الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أساتذة علم الاجتماع بآداب المنصورة: "انهيار القيم" و"الأفلام الهابطة" ساهموا بنشر العنف.. وانعدام الوعي والمخدرات وراء جرائم الأطفال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت محافظة الدقهلية، في الفترة الأخيرة تكرار حوادث التعذيب الجسدي للأطفال، والاعتداء عليهم، مما أدى إلى حدوث حالات وفاة، كانت آخرها حادثة الطفلة "جنة محمد سمير" ذات الخمس سنوات، ابنة قرية بساط كريم الدين، التابعة لمركز شربين، على يد جدتها، حيث قامت بتعذيبها جسديا "بكيها بآلة حادة في أنحاء من جسدها، مما أدى إلى توقف عضلة القلب، ووفاتها".
ونظرا لخطورة تلك الحوادث المفزعة وتكرارها، "البوابة" التقت الدكتورة "دينا السعيد أبوالعلا" أستاذ مساعد ورئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنصورة، والدكتور "عبدالسلام السيد عبدالله" أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنصورة، لإلقاء الضوء على أسباب تكرار حدوث الظاهرة، ومدى خطورتها على المجتمع. 
 

في البداية ما هى أنواع العنف ضد الأطفال؟ 
-العنف نوعان: الاول عنف لفظي، وهو عنف غير مباشر عن طريق اللفظ العنيف، ويترك أثرا نفسيا على الطفل، وأما النوع الثانى فهو العنف الجسدي المباشر على الطفل، وهناك النوع الثالث الذي يجمع بين النوعين. 
ما هى أسباب حدوث العنف ضد الأطفال؟ 
-أوضحت "أبوالعلا" أن هناك أسبابا متعددة للعنف ضد الأطفال، وتتضمن أسباب فردية وأسباب مجتمعية، بالنسبة للأسباب الفردية الخاصة "بالشخص العنيف"، وتتضمن الاضطراب النفسي وتعاطى المخدرات، وغيرها، وأن كثرة التعرض للهاتف المحمول ينتج عنه حدوث موجات، تزيد من حدة اضطرابات الجسم، وتتسبب في عصبية وعنف الإنسان، ومن أسبابها المجتمعية تتضمن: غياب الوعي بالدور الذي تلعبه المؤسسات الخاصة برعاية الطفل، وغياب التوعية بالعنف ضد الأطفال، وقلة دورات التوعية بالعنف ضد الأطفال، وخاصة بالأماكن العشوائية، وكذلك غياب المؤسسات عن المناطق العشوائية يزيد من العنف الموجه، وانتشار المخدرات. 
ما دور المؤسسات الاجتماعية لرعاية وحماية الأطفال المعذبين؟ 
- تلعب المؤسسات الاجتماعية والدفاع الاجتماعي دورا جيدا في رعاية الأطفال المشردين والمعذبين، ومن الضروري نشر تلك المؤسسات، ورقمها عبر الخط الساخن، لتلقي الشكاوى. 


ما مدى خطورة العنف على الطفل والمجتمع؟ وكيف نحمى المجتمع منها؟ 
- يخلق العنف إنسانا مقهورا، يسعى للانتقام، كما يتعرض الأطفال المعنفين في حالة عدم تأهيلهم، إلى الاستقطاب الجماعات الإرهابية، واستخدامهم بنسبة كبيرة في العمليات الإرهابية، مما يزيد ارتكاب الجرائم المجتمعية، ويقتل فكرة الانتماء للوطن، بنفوس هؤلاء الأطفال. 
كيف نواجه تلك الظاهرة ونحد من خطرها المجتمعي؟ 
- يتطلب مواجهة حدوث العنف ضد الأطفال، والعنف المجتمعي أيضا، مسارين متوازيين، وهما إعادة تأهيل الطفل المعنف عن طريق برامج بعلم
النفس والاجتماع، وفى نفس الوقت يتطلب إخضاع الإنسان العنيف لبرامج تأهيل نفسية واجتماعية لمعرفة أسباب ارتكابه للعنف، ومعالجته، وطالبت بتفعيل قانون للحد من انتشار المخدرات وقانون رادع للعنف ضد الأطفال. 
هل ساهمت الفتوى الدينية غير المتخصصة في انتشار العنف؟ 
- نعم بالفعل انتشار الفتوى من غير المتخصصين عبر السوشيال ميديا ساهم في انتشار العنف ضد الطفل، حيث تتضمن بعضها فتاوى عنيفة، وذلك إلى جانب غياب الوازع الديني، وعدم مصداقية بعض الشيوخ أدت إلى فقدان الثقة بهم. 


من جانبه قال الدكتور عبد السلام السيد عبد الله أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنصورة في حوارة لـ"البوابة نيوز": إن انهيار سلم القيم في المجتمع، وغياب الوعي، آفة تسببت في حدوث مختلف الجرائم ضد الأطفال. 
وأن أسباب انتشار حوادث تعذيب الأطفال بالدقهلية تعد ظاهرة فردية، وترجع للعديد من الأسباب، تتضمن التفكك الأسري، العنف الأسري بين الزوج والزوجة وعنف الأب، يؤدى إلى ترسيخ العنف في نفوس الأبناء وفقر بعض الأسر وانتشار الطلاق، وعمالة بعض الأطفال في سن مبكرة، وعنف بعض المدرسين، أدى إلى تسرب التلاميذ من التعليم، وخاصة المرحلة الابتدائية، ولمواجهة تلك الظاهرة لا بد من الاهتمام بالأسرة، لدعم المجتمع وتقديم كافة الدعم المجتمعى، للمرأة المطلقة المعيلة، مشيرا إلى أن الأم هي التى تتحمل المسئولية الكبرى في تربية أولادها، وطالب بزيادة وضع التشريعات التى تساند الأم المطلقة المعيلة، ومن الضروري تنمية الوعي، بجميع المؤسسات الدينية والاجتماعية، والمجتمع بقيمة الطفل، فالأطفال هم شباب المستقبل. 
وأكد "عبدالله" على ضرورة إتباع تعليمات الدين في تربية الأطفال، وضرورة تنمية المواهب والقدرات، وترسيخ حب الدين وأداء الصلاة لدى الأطفال منذ الصغر.
وعن خطورة حوادث تعذيب الأطفال على المجتمع وكيف نحد منها؟ قال إن تلك الظاهرة الفردية تشكل خطرا كبيرا على المجتمع، ومن الضرورى توفير منظومة متكاملة من العادات والتقاليد، للمجتمع والأسرة والفرد، للحد من انتشارها، وشدد على ضرورة، حرص الآباء والأمهات، ليكونوا نماذج جيدة في السلوك لاقتداء أبنائهم بهم، وكلما زادت خطوط الدفاع الاجتماعي، زاد الحد من انتشار الظاهرة. 


وأكد أن الأطفال المشردين "بلا مأوى" يكتسبون نماذج من السلوك السيئ، وكلما قللنا عدد الأطفال المشردين، كلما انخفض معدل الجرائم، والحد من انتشار المشكلة، وأوضح أن تنمية الوعي للأطفال والأسرة، يكون من خلال المؤسسات والجامعات والمنازل، والمدارس في كافة مراحل التعليم. 
وأشار إلى أن واقعة الطفلة "جنة" مؤخرا في الدقهلية كانت نتيجة غياب الوعي الأسري، وأرجع حدوث تلك الواقعة لانهيار القيم، والفقر، والمرض، وسوء التنشئة الأسرية، والسلوك المرضي، وأطالب، بتفعيل تشريع قانون رادع لتجريم الاعتداء على الأطفال، للحد من تكرارها، ومواجهة الظاهرة وأسبابها للقضاء عليها. 
وأشار "عبدالله" أن الأفلام الهابطة ساهمت في انتشار العنف والجرائم، وأدت إلى اكتساب الأطفال العادات السيئة، كما أن مشاهدة الأطفال لأفلام الجريمة المصنوعة، أحدثت انهيار للقيم البناءة الكثيرة بحياتنا، ونشرت القيم الهدامة، حيث يلجأ الأطفال لتقليدها.
وتابع: إن السينما تلعب دور رئيسي في نشر بعض القيم الهدامة في المجتمع، وذلك إلى جانب بعض الألعاب الخطيرة التي ترسخ العنف لدى الأطفال، وأدت إلى الانتحار مثل "الحوت الأزرق" وغيرها.