السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في بلاد النزاع.. «لعبة الحرب» القاسم المشترك بين الأطفال بالعيد.. بفلسطين يلعبون «فتح وحماس».. وأبناء سوريا يمرحون على حطام القذائف.. و«الأزياء العسكرية» ملابسهم باليمن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بلاد النزاع... «لعبة الحرب» القاسم المشترك بين الأطفال فى العيد
أطفال فلسطين يلعبون «فتح وحماس» وفى سوريا يلعبون على حطام القذائف
«الأزياء العسكرية» لبس أطفال اليمن.. والبنادق اللعبة المفضلة في الصومال


«بندقية وكلاشينكوف وأصوات لرصاصات تقتل هذا وتصيب ذاك» أصوات تظنها للوهلة الأولى بداية حرب دامية، لكنها فى الحقيقة محاكاة وهمية يشنها الأطفال فيما بينهم لما رأته أعينهم من خراب ودمار، أكل كل ما هو أخضر في بلادهم، فهم لا يعرفون تلك الدمى البسيطة ولم يعيشوا طفولتهم أمام قنوات الكرتون كما هو الحال لدى أطفال العالم، فقد شاء القدر أن يأتوا إلى الدنيا في بلاد ما زالت تدمرها الحروب.


فلسطين
«الزينة والفرح والتكبير في الشوارع واللعب» عادات لا يمكن أن يتخلى عنها أى طفل فلسطينى ليبدأ الأطفال منذ ساعات الفجر أول يوم فى عيد الفطر بالتجمع فى حلقات ذكر عادة ما تأخذ شكلًا دائريًا، يترأسهم شيخ كبير من المنطقة، ليرددوا عبر مكبرات الصوت تهليلات العيد.
ويقضى أطفال فلسطين لهم لعبة خاصه تربو عليها حيث اعتادوا على أن يحملوا مسدساتهم وينقسموا إلى فريقين فريق يمثل أصحاب الأرض وآخر يمثل المحتلين الصهاينة ليبدأوا رحلتهم فى تحرير الأرض منذ نعومة أظافرهم، حيث امتلأت الأسواق فى المدن الفلسطينية في الأسبوع الأخير من شهر رمضان بألعاب الأطفال ككل موسم عيد، ويلفت الانتباه انتشار الأسلحة والألعاب النارية الخاصة بالأطفال بشكل كثيف ما يدل على تأثير الحرب على نفوس الصغار الذين يتسابقون على شرائها.
وفى الأقصى عادة ما يذهب الأطفال إلى باب الأسباط وحي حطة، حيث ينتشر عشرات الباعة المتجولين يعرضون بضائعهم من الكعك المقدسى الشهير، والفلافل، والعصير، والبالونات الملونة، فى أسواق القدس القديمة وعند بواباتها التاريخية.
ولم يخل المشهد من شرطة الاحتلال التى دائمًا ما تنتشر على البوابات منذ ساعات الفجر، وتعزز إجراءاتها حول المسجد الأقصى وفى طرقات البلدة القديمة من القدس.
وفي بيان الجـهـاز الـمـركـزي للإحصاء الـفلسطينى فى أبريل ٢٠١٩ قال إن ٤٥٪ من المجتمع الفلسطينى من الأطفال دون ١٨ سنة حيث يبلغ عدد الأطفال المقدر فى العمر دون ١٨ سنة ٢،٢٢٦،٠٧٧ طفل فى دولة فلسطين فى منتصف العام ٢٠١٩ منهم ١،١٣٩،٣١١ ذكر و١،٠٨٦،٧٦٦ أنثى، حيث تشكل نسبة الأطفال فى فلسطين ٤٥٪ من السكان، بواقع ٤٣٪ فى الضفة الغربية و٤٨٪ فى قطاع غزة.
ارتفعت نسبة الأطفال الفقراء من ٢٧٪ في العام ٢٠١١ إلى ٣١٪ فى العام ٢٠١٧، حيث بلغ عدد الأطفال الفقراء ٦٤٥ ألف طفل، بواقع (١٤٪ في الضفة الغربية و٥٣٪ في قطاع غزة)، وشهد العام ٢٠١٨ ارتفاعًا فى اعتقال الأطفال (دون ١٨ سنة) من قبل الاحتلال الإسرائيلى.
وأشار التقرير السنوى الصادر عن هيئة شئون الأسرى والمحررين، ٢٠١٨، أن عدد الاعتقالات خلال العام ٢٠١٨ بلغت حوالى ٦،٥٠٠ حالة اعتقال من بينهم ١،٠٦٣ طفل، أما عدد الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى مع نهاية عام ٢٠١٨ بلغ ٦،٠٠٠ أسير من بينهم ٢٥٠ طفلًا (دون ١٨ سنة).
فيما ارتفع عدد الشهداء الأطفال دون ١٨ سنة خلال العام الماضى استنادًا إلى سجلات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فى فلسطين، ارتقى ٥٧ طفلًا شهيدًا، فيما كانت حصيلة الاطفال الشهداء هذا العام فى الخمسة أشهر الأولى ١١ شهيدًا فيما لا يزال ٢٥٠ طفلًا دون سن ١٨ عامًا يقبعون فى الأسر، محرومون من أبسط حقوقهم.


سوريا
ألعاب بعضها صنع من مخلفات القذائف وأخرى قديمة استطاعت أن تنجو من ويلات الحرب التى التهمت كل شىء داخل سوريا، بتلك الأدوات البسيطة يعيش الأطفال السوريون أجواء السعادة رغم أن كل شىء حولهم يدعو للحزن والقلق فى آن واحد.
وسط ركام البيوت المهدمة بفعل القصف اعتاد السوريون فى السنوات الأخيرة من الحرب من وضع بعض الألعاب للأطفال، وذلك ليعيشوا أجواء العيد، فألعابهم فى ظل الحرب إما موجودة تحت الأرض أو مصنعة من مخلفات صواريخ، قصفت بها منطقتهم خلال الشهور الماضية.
وقد شكلت مخلفات الحروب من فوارغ الرصاص وبقايا القنابل والصواريخ مصدر إلهام للبعض، فعمد أحدهم إلى الرسم عليها لتتحول قذيفة الهاون إلى تحفة فنية، يشتريها الأحباء بدلًا من بضائع ومنتجات غابت عن أسواق البلاد.
وبحسب الإحصاءات الأخيرة، فإن ٨.٦ مليون طفل من أصل ١٠ ملايين بحاجة ماسة إلى المساعدة، بزيادة عن نصف مليون فى السنة الأولى للحرب، وما يقرب من ستة ملايين طفل هم الآن إما نازحون أو يعيشون كلاجئين، ونحو ٢.٥ مليون منهم خارج مقاعد الدراسة.
ويتعرض أكثر من ثلاثة ملايين طفل لخطر الألغام والذخائر غير المنفلقة حتى فى المناطق التى سكنت فيها نار الحرب. و٤٠ في المئة ممن قتلتهم الألغام هم من الأطفال.
ومع أن الأمم المتحدة تحققت من مقتل نحو ٢٥٠٠ طفل بين عامى ٢٠١٤ و٢٠١٧، إلا أن الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير.


اليمن
«الكلاشينكوف البلاستيكى» هو اللعبة الأبرز فى ألعاب العيد التى دائمًا ما تلاقى قبولًا واسعًا من قبل أطفال اليمن حيث امتلأت الأسواق فى المدن اليمنية فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان بألعاب الأطفال ككل موسم عيد، ويلفت الانتباه انتشار الأسلحة والألعاب النارية الخاصة بالأطفال بشكل كثيف ما يدل على تأثر الحرب على نفوس الصغار الذين يتسابقون على شرائها.
وبحسب الصورة التى تتناقلها المواقع اليمنية فإن أطفال باتوا ينتهزون المناسبة لممارسة نوع من اللعب يحاكي الكبار فى حروبهم ومعاركهم الدائمة بالألعاب النارية التى تشكل خطرًا على سلامتهم.
وتطورت ألعاب أطفال اليمن فى السنوات الأخيرة لتتراوح بين مسدسات مائية وبنادق قناصة وكلاشنيكوف بلاستيكى، وصارت البنادق لعبة رئيسية فى متناول الأطفال يخوضون بها معاركهم الشرسة ومناورات مع أصدقائهم فى سلوك وصفه الإخصائيون الاجتماعيون بأنه خطير.
وصرحت الجهات الرسمية اليمنية أن الألعاب النارية ممنوعة وإن ما يدخل البلاد منها يكون عبر التهريب إلا أن انتشار ذلك النوع من الألعاب كبير، ومن لم يشتر رشاشًا أو مسدسًا بلاستيكيًا يصنع لنفسه سلاحًا من الكرتون، كما أن الأطفال يفضلون الظهور فى العيد ببدلات عسكرية مختلفة ويطلقون على أنفسهم ألقابًا عسكرية ويتفاخرون بأسلحتهم.


الصومال
لا يختلف الوضع كثيرًا في الصومال عن باقى الدول حيث يعيش الأطفال هناك أجواء من الحرب التى ما زالت ممتدة منذ سنين فالألعاب المفضلة لديهم هى «البنادق» فقط، وبحسب تقارير إحصائية، فإن البندقيات المقلدة تباع فى جميع الأسواق الصومالية حيث اختفت الألعاب الأخرى التى لم يعد لدى الاطفال أى رغبة فيها.