراؤها عبر المتخصصين، وأن هذا الانتشار الكبير وزيادة عدد المستمعين، يعود لعدة أسباب أولا باعتبارها «موضة» بسبب تسليط الإعلام التقليدى الضوء عليها، وثانيًا لأن نوعية الأغانى التى تقدم تعتمد على الغناء الإيقاعى، والمعروف فى أوروبا بغناء الـ «آر بى»، وهو ما نسمعه فى فرق «تشار موفرز»، كما أن فرق المهرجانات تقدم هذا النوع ولكن بطريقتها، وهى «المقسوم» الإيقاع.
وطرحت «فراج» مجموعة من التساؤلات حول أسباب رفض بعض المثقفين أو الطبقات لتلك الأغانى، مشيرة إلى أنه يجب أن يتدخل علماء الاجتماع فى الكشف عن أسباب تلك الظاهرة، أو الموجة، ومنها هل هذا الرفض يرجع إلى المحافظة على القيم والأخلاق المصرية؟ وأن هذا الهجوم لأن هؤلاء الشباب لا يملكون موهبة ولا شهادات ولا مؤهلات تجعلهم يحصلون على مبالغ تتخطى الـ ٥٤ مليونا؟ أو لأن ما يقدمونه ليس نوعا موسيقيا؟ وهل الحرب على شباب أغانى المهرجانات هى حرب طبقية أم حرب أخلاقية؟
وأكدت أنها تسمى هذه الموجة من الأغانى بـ «الأغنية الشبحية»، وذلك من منطلق منهج أفلاطون «النظرية التراتبية»، والتى يتم فيها إرجاع الصورة إلى أصل، وأن هذا الأصل مثال له عدة صور مثالية، ما يسمى بـ «الأيقونة»، وهناك الصورة «الشبحية» والتى لا يمكن فيها إرجاعها إلى أى أصل.