السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الفنان على الجندي: ما حدث مع محمود رضا وفريدة فهمى "جريمة"

محمود رضا
محمود رضا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفنان القدير على الجندي، رئيس ومؤسس فرقة الإسكندرية للفنون الشعبية، المفوض العام للإدارة المركزية لقطاع الفنون الشعبية بوزارة الثقافة بالإسكندرية، صولات وجولات، وأحد أهم الأسماء الساطعة فى سماء الفنون الشعبية فى مصر.
«الجندي» حاصل على جائزة الدولة عام 1987، ووسام الامتياز من الطبقة الأولى من رئيس الجمهورية عام ٨١، والعديد من الجوائز العالمية فى مجال الفنون الشعبية، كانت بداية علاقته بفرقة محمود رضا مع فيلم «أجازة نصف السنة»، وربطته بالفنان محمود رضا علاقة وطيدة، إن محمود رضا هو رائد ومؤسس فن الرقص الشعبى المسرحى فى مصر، ويرجع له الفضل بإنشاء هذا الفن الاستثنائي، منذ إنشاء الفرقة فى عام ١٩٥٩. 
استطلعنا رأى الجندي، حول مستوى فرقة رضا فى هذه المرحلة، فقال فى تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز»: إن دور محمود رضا فى الفن الشعبى لا يقل أهمية عن دور سيد درويش فى الموسيقى المصرية، وللأسف الدولة بعد ذلك لم تقدر هذا الدور الريادى لمحمود رضا وتحمى تراثه، ولم توفه حقه، على الرغم من ترشحه لجائزة مبارك وجائزة النيل مرتين من قبل نقابة المهن التمثيلية، وهى الصوت الشرعى للفنانين المصريين، وهو ما يعطى مؤشرًا تجاه النظرة التى ينظر بها «المجلس الأعلى للثقافة» لفنونه الوطنية والفن الشعبى المصرى والقائمين عليه فى مصر، ففى عصر الرئيس جمال عبدالناصر، كان يتم اختيار فرقة رضا وأم كلثوم، لكى يمثلا مصر أمام الملوك ورؤساء الدول، لنعرف كيف كان يتم تقييم وتقدير الدولة للفن الشعبي، بل إنه منح محمود رضا وعلى رضا والفنانة فريدة فهمى والموسيقار على إسماعيل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. 
وأكد الجندي أنه ليس صحيحًا ما يُشاع حول أن فرقة رضا قُضى عليها منذ قرار انضمام الفرقة للدولة عام ١٩٦١، بل على العكس، حيث إن فرقة رضا كانت فى بداياتها، وبانضمامها للدولة فى ظل عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر استطاعت أن تحقق ازدهارًا كبيرًا من حيث زيادة أعداد الراقصين، والعازفين، والسفر للخارج، كما شهدت فترة الستينيات ازدهارا كبيرًا فى الارتقاء بالفن الشعبي، وكانت هناك إرادة سياسية واهتمام حقيقى بالفنون الشعبية، ووفرت الدولة للفرقة كل الإمكانيات التى كانت تفتقر إليها، حيث وصل عدد الراقصين فيها إلى ما يقرب من ثمانين راقصًا، ووصل أعضاء الفرقة الموسيقية إلى ما يقرب من ١٠٠ عازف وكورال، كما عملت الفرقة على تطوير برنامجها واستطاع محمود رضا أن يقدم أعمال الفرقة الضخمة بدعم من الدولة، مثل رنة خلخال، والسد العالى وعلى بابا والأربعين حرامي،... إلخ».
وتساءل «الجندي» حول الوضع الذى آل إليه حال فرقة رضا الآن، وأرجع هذا التراجع إلى عدم وجود إرادة حقيقية فى التغيير والنهوض بالفن الشعبى المصرى. 
وقال: «إن ما تُعانيه فرقة رضا ليس وليد اليوم، إنما هو نتاج تراكم الإهمال، وأن ملف «فرقة رضا» ليس إلا صفحة فى كتاب المأساة التى يعانى منها قطاع الفنون الشعبية ككل، والذى بدأ من محاولات تنحية محمود رضا عن قيادة الفرقة وريادتها، وأن ما حدث معه ومع الفنانة فريدة فهمى جريمة بكل المقاييس، كما أن عدم وجود مشروع دال للثقافة المصرية يقتضى به من يتولون الإدارة الثقافية من وزراء أو رؤساء قطاعات، فعدم وجود مشروع قومى ينظر إلى الفنون الشعبية باعتبارها قضية قومية ووطنية، لن يستقيم الوضع! وللعلم أنه قد صدر القرار الوزارى رقم ٢١٢ لسنة ٢٠١٢ بتشكيل مجلس إدارة قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، وكان من بين أعضائه معى الدكتورة إيناس عبدالدايم، والدكتور مجدى صابر، والدكتور حسن حماد، والدكتور عاطف إمام، على سبيل الذكر، لكن هذا القرار لم يفعل، وهو قرار وزير ثقافة، ولم يدع للاجتماع مرة واحدة منذ صدوره وحتى اليوم، رغم تنبيهنا إلى أهمية تفعيل هذا القرار، إلا أنه لم يتحرك أحد فى هذا الاتجاه، وظل القرار حبيس الأدراج، وتم طمسه».
كما تساءل الجندى : «ووسط كل هذا أين دور المجلس الأعلى للثقافة؟ والذى من شأنه رسم السياسات الثقافية، لتوطيد أركان الثقافة المصرية، فأصبح دوره يقتصر على جوائز الدولة وبعض المؤتمرات والندوات؟ كما تساءل أين الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهى أكبر جهاز للثقافة فى مصر، وأخطره.. ودور الجماهير الحقيقى بها، ورأيهم فيما يتم تقديمه من سياسات ثقافية باتساع المساحة الجغرافية المصرية، ووفقا لاحتياجات تلك الجماهير؟ باختصار الإشكالية لا تتعلق بفرقة رضا فحسب، إنما بالمنظومة الثقافية بوجه عام». 
وعن الحلول التى يراها «الجندي» بشأن الارتقاء بالفن الشعبى المصرى أوضح : «إن الإشكالية الكبرى لا تكمن فى عمل تصميمات جديدة لفرقة رضا، فقد ترك محمود رضا إرثًا من الرقصات خلده على مدار أربعين عامًا، ولا بد أن يقتصر دور فرقة رضا على تقديم أعمال محمود رضا مع تغيير البرنامج، كل فترة، ولن يؤتى أى مشروع ثماره فى مجال الفن الشعبى المصرى إلا عن طريق إنشاء مشروع يعتمد على البحث الميداني، عن طريق الاستعانة بالهيئات والمؤسسات الثقافية المصرية، لإنقاذ ما تبقى لدينا من موروث، حيث إننا لدينا من الفنون شعبية الكثير والكثير، ولكى نستعيد ما تم طمسه والتشويش عليه ودفنه من التراث الشعبى المصري، والعمل على إعادته والحفاظ عليه، وإننى أرى أن هذه المهمة الأولى الرئيسة التى يجب أن يلتف حولها كل العاملين بجمع التراث المصرى وتقديمه من خلال فرقه، وذلك فى مواجهة ما قضت عليه التكنولوجيا الحديثة، حيث إنه من الصعب الآن أن تجد الألعاب الشعبية أو الرقص الشعبى فى بيئته الطبيعية، ويجب أن يتم البحث الآن من خلال دراسات الدكتوراه والجمع الميدانى والبحوث التى قام بها المهتمون بالثقافة الشعبية الوطنية فى الفترات السابقة.