السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«البوابة نيوز» تحاور العروس المكلومة.. «نعمة»: انفجار معهد الأورام قسم أبي نصفين.. تعرفت على جثة أمي من «شعرها» وعمي من «ساعته».. والدي كان قلبه حاسس أنه هيموت.. والإرهاب حول ضحكات الفرح إلى صرخات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

داخل إحدى الحارات الضيقة بمنطقة البساتين، حزن كبير، سيطر على الجميع، فهناك ١٧ ضحية فى انفجار أمام معهد الأورام، والجميع كانوا فى عرس، ليلة خطوبة نعمة طارق شوقي، وكانوا عائدين جميعًا يرددون أغانى الفرح، ومعهم العروسة والعريس، حتى حدث الانفجار الضخم الذى حول الفرح إلى حزن.



«نعمة»، عروس دمر الحزن قلبها وحرمها إرهاب غاشم من والدها ووالدتها و١٥ شخصًا من أقاربها، دمرتهم متفجرات كانت موضوعة داخل سيارة، وتنفرد «البوابة» بأول حوار مع الفتاة المكلومة من داخل منزل أسرتها، لتروى لحظات الدم والدموع.

فى البداية كانت صامتة، فاجعة الموت ألجمت لسانها، لم تكن قادرة على الحديث عن تلك الليلة الدموية، ولكن بمجرد ما ذكر اسم والدها ووالدتها انهارت بالبكاء، فتحدثت عن تلك اللحظات القاتلة التى ستظل محفورة فى ذاكرتها للأبد.

وتشير «نعمة» إلى أنها كانت سعيدة للغاية وهى عائدة وخطيبها من داخل القاعة التى شهدت ليلة خطوبتهما، وكان الجميع مسرورا بتلك الليلة، والغناء لم يتوقف داخل سيارتى الميكروباص التى كان بداخلها والدها ووالدتها والأقارب، وكانت سعيدة وهى بجوار خطيبها فى السيارة الملاكى التى كانت تسير فى الخلف.

وتتحدث بدموع الحسرة ونظرات مليئة بالألم، فتقول إنها كانت تمازح والدها فى أمر ما، فقال لها: «اصبرى يا نعمة، يمكن نموت»، فردت عليه: «لا مش قبل ما فرحى يكمل».

وتواصل: «والدى كان قلبه حاسس أنه هيموت، وعندما وصلنا بالسيارات أمام معهد الأورام، كانت السيارتان الميكروباص أمامنا، وفى لحظة حدث انفجار ضخم، هز المكان كله، وتحول كل شىء إلى العكس، الضحكات تحولت إلى دموع وبكاء وصرخات، ورددت «بابا وماما فين»، فحاول خطيبى وسائق السيارة الملاكى التى كنا بها أن يطمئنانى، وأخبرانى بأن والدى ووالدتى بخير، ولكن قلبى كان يحدثنى بأنهما قد ماتا فى ذلك التفجير.

وتضيف: «لم تمر لحظات قليلة على وقوع الانفجار، حتى أخذنى خطيبى وصديقتى إلى منزل بالقرب من مكان الحادث، وقمت بتغيير فستان الخطوبة وارتديت ملابس عادية، وعدت وخطيبى مرة أخرى إلى مكان الحادث، ولكن الطريق كان واقفًا ومزدحمًا للغاية، فقمنا بالجرى مسافة كبيرة حتى وصلنا إلى مكان الانفجار».

وتتابع: «وبمجرد وصولنا إلى مكان الانفجار، وجدت أقاربنا هناك، والجثث فى كل مكان، وسيارات الإسعاف تقوم بنقلهم الواحد تلو الآخر إلى المستشفى، وجثمان والدى كان ملقى بداخل نهر النيل، نتيجة لقوة الانفجار الكبيرة، وكانت جثته داخل ثلاجتين بالمستشفى، فقد تسبب الانفجار فى انشطارها إلى جزئين».

وتكمل «نعمة»: «أما عن جثمان والدتى فقد تعرفت عليها عن طريق شعرها، وكان جسمها كله متفحما، نظرًا لأن سيارة الميكروباص التى كان بها والدى ووالدتى الأقرب إلى السيارة الملاكى التى كانت بها المتفجرات، وتعرفنا كذلك على عمى عن طريق ساعة كان يرتديها فى يده، وكذلك عملية كان قد أجراها فى ظهره لأن وجهه لم يكن معلوما على الإطلاق، فالجثث كلها كانت مشوهة».

وقالت «نعمة»: «الإرهاب حرمنى من أسرتى و١٥ شخصا من عائلتى كانوا معى ليلة خطوبتي».

وكانت وزارة الداخلية، أعلنت فى بيان رسمي، عن وقوف حركة «حسم» الإخوانية الإرهابية وراء حادث انفجار معهد الأورام، مشيرة إلى أنه أثناء فحص حادث انفجار إحدى السيارات بمنطقة قصر العينى أمام معهد الأورام، والذى تبين من الفحص المبدئى أنه نتيجة تصادم إحدى السيارات الملاكى بثلاث سيارات أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه، تبين أن السيارة المتسببة فى الحادث مبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر، وأن السيارة كان بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى انفجارها».

وتشير التقديرات إلى أن السيارة كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها فى تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية.

وتوصلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات، إلى وقوف حركة «حسم» التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة، استعدادًا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.