الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فلاش باك.. يونس القاضي مؤلف النشيد الوطني

يونس القاضي مؤلف
يونس القاضي مؤلف النشيد الوطني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضمن برامج الإذاعة المصرية، حل ضيفًا الكاتب أحمد مصطفى، متحدثا عن الشاعر يونس القاضى الذى مر قرابة النصف قرن على رحيله، قائلا «لم يحظ يونس بشهرة واسعة، فهو الشاعر المنسى في تاريخ الفن المصري، ذلك الشيخ المعمم الذى تخرج من الأزهر، والذى تم اعتقاله مرات عدة بسبب كتاباته التى كان ينشدها الشعب خلال ثورة ١٩١٩، وأضاف أعتقد أن الأجيال التالية لا تعرفه، رغم أن يونس مؤلف النشيد الوطنى الذى نردده منذ عقود.
وأوضح أحمد مصطفى أن القاضى أول من شغل وظيفة رقيب على المصنفات الفنية، وستبقى كلماته حية حاضرة، ولكنه الغائب حقه في التقدير، إنه الشاعر يونس القاضي، الذى لا يعرفه الكثيرون رغم كتاباته الباقية والمحفورة في الآذان، فمن أشهر أغانيه التى أطربت الكثيرين وحركت وجدانهم، وأصبحت كلماتها على كل لسان النشيد الوطنى المصرى الشهير بلادى بلادى بلادي، لك حبى وفؤادي، وحب الوطن فرض عليّا.. أفديه بروحى وعنيا، وزرونى كل سنة مرة، وأنا هويت وانتهيت ويمامة حلوة ومنين أجيبها.. طارت يا نينة عند صاحبها، وغيرها من الأغانى التى لمست الوجدان المصرى والعربي، وأصبحت بلا شك أشهر من مؤلفها الذى لا يعرف الكثيرون عنه شيئًا، بل ولا يعرف أغلبهم اسمه.
وقد وُلد يونس لأسرة عريقة بقرية النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، ولُقب بــشيخ المؤلفين المصريين في عام ١٨٨٨م، والده هو القاضى يونس أحمد الشهير باسم يونس القاضي، ووالدته هى السيدة عائشة الحريرى من أعيان القاهرة الفاطمية، نشأ وتربى في ظلال مدرسة الزعيم مصطفى كامل، والذى تعرف عليه عام ١٩٠٥م حين كتب مقالا في جريدة اللواء يهاجم فيه الإنجليز، وعن ذلك اللقاء يقول القاضي لقد خرجت من عنده وأنا متحمس جدًا وبدأت في تأليف الجمعيات الوطنية بالأزهر، ولا ينسى بالطبع ما قاله له الزعيم مصطفى كامل يا شيخ يونس أنا أخطب بالفصحى والفرنسية والإنجليزية، ولكن الناس في حاجة لمن يحدثهم بلغتهم، وأنت الوحيد الذى يستطيع ذلك، لقد توثقت علاقة الشاعر يونس القاضى بالزعيم مصطفى كامل وارتبط به وطنيًا وروحيًا، ونتيجة لهذا الارتباط استمد شاعرنا كلمات نشيد بلادى بلادى لك حبى وفؤادي، من خطبة للزعيم الذى كان يرعى الشاعر ثقافيًا ومعنويا، وذلك الذى جعل يونس القاضى يترجم كلماته في أعماله الفنية وفى نشاطاته السياسية الوطنية، حيث كان يقوم بشرح خطب الزعيم مصطفى كامل، التى كان يلقيها بالعربية الفصحى، وكان يترجم أيضًا محتويات خُطبه بالإنجليزية والفرنسية إلى اللغة العامية لأبناء المحروسة.
وأكد الأديب أحمد مصطفى، عضو نادى الأدب بأسيوط، أن الشاعر يونس القاضي، قضى حياته في النضال ودعم الشعب بالكتابة والهتاف، ودعم الفن باكتشاف المواهب التى أثرت على الفن العربى عمومًا والمصرى بصفة خاصة، وقد تم اعتقاله ٢٠ مرة تقريبًا بسبب كتاباته التى كان ينشدها الشعب خلال ثورة ١٩١٩م، وكل الحركات الاحتجاجية التى مرت بها البلاد، وأتاح توليه الرقابة على المصنفات الفنية فرصة تنقية الأغنية المصرية من كثير من الأعمال الرديئة، حتى أنه منع طقاطيق، كان هو شخصيًا كتبها لمنيرة المهدية وزكريا أحمد، فكان القاضى من أقرب أصدقاء درويش، ورفيق مشواره الفنى من خلال كتابته لأهم وأشهر أغانيه، وكانت بداية علاقة الشيخ يونس بـدرويش بداية لمرحلة جديدة في حياة كل منهما، فقد قدما أجمل الأغنيات الوطنية والعاطفية، مثل زورونى كل سنة مرة، وأنا هويت وانتهيت.