السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خبراء يحللون التحركات الأمريكية الأخيرة في الخليج للحد من نفوذ إيران

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستمر حالة الشد والجذب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد اتخاذ واشنطن خطوات من شأنها أن تنذر بالحرب ضد طهران.
الولايات المتحدة كانت قد قامت بفرض عقوبات قاسية على إيران، مما تسبب في إنهيار الاقتصاد الإيراني بالكامل.
ومن أبرز الخطوات التي قامت بها الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة هي إرسال المئات من القوات الإضافية وعشرات الطائرات المقاتلة إلى الشرق الأوسط للتصدي للخطر الإيراني والحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأخبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن القوات الـ 1500 سيكون لها دور "حماية في الغالب" كجزء من حشد بدأ هذا الشهر ردًا على ما وصفته الولايات المتحدة بأنه تهديد من إيران.
وأثارت هذه التحركات قلق أعضاء الكونجرس، الذين طالبوا بتقديم دليل وتفاصيل، وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة تتجه نحو صراع محتمل.
وكان الرد الإيراني به بعض من القلق حيث قال العميد حسين سيفي، أحد قادة الجيش الإيراني: "نحن نعتقد أن الأميركيين العقلانيين وقادتهم ذوي الخبرة لن يدعوا عناصرهم الراديكالية تقودهم إلى وضع يصعب عليهم الخروج منه، وهذا هو السبب في أنهم لن يدخلوا في حرب"، في تصريحات لوكالة "مهر" الإيرانية.
وعلق عدد من الخبراء على تلك الخطوة وإمكانية زيادة عدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط خلال الفترة القادمة، وإمكانية نشوب حرب أمريكية إيرانية بسبب الخطوات المتبادلة بين الطرفين.
وفي هذا، قال احمد قبال، المتخصص في الشأن الإيراني، إن زيادة عدد القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط امرًا لن تسكت عليه إيران.
وأضاف قبال في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن القوات البحرية الإيرانية التابعة للجيش الإيراني تتواجد في مياه الخليج هي الأخرى، وقد حذر الحرس الثوري من أن قواته مستعدة للرد على أي نشاط عدائي أمريكي يمكن أن يقود إلى مواجهات عسكرية مفتوحة قد تستهدف أيضا دول الخليج العربية التي تعتقد إيران أنها تقف خلف التحركات الأمريكية لزيادة تواجدها العسكري البحري في المنطقة.
وأوضح أنه مع تصاعد المخاوف الإيرانية من التهديدات الأمريكية عملت البحرية التابعة للحرس الثوري على إعادة التموضع في مياه الخليج، ويمكن لخطأ أو حادث متعمد أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن مسئولين في الحرس الثوري الإيراني أكدوا مرارا أن المصالح والأهداف الأمريكية في المنطقة تحت السيطرة النارية للقوات الإيرانية، سواء المنشآت العسكرية في قطر أو القواعد الأمريكية في الإمارات والكويت وأفغانستان، والشركات النفطية في السعودية وكذلك حاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية في الخليج.
وأشار أنه وبالرغم من تلك التحركات، فأن ترامب لا يريد البدء في أي خطوة ضد إيران من شأنها تشكيل جبهة رفض دولية ضد سياسات البيت الأبيض، ودائمًا ما يدعو إلى الحوار مع طهران،
فيما قال، يوسف بدر، المتخصص في الشأن الإيراني، إنه وبالرغم من تلك الخطوة التي من الممكن ان تتخذها الإدارة الأمريكية، فإن الحديث عن الحرب مازال بعيدا، لكنه وفي نفس الوقت غير مستبعد على الإطلاق، نظرًا لأنه هناك أطراف إقليمية تقف أمام كافة الخيارات بما فيها الحرب. وهناك أطراف أخرى تعارض ذلك بقوة.
وأضاف بدر في تصريحات لـ"البوابة" أنه وبالنسبة للقوى الدولية، بالطبع الحرب ستكون مقلقة بالنسبة لقوا مثل الصين وروسيا والإتحاد الأوروبي. لكن بشكل عام مازال الحديث عن الحرب مستبعد، حتى لو وجهت واشنطن ضربة لإيران، فهي في محطاتها الأولى لن تتخطى مسمى الضربة، وستقابلها كذلك، ضربة مساوية.
وأوضح أن تحرك القوات الأمريكية صوب الخليج، ماهي إلا لدفع إيران للإنكماش، وواشنطن نفسها لها مصالحها وحساباتها، وتحركاتها ليس من أجل إرضاء الأطراف المتضررة تمدد إيران فحسب، فهناك حسابات تتعلق بسوق النفط ومحاولات أحتواء روسيا والتوازن أمام الصين.
وأشار إلى تاريخ الحروب مع إيران خير دليل لقراءة المشهد، فإيران الحرب معها لم تكن يومًا قصيرة الأجل، ولا تطول من أجل إثبات زعامة وإنما من أجل الحفاظ على الأرض. وشواهد الضرب المتبادل بين واشنطن وطهران، لم تتخطى دائرة الإنتقام قبل ذلك.
وأكد أن إيران لديها خطط تنموية إستراتيجية وكذلك كافة دول جوارها لديها الأهم الذي يشغلها، ولا أحد يفكر في استبدال الاستراتيجيات في الوقت الحالي. لذلك طوال الوقت تحافظ طهران على لغة التهديد، وتستخدم وكلائها للقيام بمهامها الهجومية بدلًا من التورط في الحرب.
كما قال أحمد فاروق، الباحث في مركز الخليج للدراسات الإيرانية ومقره المملكة العربية السعودية، إن الخطوات الأمريكية تلك تهدف فقط للضغط أكثر على إيران ومنعها من ارتكاب أي عمل يعكر صفو الأوضاع في مضيق هرمز
وأضاف فاروق لـ"البوابة نيوز" أنه قد يكون هناك دوافع لتهديد مبادرة الحزام والطريق الصينية والتي تعتبر إيران محورًا وعنصرًا أساسيًا في نجاح تلك المبادرة.
وأوضح أنه ليس من المستبعد في ظل المستجدات أن نشاهد عمليات عسكرية محدودة بين الطرفين خلال الفترة القادمة.
فيما قال إياد المجالي، الباحث والمحلل في العلاقات الدولية والشؤون الايرانية، إن تلك الخطوات تؤكد استمرار الإدارة الأمريكية في تصديرها وتصعيدها السياسي والاقتصادي والعسكري تجاه هذا النظام واذرعه المنتشر في المنطقة، بإجراءات غاية في الدقه.
وأضاف المجالي أنه في المقابل يبدو أن النظام الإيراني يتعامل مع هذا التصعيد بشئ من الحذر والترقب، خاصة بعد تسرب معلومات استخبارية وتقارير تفيد أن خطة المواجهة الأمريكية لإيران في الشرق الأوسط لم تنضج بعد.
وأوضح أنه رغم إعلان العديد من المسؤولين في النظام الإيراني رفضهم وعدم قبولهم الصريح للسياسات الأمريكية الاحادية في المنطقة، فإن الحرس الثوري الإيراني الجهاز العسكري الذي يدار من قبل من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي يحقق توسع كبير لاستراتيجية النظام في دعم وصنع وتدريب الميليشيات العسكرية في كل من لبنان والعراق واليمن وسوريا ويسخدمها النظام في تحقيق أهداف سياسية وعسكرية بالوكالة في مناطق انتشارها.