«المخترع»، لقب لم تطلقه أسرة «يوسف» وجيرانه، على الفتى الصغير من فراغ، فالشاب الذي لم يكمل عامه الثالث عشر، بدأ مشواره مع الاستكشاف مبكرًا، حين بدأ مع عامه السادس بفك ألعابه وتركيبها مرة أخرى دون مساعدة، ليتطور الأمر بعدها لإصلاح أي جهاز في المنزل، حتى وصل إلى اختراعه «عصا ذكية» تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين، وكذلك ابتكاره «لمبة» تعمل دون أسلاك.
برنامج «عباقرة المستقبل» الذي يهتم بالنماذج الشابة في مجالات الاستكشاف المختلفة، ويلقي الضوء على الأمثلة الواعدة التي تستحق الظهور أمام الجماهير لعلها تجد طريقها إلى النجاح، فتُفيد المجتمع، وتخلق صورة جديدة للإعلام المستنير، التقى الشاب يوسف محمد صلاح، ١٣ عامًا، الحاصل على المركز الأول في معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام، للوقوف أكثر على أعماله وطموحاته وأفكاره والمشاكل التي يواجهها.
«جارى الكفيف سبب تفكيري في الاختراع»، بتلك الكلمات بدأ «يوسف» حديثه في أولى حلقات برنامج «عباقرة المستقبل»، الذي يعرض في حلقات مسلسلة، على «تليفزيون البوابة».
وأضاف «يوسف»: «صممت عصا تساعد أي كفيف خلال سيره في الطريق العام، عن طريق تنبيهه فور اقترابه من أي عائق أو مياه متراكمة أو نيران على مسافة ٧٠ سم، من خلال الاهتزاز والرنين».
وتابع «يوسف»، «العصا أيضًا بها جهاز تحديد الأماكن «gps» لتحديد مكان الكفيف من خلال سماعة يرتديها، لافتا إلى أن الفكرة جاءته بسبب وجود أحد جيرانه من المكفوفين، واعتاد المرور من أمام منزله بصحبة مرافق».
وأكد «يوسف» أنه صمم أيضًا جهازا آليا يتحرك عبر الهاتف، و«لمبة» موفرة للكهرباء تعمل عن طريق الهاتف الأرضي، دون أن تكون متصلة بأسلاك، وبالتالي دون تكلفة مادية.
وقال محمد صلاح والد «يوسف»، إن ابنه موهوب ويعمل على إعادة تدوير أي شيء، لافتًا إلى أنه خلال إحدى المرات صمم خلاطًا منزليًا للاستخدام فى المطبخ، وذلك باستخدام أدوات بدائية، مثل علبة لحفظ الطعام وسكين قديمة وموتور سيارة.
وأكد الوالد أنه فخور بأولاده ويدعمهم بصفة مستمرة، ولن يتوقف عن هذا الدعم حتى يصلوا إلى النجاح المنشود.
