السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

«حصان طروادة».. عملاء «أردوغان» فى ليبيا

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبح «أتراك ليبيا» حصان طروادة، الذى يحاول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، النفاذ من خلاله إلى الأراضى الليبية، مستعينًا بهيمنتهم على الحياة السياسية فى طرابلس ومصراتة، إذ تضم «حكومة الوفاق» فى طرابلس والميليشيات المتحالفة معها عناصر تنتمى إلى هذه المجموعة الإثنية.
ومن أبرز قادة حكومة الوفاق المنتمين إلى «أتراك ليبيا»، وزير داخليتها فتحى باشا أغا، وصلاح بادى قائد ما يسمى «لواء الصمود»، الجناح الأكبر والأقوى ضمن كتائب مصراتة، ومختار الجحاوي، قائد ما يسمى بـ«قوة مكافحة الإرهاب»، وهى إحدى ميليشيات مصراتة، والسلفى عبدالرءوف كارا، قائد قوة الردع ذات التوجهات السلفية الجهادية التابعة لوزارة داخلية الوفاق، والإخوانى محمد صوان قائد حزب العدالة والبناء الذراع السياسية للإخوان فى ليبيا.
ويبلغ تعداد «أتراك ليبيا» نحو ٥٪ من إجمالى سكان البلاد البالغ ٦ ملايين شخص فى ٢٠١٧، ويعود أصلهم إلى العهد العثمانى الذى دام ما يزيد على ثلاثة قرون ونصف القرن بين عامى ١٥٥١ و١٩١٢، وخلال عقدى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى تدفق نحو ١٢٠ ألف عامل تركى إلى ليبيا.
منح «أتراك ليبيا» الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذريعة لتكرار ممارساته التى فعلها فى سوريا والعراق بحجة حماية الأقليات ذات الأصول التركية، وهذا ما عبر عنه صراحة مدعيًا أن مليون ليبى من أصول تركية يستحقون دعمه والتدخل لنجدتهم.
وبفضل الدعم التركى تمكنت الميليشيات الإرهابية فى طرابلس من غرس أقدامها وتأسيس دور قوى لها، نتيجة الفوضى وانعدام الأمن فى البلاد.
ومن أبرز الميليشيات التى تدعمها تركيا على الأرض لتنفيذ أجندتها، ميليشيات النواصي، التى تتمركز وسط طرابلس، وتسيطر على عدد من المقرات السياسية والعسكرية ويبلغ عدد عناصرها نحو ألف مسلح، بالإضافة إلى كتيبة ثوار طرابلس، وتتمركز فى مقر مزرعة النعام فى تاجوراء ويبلغ عدد عناصرها ٣٥٠٠ مسلح، بالإضافة إلى قوة الردع، وهى المجموعة الأكثر تسليحًا وعددًا أيضًا، إذ يبلغ عدد مقاتليها ما يقرب من ٥ آلاف مسلح، وميليشيا المدينة القديمة، كتيبة فرسان جنزور التى تسيطر على منطقة سيدى عبدالجليل التى توجد بها بعثة الأمم المتحدة، وكتيبة أبوسليم، وتعد تلك الميليشيا المسلحة من كبرى الميليشيات على الإطلاق التى تفرض سيطرتها على طرابلس، فضلًا عن ميليشيات كتائب تاجوراء، وتضم كتيبتين إحداهما تدعى «باب تاجوراء» والأخرى «الضمان»، كما نجح النظام التركى فى استمالة وتجنيد أبناء قبائل الطوارق فى ليبيا، لاستخدامهم كوكلاء فى الحرب التى تعمل تركيا على إشعالها فى منطقة الساحل والصحراء انطلاقًا من ليبيا.
ويعد صلاح بادى القائد البارز لجبهة الصمود، أبرز عملاء أردوغان فى ليبيا، وكان مجرد جندى فى الجيش الليبي، لكنه بعد أحداث أكتوبر ٢٠١١، تم انتخابه فى البرلمان عام ٢٠١٢، قبل أن يعلن دعمه لحكومة الخلاص الوطنى التابعة للمؤتمر الوطنى العام.
وقاتل «بادي»، فى صفوف قوات «فجر ليبيا» عام ٢٠١٤، ثم انتقل إلى تركيا فى ٢٠١٥، وفى ٢٠١٨ عاد إلى طرابلس من جديد محاولًا لملمة شتات ميليشيات الدم والفوضى، ضد قوات الجيش الليبى الوطني. 
كما يعد عبد الرءوف كارا، قائد قوة الردع الخاصة، أو RADA، التى تسيطر على مطار معيتيقة، أحد أهم رجال «أردوغان» فى ليبيا، ووقف ضد تحركات الجيش الوطنى، متجاوزًا أفكاره الدينية من أجل انتمائه التركي.
ومن أهم عملاء تركيا فى ليبيا، فتحى باشاغا الذى يتولى حقيبة الداخلية فى حكومة الوفاق، ويتمتع بنفوذ فى مصراتة، وهو رجل الإخوان فى الحكومة ولديه روابط قوية مع أنقرة.
أما الشخصية البارزة الأخرى، التى تقف وراء المشهد التركى فى ليبيا، فهى على السلبي، وهو ممثل مفتى الإخوان يوسف القرضاوى فى ليبيا، وينسق مساعدات الأسلحة والمال القادمة من الدوحة.
أيضًا يعد محمد صوان، زعيم حزب العدالة والبناء، الجناح السياسى لجماعة الإخوان رجل «أردوغان» فى ليبيا، ومن أبرز الداعمين له، ففى مارس ٢٠١٢، أسس حزب «العدالة والبناء» ليكون إحدى الأذرع الأخطبوطية للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وحليف حزب العدالة والتنمية التركي، وبعد السقوط المدوى لحكم الإخوان فى مصر، فى يوليو ٢٠١٣، نقل الحزب بيعته من مكتب إرشاد الجماعة فى القاهرة، إلى مقر «العدالة والتنمية» فى أنقرة، التى باتت حاضنة الميليشيات الإخوانية المشتتة فى مختلف أنحاء العالم.
ومن أبرز رجالات أردوغان فى ليبيا، عبدالرحمن السويحلي، وهو حفيد رمضان السويحلي، أحد مؤسسى ما عرفت بجمهورية طرابلس الثلاثية التى لم تدم طويلًا فى عام ١٩١٨، وعمل السويحلي، كعضو برلمانى فى المؤتمر الوطنى العام وترأس المجلس الأعلى للدولة قبل إنشاء حزبه، اتحاد الوطن، ويحتفظ بعلاقات طيبة مع جماعة الإخوان، علمًا بأن نجل شقيقته، أحمد معيتق، شغل لفترة وجيزة منصب رئيس الوزراء فى عام ٢٠١٤ قبل أن يصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء فى عام ٢٠١٦.