الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فتحية العسال.. حضن العمر

فتحية العسال
فتحية العسال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدمت الكاتبة والمناضلة فتحية العسال العديد من الأعمال الفنية والأدبية التي نقلت رؤيتها للحياة وللواقع المصري، ولم تكتف بالكتابة، بل انضمت لمنظمات حقوقية ولجان ثورية وأحزاب شيوعية وخاصة بعد قيام ثورة يوليو عام 1952 التي نقلت التجربة الوطنية لآفاق جديدة على كل المستويات الثقافية والسياسية والاجتماعية.
العسال، التي تحل ذكرى وفاتها اليوم السبت، تزوجت في سن صغيرة من الكاتب والأديب الكبير عبدالله الطوخي، الذي لعب دورا كبيرا في حياتها، فقد شجعها على الكتابة، وفتح لها باب الحرية في التعلم وتثقيف نفسها، وتدريبها على الكتابة، والمشاركة معه في التيمات اليسارية التي تشكلت إبان فترة الزعيم جمال عبد الناصر. 
شغلت العسال عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب، ورئيس جمعية الكاتبات المصريات وأمين عام اتحاد النساء التقدمي، وتم تكريمها في مهرجان المخرجة المسرحية سنة 2009، وكرّمها المركز الوطني للعيون في صيدا، وأقيم على شرفها حفل غداء تكريمي، وحازت جائزة الدولة للتفوق فى الآداب عام 2004.
كتبت قرابة الـ57 مسلسلًا، منها رمانة الميزان وشمس منتصف الليل، و"لحظة صدق" الحاصل على جائزة أفضل مسلسل مصري لعام 1975، و«حبال من حرير»، «بدر البدور»، «هى والمستحيل»، و«حتى لا يختنق الحب»، كما صدر لها خمس روايات منها: «نساء بلا أقنعة»، «سجن النساء»، و«ليلة الحنة»، وتحول بعض أعمالها إلى عروض مسرحية ناجحة ومنها «المرجيحة» و«من غير كلام».
حصل مسلسلها «لحظة صدق» على جائزة أفضل مسلسل للعام 1975، وتم تكريمها فى مهرجان المخرجة المسرحية عام 2009.
نشرت العسال مذكراتها الجريئة فى كتاب بعنوان «حضن العمر»، وقالت عنه الكاتبة عفاف طبالة، رائدة أدب الطفل: إن فتحية العسال اعترفتْ أنها لا تملك القدرة على الفصحى فاختارت العامية التى تحررها من قيود الصياغة وتجعلها تنطلق تتحدث على الورق كما تتحدث مع البشر– على حد قولها- فجاء الكتاب مبنى فى غالبه على الحوار أكثر من السرد والوصف، وأقرب للسيناريوهات الدرامية منه للكتاب.
وأضافت طباله، أعتقد أن كتابة السيرة الذاتية من أكثر أشكال الكتابة صعوبة، فالنجاح فيها لا يتطلب فقط المهارات الفنية، بل يحتاج بالدرجة الأولى وبالإضافة اليها الى شجاعة لتعرية الجوانب الغامضة والمظلمة فى النفس التى قد "نتردد فى البوح بها حتى لأنفسنا". وقد نجحت فتحية العسال فى استجماع كثير من شجاعتها وصدقها لتبوح بأحاسيس "المهانة التى تعرضت لها فى طفولتها ومراهقتها بفضل التخلف السائد الذى طبق عليها بكل جبروته"، فنجحت فى أن تحول سيرتها الذاتية الى وثيقة تسجل حال المرأة فى الزمن الذى عاشته.