الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المذابح الأسرية.. دماء خلف جدران المنازل.. مقاول يتخلص من زوجته وطفله وينتحر في حدائق الأهرام.. ونقاش ينهي حياة زوجته وأطفاله الثلاثة في البحيرة.. و"فرويز": الجاني شخص مصاب بـ"الذهان"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجد الثقة والأمان في دفء الأسرة وبين أحضان الأب والأم، نعطى ظهورنا إليهم، ونحن نطمئن بأن ظهورنا هناك من يحميها، فتكون الصدمة هائلة والكارثة مفزعة عندما تأتينا الطعنة من الظهر فنلتفت لنجد أنها جاءت من أقرب الأشخاص إلينا دون أن تأخذهم بنا رأفة أو رحمة أو صلة رحم، إنها مأساة لا يصدقها عقل ولا يدركها عاقل، رأيناها تحدث بالفعل خلال الفترة الماضية، تكررت هذه النوعية من الجرائم؛ حيث يقوم أحد أفراد الأسرة بقتل عائلته بالكامل، ثم يهرب أو ينتحر، فما الدوافع لارتكاب مثل هذه الجرائم، وأين يذهب العقل ويختفى الضمير في مثل هذه اللحظات؟ وهل الجانى مريض أو مدمن أو سليم يعى جيدا ما يفعله؟... 


عثر قبل أيام، أهالى حدائق الأهرام، على جثث أسرة بأكملها مقتولين داخل شقتهم، وعلى الفور تم تشكيل قوة من مباحث القسم، وبالانتقال تبين وجود جثة أب ورضيعته تم إلقاؤهما بمنور العقار، كما تبين وجود الزوجة مقتولة وملقاة في الصالة.
وشهدت عزبة خضر التابعة لقرية الأنشا في مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة، الثلاثاء الماضي، حادثة مؤسفة، حيث عثر الأهالى على جثث «نقاش» وأبنائه الثلاثة وزوجته مشنوقين جميعا، وتبين أن الأب هو من قام بقتلهم جميعا، ثم انتحر.
وشهدت منطقة المرج في نوفمبر الماضي، مذبحة أسرية، عندما أقدم موظف على قتل طليقته وشقيقها بـ ٣٦ طعنة؛ حيث ورد بلاغ إلى قسم شرطة المرج، يفيد بتلقى إشارة من مستشفى السلام، بشأن استقباله كلًا من «سحر. أ»، ٤٨ سنة، ربة منزل، ومقيمة بالحمام بمرسى مطروح، متوفية إثر إصابتها بـ١١ طعنة متفرقة بالجسم، وتم نقلها إلى مستشفى السلام، وشقيقها «حسام. أ»، ٢٥ سنة، عاطل، توفى أثر إصابته بـ ٢٥ طعنة متفرقة بالجسم وجرح قطعى بالرقبة.
ا

الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، قال إنه يوجد نوعان من هذه الحالات، الأول نرى تاريخه وسيرته وتعاملاته، سواء كان شخصا يتعاطى أى مواد مخدرة أو تربى تربية خاطئة أو نشأ نشأة مرفهة لا يتحمل المسئولية، فأصبح شخصية غير سوية «مضادة للمجتمع» فيها الكثير من السلبية واللا مبالاة وعدم الاهتمام أو إدراك طبائعه وتصرفاته، وليس لديه أى مشاعر ومتبلد الأحاسيس.
ويتابع فرويز: «أما النوع الثانى فهذا يكون في حالة «اندفاعية لحظية»، فأحيانا يقع بعض الأشخاص تحت ضغط موقف ما تؤدى به إلى ارتكاب مذبحة ونسميها هنا «العقل المجنون» بمعنى أنه يفقد السيطرة والتحكم بذاته وتصرفاته فيرى أمامه الدماء ويستمر في ارتكاب جريمته، أو إذا وضعه أحد تحت ضغط كبير فمن الممكن أن ينفجر فيه، وهذا ليس له أى علاقة برواسب قديمة بالشخصية، لكن النوع الأول هذا شخصيته مضطربة لدرجة أنه خطط وقرر ونفذ وقتل أسرته فهذه الشخصية مضطربة سيكوباتية». 


وتقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، إن مرتكب المذبحة أيا كان الأب أو الأم أو شخصا غريبا، فلا يمكن أن يفعل أحد مثل هذا الفعل البشع إلا إذا كان مريضًا عقليًا أو نفسيًا وعنده مرض الذهان، الذى يتسبب في الهلوسة وتخيل أمور غير حقيقية، فمن الوارد أن يكون مرتكبو المذابح الأسرية لديهم أمرض عقلية، فتخيل أن أسرته أعداء له ويريد التخلص منهم، فهنا التفسير الأقرب للصواب؛ حيث إن الشخص الذى يرتكب مذبحة أسرية لا بد أن يكون مريضا نفسيا ومصابا بالذهان، إلا في حالة إذا كان هذا الشخص مدمنًا ويتعاطى حبوب المخدرات المخلطة مثل الإستروكس، لكن لا يوجد ما يجعل إنسانا طبيعيا يُقدم على قتل كل أفراد أسرته إذا كان مضغوطًا ماديًا أو نفسيًا مثلًا، فالضغط النفسى شيء والمرض العقلى شيء آخر.


ويقول الدكتور جمال جبريل، الخبير القانوني، إن القانون يصف المذابح الأسرية بالقتل العمد، فلو أقدم أحد على قتل عائلته وتم ضبطه فتوجه له تهمة القتل العمد وعقوبتها الإعدام، إلا إذا أثبت الطب أنه مريض نفسيًا وغير مسئول فيتم إيداعه مستشفى الأمراض العقلية.