السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تركيا تنشر وثائق تاريخية وشهادات إخوانية لتجميل الاحتلال العثماني.. مذبحة «الجوازى» والشيخ غومة المحمودى يفضحان أردوغان.. قيادى ليبى إخواني: الاحتلال العثمانى لليبيا أسس لدولة حديثة!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فيما يبدو أن الرفض الشعبى في ليبيا للاحتلال التركي، أزعج رئيس النظام رجب طيب أردوغان، فبدأ حملة ترويجية لتجميل الاحتلال العثمانى لليبيا.


.

وقد وقعت ليبيا ضحية للعثمانيين منتصف القرن السادس عشر، وعانى أهلها من ويلات القتل وقطع الرؤوس في مجازر دامية روت الصحراء بماء الثورة، التى دفعت الأحرار إلى التمرد وفضح خيانة الأتراك للمسلمين تحت أوهام الخلافة المزعومة.
وقد بدأت وكالة أنباء الأناضول بنشر مقالات مطولة تتحدث فيها عن دور الدولة العثمانية وتأثيرها في التاريخ الليبي، وتظهر ذلك بشكل إيجابى ومشرق، في تكذيب وتزوير للتاريخ والواقع، وآلاف الشهداء الليبيين الذين سقطوا دفاعا عن الدولة الليبية في وجه المحتل التركى وأبرزهم المجاهد الليبى الشيخ غومة المحمودي.


اعتمدت الوكالة في وثائقها وروايتها على ليبيين ينتمون للإخوان والإسلام السياسى ودينيين بالولاء للخليفة لأردوغان.
 ونشرت حوارا مع القيادى بإخوان ليبيا وعضو ما يسمى بـ«الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» علي الصلابي، الذى اعتبر أن الاحتلال العثمانى لليبيا، أسس لدولة حديثة وقوية، قائلا إن العثمانيين دخلوا ليبيا بطلب من أهلها، لتحرير بلدهم من الإسبان ثم فرسان مالطا، مؤكدًا أن الإصلاحات العثمانية ساهمت في نهضة ليبيا لاحقًا.
وزعم الصلابى أن: «الدخول العثمانى لليبيا كان بطلب شعبي، وذلك بدعوتهم (الليبيين) لهم أولًا (العثمانيين)، ثم مساعدتهم في حربهم ضد الإسبان وفرسان مالطا، الذين حلوا محل الإسبان عام 1530، ثم قبول حكمهم وسيادتهم على كامل البلاد الليبية (1551: 1911)، فهو ليس احتلالًا كما ادعى البعض».
وعن العلاقة لاحقًا بين العثمانيين والليبيين، قال الصلابي: «بعد تحرير طرابلس أصبحت رسميًا ولاية تابعة للدولة العثمانية، تحت اسم طرابلس الغرب، لتمييزها عن طرابلس الشام».
وأردف: «في 1864، وبعد الإصلاحات الإدارية استبدلت الإيالة بولاية طرابلس الغرب، وبهذا بدأ عصر الولاة العثمانيين في ليبيا، وبلغ عددهم حتى بداية عهد القرمانليين أربعة وأربعين واليًا».
ولغرض تحسين صورة الغزو والاحتلال يزعم الصلابى أن «من محاسن دخول العثمانيين ليبيا هو دورهم في تشكيل نواة الدولة الحديثة المركزية في ليبيا، فقد كانت ليبيا تُحكم بشكل صورى من قبل الأسر الحاكمة المجاورة، كالفاطميين والموحدين والحفصيين والمماليك، بينما يكون الحكم الفعلى للقبائل والعشائر المحلية المنتشرة في طول البلاد وعرضها».
ويتناسى ويعتم القيادى الإخوانى الليبى والذى يروج على أنه باحث ومؤرخ، على أكبر مجزرة ارتكبها الغزاة العثمانيون والتى تجمع عليها كتب التاريخ والعديد من المصادر التاريخية، وهى مجزرة الجوازى التى ارتكبت ضد قبيلة الجوازى في مدينة بنغازى في ولاية برقة في العام 1816.
قتل الاحتلال العثمانى أكثر من 10 آلاف ليبى في مجزرة «الجوازي» في نهار رمضان، حيث دبر العثمانيون المذبحة لأفراد القبيلة وهم صائمون، على خلفية نزاع بين الوالى العثمانى يوسف باشا القرمانى وولده محمد، في مشهد يكشف همجية وبربرية الأتراك الذين توهموا تميزهم العرقى فمارسوا عمليات القتل الممنهجة بحق الشعوب الأخرى وعلى رأسها العرب، ووصلت أحيانا إلى حد الإبادة والتطهير مثلما حدث مع الأرمن.
كما شهدت مدينة الزاوية مذبحة تركية في 1840، على يد والى طرابلس العثمانى محمد أمين باشا بعد ثورة المجاهد الليبى غومة المحمودي، ما زالت معروفة بين الليبيين باسم مذبحة «سانية المقتلة».
وفى 26 مارس عام 1858، قتل الشيخ غومة في معركة ضد الاحتلال العثمانى بالرصاص ومثل بجثمانه عن طريق قطع رأسه، وأمر والى طرابلس بأن يطاف به في شبكة على جمل في ضواحى المدينة، قبل أن ينجح بعض الثوار بعد يومين من المعركة في دفنه بطريقة لائقة.
كذلك التاريخ يقول أيضا إن طرابلس أفلست على يد الأتراك بسبب النهب المنظم لخيراتها عبر فرض الضرائب الظالمة - حتى على المتسولين - بالإضافة إلى السرقة العلنية، وفى النهاية سلموا البلاد إلى بنك روما الذى سلب الأهالى الأراضى والأموال ومهد الطريق أمام الغزو الإيطالي، برعاية كاملة من السلطة المركزية في إسطنبول.
مجددا يعود وارث سياسات السلطنة البائدة أردوغان إلى ليبيا حاملا الدم والخراب إلى الشعب المسالم، محاولا تكريس مشروع العثمانيين الجدد عن طريق حلفائه من جماعات الإرهاب والإخوان وميليشيات التطرف، ولكن يجد الإخوان «الطابور الخامس» في الدول العربية مروجين للاحتلال العثمانى الجديد وبيع الأرض والدماء الليبية لخليفتهم المزعوم ولكن الجيش الوطنى الليبى بدعم من الشعب الليبى قادر على هزيمة الأتراك وأتباعهم في ليبيا