الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

المؤرخ فتحي عفيفي في حواره لـ"البوابة نيوز": الإرهاب البديل الاستعماري وليس صناعة إسلامية.. والتنوير سلاح مصر للقضاء على التطرف.. وتوقعت اضطرابات الربيع العربي قبلها بـ5 سنوات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الدكتور فتحى العفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الزقازيق، واحدا من أهم باحثي العصر الحالي، ليس فقط لحصوله على جائزة الدولة التشجيعية، وإنما لما يمتاز به من قدرة على قراءة الأحداث المستقبلية بدقة، بالإضافة إلى منهجه العلمي الذي يعتمد على محاربة الفاشية الدينية، والتطرف والإرهاب.
ويستمد حوارنا مع الدكتور العفيفي، أهميته من أنه يمتلك مشروعا فكريا تنويريا، يرتبط بمواجهة الإرهاب والتطرف، فضلا عن توقعه للكثير من التفاصيل المتعلقة بالمشهد الراهن عربيا، وتنبئه باضطرابات الربيع العربي قبل وقوعها بنحو خمس سنوات، في دراسة منشورة بمركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، حول فراغ السلطة في العالم العربي.. "البوابة" التقت الأستاذ الدكتور فتحي العفيفي، للحديث عن مستقبل المنطقة، كما يراه، فإلى التفاصيل. 

في البداية نود أن نعرف كيف تؤثر دراسة التاريخ على فهم الحاضر وتوقع المستقبل؟
التاريخ مرآة يستطيع فيها الإنسان أن يرى حاضره ومستقبله، بشرط أن يحسن قراءة الظروف والملابسات التاريخية، بما يضمن الحصول على نتائج سليمة، تصلح للتطبيق على الحاضر وفهم إرهاصات المستقبل من خلالها.
وهنا يجب أن نستوعب أن العديد من الكتابات التاريخية أهملت الجوانب التحليلية والنقدية، واتجهت نحو وصف وسرد الوقائع والأحداث، إلا أن هذا الأسلوب استوفى غرضه، لذا لم يعد أمام الباحثين من سبيل سوى تطوير القناعات للاستفادة من الخبرات المتراكمة، لكن وفق المتغيرات المتجددة على الصعيد المنهجي، بحيث يمكن الوقوف على الخريطة الكلية للمعرفة التاريخية، وذلك استخراج المسكوت عنه تاريخيا، وبناء جسر التواصل العلمي الخلاق، بما يمكن المعاصرين من فهم واقعهم، عبر الجسر الممتد مع التاريخ، وكذلك يمكنهم من استشراف المستقبل بواسطة قراءة هذا التاريخ المكتوب بأسلوب علمي دقيق يحقق الأهداف المرجوة.
ويجب أيضا أن نعي أننا بحاجة إلى توظيف منهجي صحيح للعلوم المساعدة في التاريخ، حتى يمكننا تقديم فهم جديد للدراسات التاريخية، وبالتالي استيعاب الأبعاد المتعددة للظواهر التاريخية، بحيث لا يتم التعويل على عامل واحد في تحليل ظاهرة صناعة وتحريك الأحداث التاريخية. 
أكدت أكثر من مرة أن العقلانية والتنوير هما سلاح مصر للقضاء على الإرهاب.. نريد شرحا لهذه الفكرة؟
بالفعل هذا صحيح، لأن الفكرة لا يمكن ردها إلا بالفكرة، وبالتالي نجد أنفسنا أمام قضية بالغة الأهمية، وهي أن الإرهاب والتطرف يعتمدان على فكرة هي التكفير، لذا وجب تفنيد تلك الفكرة الظلامية، وإثبات عدم صحتها، وفي سبيل ذلك يبدو المشروع النهضوي الذي أحرص عليه، كعلامة مهمة وفارقة في الحرب ضد الإرهاب، خصوصا أن هذا المشروع يعتمد على إبراز أهمية التوقف الفوري، عن التعميم المخل، وتوجيه حربة الاتهامات إلى صدورنا، وتأكيد أن الإرهاب صناعة إسلامية، إذ إن ذلك غير حقيقي بالمرة، فالإرهاب هو البديل الاستعماري للحروب التقليدية، ولا شأن للإسلام به، وهو عدوان يناسب المرحلة، وآليات العصر، والسوق التنافسية، وهو ظاهرة كوكبية تستهدف الضغط على الدول للانصياع لما تريده القوى الاستعمارية، عبر إعادة هيكلة للراديكاليات حول العالم، وأداة للتفكيك السياسي والاستراتيجي، تقف وراءه دول كبرى وكيانات عملاقة لديها في كل مكان وكلاء وشركاء، وجماعات دأبت على العمل السري الانعزالي. 
هل هذا يعني أن الإرهاب مسئولية الغرب وحده؟
الإرهاب مسئولية الجميع، لأن العرب استستلموا للفكر المتطرف، وسمحوا له بالتمدد، أما الغرب فتكمن مسؤوليته، في أن ظهور الجماعات الجهادية وتكونها الأول، كان من أبرز نتائج الصراعي الأمريكي السوفيتي في أفغانستان، حيث ظهر الشعار الشهير "الدم بالدم والهدم بالهدم، وهو ما زج بالجميع في آتون الصراع بين داري الحرب والسلام، فبرز لكل فريق داعشه، وتدينه الخاص، وآمن الجميع بخرافة، إحياء الإمبراطوريات القديمة، عن طريق التغذية المطردة لبؤر التوتر والانفعالات المذهبية، وهو ما ظهر على أثره الصراع بين الإمامة، والخلافة، والدولة، وتم رسم خرائط الهدم والدم، وعلى خلفية حسابات إستراتيجية غير دقيقة، اندفعت بعض الدول نحو دعم وتمويل الذئاب المنفردة، والجماعات الإرهابية، والمقاولة على المقاومة، ممارسة الكيد السياسي، دون الالتفات للمخاطر الكامنة وراء كل ذلك، وسرعان ما تحولت الفتنة المذهبية إلى حرب دينية مفتوحة، في سوريا واليمن والعراق وتركيا، وتعددت الجماعات المنسوبة إلى الدين، وهو ما يدفعنا للسؤال كيف يحارب أتباع الله نظرائهم من أتباع الله.
على ذكر الإرهاب ما أسباب إصرار جماعة الإخوان على معاداة الدولة المصرية؟ 
جماعة الإخوان منذ بداية تاريخها مع بداية القرن العشرين، كانت على اتصال مثبت تاريخيا، مع القوى الاستعمارية، المسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وهي بريطانيا، لذا فإنه ليس من الغريب أن تنتهج الجماعة سياسة العداوة مع الدولة المصرية، لأنها ضد الأوطان بشكل عام، في ظل أن فكرة الوطن هي العائق الحقيقي أمام استمرار نهب الاستعمار لثروات الشعوب، لذا تعتمد جماعة الإخوان، ومن بعدها الجماعات المتطرفة، التي سارت على نهجها على فكرة عالمية الدعوة، وأنه لا أهمية للتراب الوطني، فالوطن حيث يعيش المرء ويكون قادرا على التأثير، لذا تستطيع الجماعات المتطرفة أن تستقطب الأتباع من كل مكان في العالم، وتستطيع أيضا أن تقنعهم بأن يهاجموا بلدانهم التي نشؤوا وعاشوا فيها، إذ إن الوطن لا حرمة له في عيون هؤلاء.
ومما لا شك فيه أن العداوة بين الجماعة والدولة المصرية تاريخية، ويجب أن نستوعب أنها ليست عداوة مع نظام حكم، وإنما مع شعب ومجتمع، بدليل أنهم عندما وصلوا لحكم مصر لم يهتموا سوى بأخونة مؤسساتها، لأنهم يعلمون بوجود اختلاف بين فكرهم، وفكر المجتمع بأسره، لذا حاولوا بسط سيطرتهم على المصريين وكأنهم احتلال يريد أن يضمن بقاءه جاثما على صدور أصحاب البلد الحقيقيين، وهذه إشارة إلى أنهم تعلموا على أيدي القوى الاستعمارية الكارهة للأوطان العربية، وبالتالي تبقى العداوة بين الإخوان والدولة المصرية دائمة ببقاء الجانبين.


من خلال القراءات التاريخية هل ستنجح مصر في الانتصار على الإرهاب؟
مصر قادرة على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، لأنها من الدول الضاربة في أعماق التاريخ، لا يمكن هزيمتها، لكن في الوقت ذاته، نحن مطالبون بأن نقلل الخسائر قدر المستطاع، وكذلك نقلل مدة قوة ونفوذ الإرهاب، وعلى الصعيد الأمني لا شك أن الدولة حققت نجاحات واسعة، ولم يبق سوى الفكرة، وكيفية وأدها لتجفيف منابع الإرهاب، ومنع عودته في فترات الاضمحلال الثقافي والاجتماعي.
التاريخ يشير إلى أن مصر عادة ما تنتصر في معاركها الكبرى، لذا فلا ريب في أن النصر حليف هذا المجتمع العريق، لكننا يجب أن نواجه ما اجترأ أصحاب الفكر المتطرف عليه، من حيث ابتداع نصوص من تراث الأئمة السابقين، واجتزائها لتحقيق أهدافهم، بزعم الحفاظ على صحيح الدين، حتى أنهم بمرور الوقت تفرقوا إلى شيع وجماعات تناطح بعضها بعضا، دون أن نعلم من أين جاء هذا التفرق، رغم أنه من المفترض أن الأصل واحد، ومن كل هذا نجد أنهم يكرسون لفكرهم بإعلاء النصوص على بعضها البعض، حتى تدين السيطرة لفريق دون آخر.
وفي هذه المعركة التي تعتمد على الفكر، لا يمكن أن ننجح في المواجهة دون اعتماد مشروع نهضوي تنويري، يواجه حججهم العقلية، ويسقطها إلى حيث تستحق في الدرك الأسفل للعلوم الإنسانية.
وكيف ترى مستقبل الإرهاب في العالم وهل ننتظر موجات أخرى أشد عنفا من داعش؟
الإرهاب ظاهرة كوكبية، ترتبط بوجود البشر، وتقاطع مصالحهم وتعارضها، وهو موجود منذ الأزل، لكنه في السابق كان عبارة عن حالات فردية يرهب فيها فرد غيره، أو ترهب فيها جماعة جيرانها، وهكذا، لكن وتحديدا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، واقتناع العالم بأنه لم يعد هناك جدوى للحروب النظامية، خاصة بعد الخسائر التي منيت بها القوى التي أصرت على الاستمرار في الحروب النظامية، مثلما جرى لأمريكا في كوريا خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وكما جرى لها في العراق أيضا، خلال الفترة الماضية، حيث لم تنجح الحرب النظامية التقليدية في تقديم مردود يقنع الشعوب بالخسائر التي سببتها هذه الحروب، وبالتالي كان لا بد من ابتكار الإرهاب كوسيلة للحرب من الداخل، وهو ما يجب الحذر منه، وبناء على هذا الطرح فإن الإرهاب لن ينتهي قبل عقود طويلة، وسنشهد موجات من العنف، على فترات نأمل في أن تكون متباعدة، وليست متتالية. 
ننتقل إلى الوضع السياسي العربي ونود هنا أن نسأل كيف ترى ما يجري في سوريا؟ 
ما يجري في سوريا يعد حلقة من حلقات التغول الاستعماري، واستغلال الاضطرابات الشعبية من أجل تدمير أركان دولة قائمة، لإحداث اختلال بميزان القوى الإقليمي، لصالح إسرائيل ومن يدعهما من القوى الاستعمارية التقليدية، ولعل ما يجري في سوريا يشير إلى رغبة من وضعوا اتفاقية تقسيم الحدود العربية، سايكس بيكو، إلى إعادة التقسيم من جديد، واستحداث دول لم تكن موجودة، على مساحات تنتمي إلى التراب الوطني التاريخي لدول أخرى، وهذا سر الإصرار على عدم انتهاء الأزمة السورية، من أجل تقسيمها بين الشيعة، والسنة، والأكراد، مع منح إسرائيل الفرصة للانفراد بشكل نهائي ومعترف به دوليا بهضبة الجولان.
ويجب هنا أن أشير إلى أنني توقعت، في دراسة نشرت لي حول فراغ السلطة في العالم العربي، أن تقع اضطرابات الربيع العربي، وذلك قبلها بـ5 سنوات كاملة، ويجب أن نفهم أن الحالة التي كانت عليها الأنظمة الحاكمة، قبل اضطرابات 2011، كان لها أثر كبير على اندلاع هذه الاضطرابات، وهو ما توقته بسبب فراغ السلطة من مضمونها ومهمتها الأساسية في البلدان العربية آنذاك.
القضية الفلسطينية تعد الخاسر الأكبر من وراء التوترات الحادثة بالمنطقة فكيف يمكن إعادتها لصدارة المشهد السياسي العربي مجددا؟ 
حل الخلافات العربية العربية، واستعادة الوحدة الفكرية والنهضوية والعلمية والدينية أيضا، هي السبيل الوحيد لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العربي، واسترداد حقوق الفلسطينيين من اليهود، خاصة أن انشغال الدول المهمة في المنطقة، وعلى رأسها مصر، بالخلافات الجارية على الأرض هنا وهناك، أثر بشدة على القضية الفلسطينية، وأرى أنه لولا الخلافات الحاصلة منذ 2011، ما استطاعت أمريكا أن تنقل سفارتها إلى القدس، وما تمكنت إسرائيل من الإعلان عن ضم الجولان رسميا، واعتراف واشنطن بسيادتها عليها.


الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة إلى أين ينتهي؟
هذا الصراع بالتحديد من أخطر ما يواجه المنطقة وشعوبها، لأنه يؤدي إلى فتنة وانقسام مجتمعي داخلي، يصعب أن تستعيد معه المجتمعات التي تنغمس فيه، وحدتها مرة أخرى، والدليل على هذا ما نراه في لبنان حاليا، إذ إن انصياع حزب الله لإيران، يجعل الطائفية متأصلة داخل لبنان، وهو ما يزيد صعوبة الوصول إلى اتفاقات متوازنة، أو توافقات تستطيع قافلة الوطن أن تسير من خلالها، وبناء على ذلك فإن الآفة الرئيسية لما يشهده المجتمع العربي حاليا، هي الانقسام والتشرذم والطائفية، وهذا الثالوث من الخطورة بمكان حتى أنه يمكن أن يدمر مجتمعات كاملة، كما نشاهد في لبنان، والعراق أيضا.
وكيف ترى مستقبل الصراعات الجارية في المنطقة العربية بشكل عام؟
هذه الصراعات مرتبطة بتحركات تجري خارج نطاق الشرق الأوسط، فما يجري في سوريا يرتبط بالصراع التاريخي بين روسيا وأمريكا، والسعي الدائم من قبل الغرب لخدمة مصالح إسرائيل، كما أن ما يحدث في اليمن يرتبط بالتطورات اللبنانية، وكلاهما يتعلق بالصراع بين السعودية وإيران، لذا فإن الأمور معقدة إلى حد يصعب معه تصور وجود حل قريب للصراعات الجارية في المنطقة، بل إن تصاعدها يبدو احتمالا كبيرا، في ظل وجود من يعمل على إذكاء الخلافات بين دول المنطقة.
ملف آخر نناقشه معك.. فبعد النقد الذي قدمته لوثيقة جامعة القاهرة التنويرية كيف ترى دور التعليم في الانتصار على الإرهاب؟
لعلي هنا أوضح أنه من واقع التجارب والتراكم الحضاري لمشروعي النهضوي، فإنني أؤكد أن هناك أعمدة للعلم تضمن النهوض بالبحث العلمي العربي، الذي يعد قاطرة القضاء على الإرهاب وعلى كل فكرة ظلامية، لا تتفق مع العصر، إذ إنه يجب أن نعمل على إجراء تطوير للمحتوى العلمي، وكذلك للعمل الإداري، من أجل بلورة سياسات التكيف، وخطط الهيكلة التي تتوافق مع مكتسبات العصر، إذ ليس هناك من شك في أن التعليم هو مشروع المستقبل الحقيقي لأي أمة تهدف للتقدم واللحاق بالمستقبل، وكثيرة هي التصورات التي وضعتها النخبة المصرية والعربية، لأجل بلورة صيغ مناسبة بحسب الخلفيات الثقافية والاجتماعية، لكل مجتمع واحتياجاته من التعليم والبحث العلمي، إلا أنه يبقى الاستخلاص النهائي، في كل ذلك مطلبا عزيز المنال، بالنظر إلى الاختلاف والفرقة والتشتت من قبل أهل كل تخصص، حيث يعملون في جزر منعزلة، ولا توجد لجهودهم آلية واضحة، تفي بالغرض المطلوب. 
وما المطلوب لتلافي هذه السلبيات؟
التعليم يحتاج إلى روزنامة عمل وخطة إستراتيجية مستقبلية تنبني على التراكم المعرفي والخبراتي لكل جهة وتخصص ومؤسسة، كما أن إدارة كل هذا التنوع أمر يلزمه استنفار لأجهزة الدولة من أجل تقديم الدعم اللوجيستي المطلوب على قاعدة من المراكز والشبكات، وبالتالي فإن متطلبات النهوض تستلزم مجموعة من الأسباب والمرتكزات الأساسية هي في الواقع مداخل ومفاتيح لأبحاث ودراسات موسعة.
في الختام ما المطلوب لنعيش مستقبلا أفضل؟
على الجميع أن يقدموا أفضل ما لديهم، كل في مجاله، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية العليا، والالتفات لمصلحة الوطن قبل كل شيء، والبعد عن مناطق الفرقة والصراع والاختلاف، لأنها تورد المجتمعات إلى المهالك، وعلينا أن ننظر حولنا لنرى من تقدموا كيف فعلوا، ومن سقطوا لماذا سقطوا، وسنجد أنفسنا أمام مجموعة من الحقائق، التي يجب وضعها في أطر علمية وفلسفية، وتعليمها للشباب، حتى يكون المستقبل أفضل من الحاضر، وكلاهما يأخذ عبرته من التاريخ، فهذا هو الدور الأساسي للتاريخ في كل زمان ومكان.