الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مؤسس حركة "العالم يحتاج إلى أب" في حوار لـ"البوابة نيوز": نؤمن بدور المرأة.. كاسى كارستز: العالم بحاجة لتحديد الأولويات والتركيز على إيجاد حلولها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حرص بيت العائلة المصرية من خلال مؤتمره الذى يحمل عنوان «لأنى أب»، على تكوين رؤية مشتركة لتأهيل الوعاظ والقساوسة وتسليط الضوء على أهمية استعادة الآباء لزمام الأمور في المنازل بعد ترك المهمة على عاتق الأمهات، الأمر الذى أدى إلى انتشار العديد من المشكلات والأزمات يأتى في مقدمتها تفشى ظواهر العنف والإرهاب والإدمان وغيرها.

أشار الدكتور محمد عبدالعاطي، منسق عام بيت العائلة المصرية، إلى أن التقارب بين أفراد المجتمع وتلاحم الجميع ضرورة حرص عليها بيت العائلة منذ نشأته انطلاقًا من الدور الاجتماعي والديني، لافتًا إلى أن بيت العائلة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الكرازة المرقسية، يعمد على نشر روح التسامح والأخوة الدينية والاجتماعية والتصدى لنزاعات العنف والانغلاق والتعصب حتى أضحى بكل واقعية منارة يسير عليها البيت المصرى ومثال يحتذى به.

وقال «عبدالعاطي»، إن بيت العائلة تجسيد حقيقى وتطبيق واقعى للقانون الواقعى الذى أراده الله للبشرية حيث أراد لها اختلافا يدفعها إلى الإخاء والبناء، لافتًا إلى أن هذا القانون موجود في خطاب الله للناس جميعًا دون تفرقة بين أبيض وأسود بين مسلم وغير مسلم حيث يقول تعالى: «يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا».

بينما أكد الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذوكسي، على أن موضوع الورشة التدريبية لم يكن تعصبًا للأب بقدر ما هو تأكيد على أن أهم ما تحتاج إليه الأسرة المصرية اليوم هو وجود الأب وعودته لتولى زمام الأسرة لأن يمارس دوره في الوقوف على ما ينقص بيته ومعاونة الأم في تربية الأبناء والعبور بهم إلى بر أمان ننشده جميعًا.

ولفت إلى أن هناك آفة كبيرة تتمثل في انشغال الأب وترك المسئولية للأم، ما خلق خطورة كبيرة تهدد المجتمع لأن الأسرة بناء متكامل وفى حال الاختلال يضيع المجتمع، حيث نجد مشكلة الإدمان، التى تعانى أفرادها من أمراض متعددة منها النفسى والمعنوى وخلافه، مع وجود للخلافات الزوجية، وافتقار الأم للخبرات التى يمتلكها الأب، مشددًا على أن «لأنى أب» ليست عنصرية بل هى تجربة تبحث عن دور متكامل وتشبع عاطفى وروحي، فبعد انشغال الشيخ والقس والآباء بصفة عامة في تجارب الحياة ومشكلاتها أصبح متناسيًا لدوره في منزله وهناك آباء يتركون دورهم بشكل كامل.

وقال إن بيت العائلة يهتم بالأسرة المصرية ويريد أن يصنع تغييرًا في مصر وفى استطاعتنا ذلك، بل نعتبر أنفسنا بذرة من شأنها تغيير الفكر في مصر، وقادرونا على ذلك.


في البداية.. نود أن نعرف قراءنا على شخصكم الكريم، وعلى الدور الذى تقوم به؟

- أنا مواطن من جنوب أفريقيا، وهو أمر اعتدت على سماعه من الجميع، على الرغم من أن بشرتى تختلف كليًا عن البشرة الأفريقية، بدأت العمل على التوعية بدور الآباء والأمهات، الذى نفتقده كثيرًا، خاصةً في ظل المرحلة الحرجة التى نشهدها، من تحديات إرهاب وفقر وجوع، وغيرها من الأمور التى دفعت البعض إلى سلوك تيار العنف والتطرف ومحاربة الاستقرار.

تعود الحركة العالمية التى تُعرف باسم «العالم يحتاج إلى أب»، إلى عام ٢٠١١، بالتزامن مع إصدار كتابى الذى يحمل الاسم ذاته، بهدف استرداد دور الأب داخل المجتمع، وعودة الأبوة لتأثيرها العميق في الأسرة، ومن ثم المجتمع ككل، وقد نجحنا في التأثير، خلال الثلاث سنوات الأولى، في إقناع آلاف الرجال في تسعين دولة.

والفكرة باختصار تقوم على إقناع المتدربين بمساعدتنا في إيصال رسالتنا لآباء آخرين، ومن ثم نصل إلى أعداد أكبر من البشر حول العالم، في وقتٍ قياسي، وبجهد أقل، دون الارتباط بمركز أو مكان معين، وبفضل المجهودات التى بُذِلَت، استطعنا أن نصل اليوم لمائة دولة، ونحقق شهريًا تفاعلًا وتجاوبًا يفوق الشهر الذى يسبقه.


ولماذا ركزتم في الحملة على دور الأب فقط؟

- الحملة لا تقوم على دور الآباء وحدهم، فنحن نؤمن بدور المرأة أيضًا، إلا أن هناك أمورًا تتفاقم في العالم كله، جراء غياب دور الآباء، فالكثير من المشكلات سببها ابتعاد الأب عن التجاوب مع أفراد عائلته، وهو ما يزيد من الضغط على زوجته، التى تُطالب بأن تمارس مهام لا تمتلك خبرة أو دراية بها.

نحن لم نهمل المرأة كما يُشاع، في اسم الحملة «العالم يحتاج إلى أب»، أو من خلال تلك الورشة التى تحمل «لأنى أب»، فجزءٌ كبيرٌ من الحملة يقوم على دور المرأة أيضًا، حيث نعمل على توضيح دورها كمُعينة ومؤيدة لدور الرجل، في بناء أسرة صحية، ومن ثم قيام مجتمع صحي، وقد قمنا بتدريبها على أخذ دورها كسند داخل مملكتها وبيتها، انطلاقًا من إيماننا بأن الأطفال بصفة عامة لديهم احتياجات مختلفة، فهناك مهام يستطيع الأب تقديمها لأبنائه، وهناك ما تقدمه الأم، وتواجد الاثنين مهم جدًا.


وماذا عن طريقة الانتقال من الجانب النظرى إلى التطبيقى والعملي؟

- جزءٌ كبير من التدريب، يركز على تحقيق هذا الجانب، فلا نكتفى بأن نكون مدربين يعطون مجرد نصائح وأقوال لمن نقابلهم من الآباء، بل أيضًا نعمل على تنمية مهارات القيادة والتطبيق على أرض الواقع، من خلال مجتمعهم الصغير، ونقل هذه الخبرات والمكتسبات لآباء آخرين، في مجتمعهم الأكبر.


وكيف ترى التجربة المصرية في التعايش؛ بين المسلم والمسيحي؟

- هذا الجانب مهم للغاية، في التعامل مع المشكلات، وإيجاد الحلول المثلى فيما يواجه المجتمعات من تحدى الإرهاب والانهيار الأخلاقي، وغيره من الأمور التى تؤرقنا، فمع وجود مشكلة يشترك فيها الآباء، من خلفيات مختلفة، ولو على سبيل المثال مشكلة الإدمان، فإننا سنجد تركيزًا أكبر منهم على علاجها، ومن ثم لا مجال للتشتيت عن الأزمة الحقيقية، التى تتمثل في احتياجات مشتركة، لا علاقة لها بما نؤمن أو نعتقد.

ومن وجهة نظري، فإن المجتمع المصرى بتركيبته، هو مناخ صحى للتغلب على الإرهاب، وما يتفاقم من أزمات، في مجتمعات أخرى أو تحديات يواجهها، وأنا سعيد بهذا النموذج من التعايش والتعاون المعمول به في مصر.


وهل ما بذلته الحملة، منذ ظهورها وحتى الآن، مُرضٍ لكم؟

- بالطبع؛ وكل يوم يزداد الطموح لديك في أن تصل لملايين البشر، في كل أنحاء العالم، فإذا أردت تغييرًا حقيقيًا في المشكلات التى يواجهها المجتمع، والتى يرجع أغلبها إلى غياب دور الأب، فلا بد من تغيير الثقافة نفسها، وببساطة نحن نساعد الناس على تغيير الطريقة الخاصة بالتعايش، ودورنا الرئيسى هو مساعدة الرجال على أخذ أدوارهم، من خلال تدريبات عملية، يقوم بها نحو ٢٠٠ ألف أب مشارك في البرنامج. والهدف من تدريب ٢٠٠ ألف أب، أن يكونوا آباء مثاليين وصالحين في مجتمعهم، وقد حققنا العام الماضى التواصل مع مليون أب، ونطمح خلال الأعوام المقبلة، في الوصول إلى ٥٠ مليون أب.


وماهى برأيك أفضل الطرق لمعالجة مشكلة ازدياد التطرف والإرهاب؟

- المشكلة والتحدى الخاص بالجريمة، في حد ذاتها، تعود إلى غياب دور الأب، فإذا وجد الابن أو أى شخص، أبًا صالحًا يمتلك المبادئ الأخلاقية السليمة، والقدرة السوية على التعبير عن الغضب والرفض لما يعانيه من أزمات، فلن يكون هناك مجال لأن تتحول الرغبة الداخلية لدى الأبناء، إلى العنف والتطرف والرغبة في الانتقام.


برأيك.. كيف يمكن مواجهة تحدى الإرهاب بشكل عملى على أرض الواقع؟

- الإرهابُ مشكلةٌ نفسية في المقام الأول؛ وهو تعبير خاطئ عن الغضب والرفض، وعدم الشعور بالأمان، وفى منطقة بنيجيريا قابلت ضحايا كثيرين لـ«الإرهاب».

وقد وجدت أن أى احتياج لديهم مرجعه إلى وجود أب صالح وجيد يحتويه، والذى من شأنه احتواء الغضب، ويجنبه الانخراط مع الحركة المتطرفة.

نؤمن بدور المرأة كمُعينة ومؤيدة للرجل في بناء أسرة صحية

بعض الحركات المتطرفة، لديها فكرة تقوم على الرغبة في تعزيز دور المرأة بشكل يؤدى إلى الانفصال، كما يقمن بنشر وعى منافٍ للحقيقة التى تقول بأن الأمومة الحقيقية مليئة بالتضحية.