الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

كريستينا شورى لـ«البوابة نيوز»: سعيدة بلقاء شباب من جميع أنحاء العالم على أرض مصر.. السلام الدائم لن يتحقق بالتدخلات العسكرية.. والقانون الدولي يهمل ثغرات قوانين التكنولوجيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعمل فى مركز جنيف للسياسة الأمنية على مواجهة الإرهاب والجريمة
السلام الدائم لن يتحقق بالتدخلات العسكرية بعيدًا عن الأمن الإنسانى
القانون الدولى مستمر فى إهمال ثغرات قانون الإلكترونيات


قالت الدكتورة كريستينا شورى ليانغ، مدير قطاع الإرهاب والجريمة المنظمة بمركز جنيف للسياسة الأمنية، إنها فخورة بأن يجتمع الشباب من كل دول العالم فى مكان واحد، مؤكدة أن هذا الأمر يسهل عليها مهمة توصيل رسائلها التى تعمل من أجل دعمها طوال الوقت لمحاربة التطرف ومجابهة أذرع الإرهاب حول العالم، مشيرة إلى أنها تحدثت أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول الإرهاب والجريمة المنظمة وارتباطهما الوثيق بالتكنولوجيا وكيفية التصدى للممارسات الإرهابية المنتشرة إلكترونيًا على وجه الخصوص. وطالبت الشباب بتوخى الحذر أثناء استخدامهم هواتفهم الذكية، مؤكدة أنه من السهل جدا اختراقها من قِبل الإرهابيين، مما يسهل عليهم الوصول لتجنيد الشباب بسهولة.
وأشارت خلال حوار لـ«البوابة نيوز»، إلى أنها تبادلت المناقشات مع الحكومة المصرية على هامش انعقاد منتدى شباب العالم حول آليات حماية الشباب من اختراقات المتطرفين.

■ بداية.. ماذا عن مشاركتك فى منتدى شباب العالم؟
- نعم بالفعل أرى أن هذا الحدث مذهل، فى ظل وجود كل هذه الأعداد من الشباب حول العالم، الأمر الذى يسهل علينا التعرف على ما يدور برأسهم، وما طموحاتهم وأفكارهم، وإجراء مناقشات حول تخوفاتهم من المستقبل.
■ حدثينا عن دورك فى مركز جنيف للسياسة الأمنية؟
- فى الأساس نحن نعمل فى المركز على مواجهة الإرهاب والجريمة، ونقوم بعمل دورات تدريبية حول منع التطرف العنيف وحماية المدنيين، وفى هذا الصدد قمنا بإجراء العديد من بروتوكولات التعاون مع عدد من الحكومات لتدريب موظفيهم، وكذلك نقوم بنفس الدور للشباب من مختلف دول العالم وخاصة الدول التى تعانى من خطر الإرهاب.
■ هل هناك تعاون مع الحكومة المصرية؟
- بالطبع.. لدينا تعاون مع الحكومة المصرية، ولكن فى قطاع إعداد القادة، حيث تم الاتفاق على تبادل الخبرات من حيث تبادل الأساتذة والخبراء، ولن يكون التعاون على المستوى الإدارى فقط فى التدريب، بل سيشمل أيضا التأهيل على مستوى السياسة الأمنية.
■ ماذا عن الخدمات التى يمكن أن تقدموها للموظفين الحكوميين فى مصر؟
- تشمل مجالات التعاون تأهيل المتدربين والدارسين فيما يخص السياسة الأمنية العالمية، وكذلك التعرف على قدرات القيادة ومهاراتها إلى جانب تبادل الأساتذة والخبراء، وتدريب المدربين المصريين لنشر الخبرات المكتسبة على أوسع نطاق بالأوساط الحكومية، فضلًا عن الاستفادة من المناهج وأساليب التدريس المتقدمة فى مجالات تميز المركز.
■ هل تعملون على ملف الإرهاب أم أن مجال مختلف؟
- أنا أرى أن لى دورًا فى حماية الإنسانية من التطرف والإرهاب، ولذلك جاء عملى ورؤيتى على نفس النطاق، حيث ساهمت فى كتابة تقارير «مؤشر الإرهاب العالمي» لأعوام ٢٠١٥ و٢٠١٦ و٢٠١٧ و٢٠١٩.
■ على مدى سنوات عملكم.. ما المساعدات التى قدمتموها للشباب؟
- لقد قمت بمساعدة الشباب على تطوير أفكارهم ومكافحة التطرف من جذوره عن طريق محاضرات أكاديمية بالجامعات المختلفة، فقد قدمت محاضرات حول مكافحة التطرف والإرهاب فى ٣٠ دولة حول العالم، عرضت خلالها آخر الطرق التكنولوجية العالمية التى يمكن أن يقوم الإرهابيون باستغلالها لبث الرعب والذعر فى نفوس شعوب العالم، كما أننى قدمت عدة عروض تقديمية لكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو فى روما وأمانة منظمة الأمن والتعاون بأوروبا فى فيينا.
■ هل يمكن أن تحدثينا أكثر حول عملكم مع الأمم المتحدة؟
- بالفعل أحد الأعضاء العاملين فى شبكة أبحاث مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، ولقد قدمت خلال فترة عملى بالأمم المتحدة استشارات للجنة ١٢٦٧ التابعة لمجلس الأمن الدولى بشأن تمويل الإرهاب، كما أننى أدليت بشهادتى أمام مجلس الاستخبارات القومى الأمريكي، ووزارة الخارجية الأمريكية، والمفوضية الأوروبية، والمنتدى الأوروبى للأمن الحضري.
■ برأيك، كيف يمكن تحقيق السلام العالمي؟
- أرى أن الأمن الإنسانى جزء أساسى من عملية صنع السياسة المعاصرة، وإذا كنا نرغب فى تحقيق سلام دائم يجب الأخذ فى الاعتبار ضرورة الاهتمام بهذا الجزء، ونحن نقوم بمعالجة التهديدات الأمنية عبر تنمية الشعور بالوطنية والترابط بشكل أفضل من خلال تشجيع الاستجابات التعاونية والشفقة، عن طريق مجموعات الأمن والسلامة الإنسانية.
■ كيف يمكن شرح المعنى الأصلى لنشر الأمن والسلام؟
- هناك إجماع متزايد على أن الأمن المعاصر لم يعد من الممكن فهمه فقط من الناحية العسكرية التقليدية، ويمكن فهم الأمن الإنسانى بالمعنى الضيق والواسع، حيث تتعامل المناهج الضيقة مع التهديدات العنيفة للأفراد بشكل رئيسى فى حالات الصراع فيما يسمى بنموذج «التحرر من الخوف»، كما تتناول النهج الواسع للتهديدات الأمنية، حيث يتأثر المشهد الأمنى، وتترتب عليه آثار محتملة فى قطاعات مختلفة مثل الاقتصاد والبيئة والهجرة والصحة، وفى أعقاب نموذج «التحرر من العوز» من أجل معالجة هذه التعقيدات، يحتاج الأمن البشرى إلى فهمه وتنفيذه بالكامل.
■ خلال لقاءاتكم بالحكومة المصرية.. ما خطتكم للمساعدة فى حماية الأمن والسلام العالمي؟
- لقد عرضنا على الحكومة تبنينا لمنهج الأمن الشامل، ونحن نشجع السلام والأمن والاستقرار الدولى من خلال رفع مستوى الأمن البشرى كعنصر أساسى فى السياسة الأمنية، ودائما نسعى لزيادة وعى أصحاب المصلحة بالأمن الإنسانى وعلاقته بأمن الدولة لتعزيز عملية اتخاذ القرارات من الجهات الفاعلة الأمنية من الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص فى جميع أنحاء العالم.
وفى الوقت نفسه، نحن نركز على الروابط المعقدة بين التحديات الأمنية المختلفة مع التركيز بشكل خاص على الصحة والأمن البيئي.


■ ما خطتكم خلال الفترة المقبلة لتدريب الشباب؟
- نحن نستعد لتقديم الدورة التدريبية الرئيسية التى تغطى منظور الأمن الإنساني، والتى ستُعقد تحت عنوان «القضايا الجديدة فى مجال الأمن»، وتستمر لمدة شهرين، بالإضافة إلى ذلك فإننا سنقدم دورات حول مواجهة التحديات فى مجال الأمن الصحى العالمى باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وحول البيئة والأمن، ودورة مخصصة حول التحديات والحلول الأمنية المتعلقة بتغير المناخ، فضلًا عن الوحدات النمطية المصممة خصيصًا التى تركز على المجالات الفردية أو الرابط بين التحديات الأمنية.
■ ماذا عن دور التكنولوجيا والإعلام فى خطتكم لمحاربة الإرهاب؟
- نعم لهما دور كبير، ولقد تحدثنا خلال منتدى شباب العالم حول تلك النقاط، بالإضافة إلى أننا من أجل مواجهة هذا التهديد العالمي، نعمل عن كثب مع الشركاء الدوليين للتركيز على الجهود المنهجية لمواجهة جاذبية التطرف العنيف والإجرام، ونركز بشكل خاص على منع التطرف العنيف، والتركيز بشكل خاص على كيفية تطور التطرف العنيف بشكل عام، والجماعات المتطرفة والإرهابية على وجه الخصوص.
■ ما النتائج المرجوة من كل تلك الجهود التى تقومون بها؟
- نحن نستهدف من خلال عمل المجموعة معالجة التحديات التى يطرحها العدد المتزايد من الجماعات المسلحة فى العالم، وقد صممت المجموعة دورة تدريبية حول حماية المدنيين فى النزاعات المسلحة، ويركز هذا على التحديات التى يشكلها وجود جماعات مسلحة من غير الدول للمدنيين والعاملين فى المجال الإنسانى فى المناطق التى يسيطرون عليها.
ونعمل على مساعدة الدول على تحقيق قدرتها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى رقم ٢١٧٨ من خلال تزويد صانعى السياسات والممارسين بدورة تتيح لهم الأدوات المناسبة لبناء وتصميم خطط عمل وطنية لمنع التطرف العنيف.
■ كيف يمكن الالتفات للأمن الإلكترونى والحفاظ عليه من مخاطر الاستخدام البشرى السلبى وانعدام السلام؟
- نعلم جميعًا أن العالم اليوم مترابط بشكل كبير بفضل التكنولوجيا، ولضمان مزيد من الترابط والإنسيابية يجب العمل على استخدام مستدام للفضاء الخارجي، ومع ذلك أصبح الفضاء الخارجى مزدحمًا ومتنافسًا على نحو متزايد، مما يخلق العديد من حالات انعدام الأمن.
ولذلك نقدم دائمًا النصائح بهذا الشأن من أجل الحفاظ على الفضاء الخارجى آمنًا كمشاعات عالمية للبشرية بشكل عام، ويشتمل ذلك كله على التعامل بشكل استباقى مع قضايا مهمة منها: الحطام الفضائى وتسليح الفضاء.
■ فيما يخص الضوابط والقوانين الدولية.. هل هناك ما يحكم تلك الأمور؟
ما زال القانون الدولى مستمرًا فى إهمال تنظيم الثغرات الخطيرة فى قانون الإلكترونيات، ولكننى أرى أنه فى الوقت نفسه، يجب التوفيق بين هذا والحقيقة المتمثلة فى أن أمن المصالح الفضائية للدولة أمر حيوى لمصالحها الوطنية؛ وفى السنوات الأخيرة، تصاعد تسليح الفضاء، وتسبب فى اشتعال التوترات بين بعض البلدان، وهذا مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة لدول مثل الولايات المتحدة، التى تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الفضاء للعمليات العسكرية، وبالتالى أصبحت أكثر عرضة للخطر، على الرغم من هذه المخاطر العالية بشكل غير عادي.
■ ما التحديات التى تواجه الاستخدام السلمى للتكنولوجيا؟
- أرى أن هدف الاستخدام السلمى للفضاء الخارجي، الذى تم الإعلان عنه فى ديباجة معاهدة الفضاء الخارجى لعام ١٩٦٧، يواجه تحديات يومية تتمثل فى زيادة المنافسة الجيوسياسية وعدم وجود قواعد ملزمة بشأن العسكرة، ولذلك نحن دائمًا نبحث حول أمن الفضاء الخارجى فى قضايا الأمن المتعلقة بالفضاء الخارجي، وهى عبارة عن: حطام الفضاء، تسليح الفضاء، القانون الدولى والحوكمة، ودور المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والهيئات الإقليمية.
■ هل هناك دور للذكاء الاصطناعى فى مكافحة الإرهاب ونشر السلم الدولي؟
- هذه التقنيات ستغير الطريقة التى تخوض بها الدول الحروب، بينما تجبرنا على إعادة النظر فى الأحكام القانونية الحالية المتعلقة بالحرب والقواعد الإنسانية، وستزداد أهميتها مع استمرار دمج أنظمة الذكاء الاصطناعى فى المزيد والمزيد من التطبيقات والروبوتات المستقلة.
■ كيف يمكن مواجهة التحديات المتعلقة بانتشار الـ«روبوت»؟
- الذكاء الاصطناعى سيتفوق على الذكاء البشري- وفق التنبؤات- بحلول عام ٢٠٥٠، وهذ الأمر يؤكد أننا سنواجه العديد من المعضلات والتحديات، ولذلك تبحث مجموعتنا فى التقنيات الناشئة الأخرى التى يمكن أن يكون لها تأثير على مستقبل البشرية، تشمل هذه التقنيات التحويلية: البيولوجيا التركيبية، رقائق التشكل العصبي، البيانات الضخمة، الحوسبة، الطباعة ثلاثية الأبعاد والأربعة أبعاد، واجهات الدماغ الحاسوبية، التكنولوجيا الفائقة الصوت والتعزيز المعرفى.
■ ماذا عن الإجراءات التى يجب أن تتخذها الحكومات فى انتشار التطور التكنولوجي؟
- يجب على الحكومات البدء فى تنبيه صناع السياسة إلى الفوائد والتحديات الكامنة فى الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيات التخريبية، وذلك لخلق وعى أكبر بالفرص والمخاطر التى قد يولدونها، ونحن دائما نستهدف من خلال عملنا فى كل الدول الشريكة لنا من حول العالم تعزيز الحوار حول دور الابتكار فى الأمن.