الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

43 يوما صيام بسبب المعز لدين الله الفاطمي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ الأقباط الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء، صوم الميلاد المجيد، ويوضح الآباء الكهنة أن مدة هذا الصوم هى 43 يومًا، وصوم 40 يوما تشبها بموسى النبى الذى صام 40 يومًا كاملة كى يتسلم كلمة الله المكتوبة على لوحى العهد، أما الـ 3 أيام الباقية فقد أضيفت إلى مدة الصوم في عهد البابا إبرام ابن زرعة الـ 62 ( 975 -979 ) تذكارا للأيام الـ 3 التى صامها الأقباط لنقل جبل المقطم والتى انتهت بنقل الجبل، فحفظ الأقباط هذا التذكار شهادة للتاريخ.
في هذه السطور نبرز قصة نقل جبل المقطم 
يذكر كتاب السنكسار، وهو كتاب سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبةً حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية في الكنيسة الأرثوذكسية وهو كتاب معتمد من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في عهد البابا إبرام بن زرعة البطريرك الثانى والستين من بطاركة الكرازة المرقسية تمت معجزة نقل جبل المقطم وهي كالتالي 
في اواخر عام 979 ميلادية كان للخليفة المعز لدين الله الفاطمى وزير اسمه يعقوب بن كِلِّس، يكره الأقباط ويريد الإيقاع بهم، فدخل على الخليفة وعرض علية اية من الإنجيل وهي "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل" (مت ١٧: ٢) وقال له: ولا يخفى على أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل.
وطلب إليه أن يجبر المسيحيين على إثبات ذلك واقترح على الخليفة استدعاء البطريرك ليقيم الدليل على صدق قول الإنجيل، ووافق المعز على الاقتراح لاعتقاده بأن نقل جبل المقطم، ان القاهرة إذا ابتعد عنها الجبل ستصير أوسع، وحين أخبر البطريرك برغبته، رد عليه البابا إبرام بطلب مُهلة ٣ أيام اجتمع فيها مع الأساقفة والرهبان ومكثوا بكنيسة العذراء المعلقة بمصر القديمة، ٣ أيام صائمين ومصلين لله هم وجميع شعب الكنيسة. 
وفى فجر اليوم الثالث ظهرت العذراء للأب البطريرك وأعلمته عن إنسان دَبَاغ (خراز) قديس اسمه سمعان، سيُجرى الله على يديه معجزة نقل جبل المقطم.
ثم أخبروا المعز باستعدادهم لنقل الجبل، وقف البطريرك الانبا إبرام بن زرعة البطريرك الثانى والستين والقديس سمعان الخراز وبعض من شعب الكنيسة، والمعز ومن معه في جانب آخر، ثم صلى البطريرك والمسيحيون الذين معه وسجدوا ٣ مرات قائلين (كيرياليسون... يارب ارحم) وكان عندما يرفع البطريرك والشعب رءوسهم بعد كل ميطانية" سجدة" يرتفع الجبل، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض، وإذا ساروا سار أمامهم، تقدم الخليفة من البطريرك وهتف قائلًا "عظيم هو الله وتبارك اسمه، لقد أثبتم أن إيمانكم حقيقى حى، فاطلب ما تشاء وأنا أعطيه لك"
فلم يقبل البطريرك أن يطلب شيئًا، ولما ألح عليه طلب تعمير الكنائس، خاصة كنيسة القديس أبوسيفين بمصر القديمة، وبالفعل تم له ما طلب" 
وتذكارًا لمعجزة نقل جبل المقطم أضافت الكنيسة ٣ أيام إلى صوم الميلاد فأصبح ٤٣ يومًا. 
وقد سجل الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونين هذه المعجزة، بصفته شاهد عيان وسط المئات من شهود العيان، في كتاب تاريخ البطاركة، وسجلتها الباحثة مدام بوتشر المؤرخة البريطانية في كتابها "تاريخ الكنيسة القبطية"
أذكر ذلك في كتاب ( المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار ) للمؤرخين: أحمد بن على بن عبد القادر، الحسيني، العبيدي، المقريزي، تقي الدين، أبو العباس.