أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن الحكومة تعمل على إجراء إصلاحات داخلية، مالية واقتصادية، تجنب البلاد الخطر وحدوث مشكلة مالية أو انهيار، وحتى لا يصل لبنان إلى وضع يضطر فيه إلى القبول بـ "شروط مستحيلة" من قبل صندوق النقد الدولي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الحريري، مساء اليوم، عقب حفل الإفطار الذي أقامه (تيار المستقبل) لقطاع المهن الحرة بالتيار.
وأشار إلى أن نسبة خفض العجز التي استطاعت الحكومة الوصول إليها في مشروع الموازنة العامة الجديدة لعام 2019، (7.5% بدلا من النسبة الحالية التي تصل إلى 11.5%) تمثل رسالة بكل الاتجاهات، للبنانيين بالدرجة الأولى وللقطاعات الاقتصادية وللأسواق المالية والمجتمع الدولي.
وشدد على أن الحكومة اللبنانية مصرة على معالجة أوجه الضعف والخلل والإهدار بالقطاع العام، كما أن لديها التصميم القوي على اعتماد أعلى درجات الشفافية في تطبيق برنامج مساعدات مؤتمر باريس الدولي لدعم الاقتصاد والبنى التحتية اللبنانية (سيدر) للاستثمار.
وقال: "بالأمس أنهينا الموازنة، وانتهت معها رهانات البعض على فشل الحكومة بالتوصل لخفض العجز وتقليص الإنفاق وضبط الإهدار في النفقات العامة"، مؤكدا أن موازنة 2019 ليست نهاية المطاف "وإنما بداية لطريق طويل، قررنا أن نسير فيه، حتى يصل الاقتصاد اللبناني إلى بر الأمان".
وأشار إلى أن الوضع سيتحرك في لبنان نحو الأفضل بعد سنة أو سنتين من تطبيق مقررات مؤتمر (سيدر) وأن الجميع سيلاحظ أن الأمور تغيرت، لافتا إلى أن موسم السياحة صيف هذا العام سيشهد تحسنا كبيرا في مستوى الإقبال من السياح، وعلى نحو أكبر من الآونة السابقة "لأننا تمكنا من أن نتصالح من جديد مع إخواننا في الخليج وكل الدول العربية التي كان بيننا نوع من سوء الفهم أو عدم التفهم لسياستنا. اليوم هناك تفهم لوضعنا".
وأضاف أن المرحلة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان حاليا، خاصة بالنسبة للمهن الحرة بسبب ضعف حركة المشاريع والعمل، سيتم تجاوزها حينما ينطلق العمل بمقررات مؤتمر سيدر والتي تركز على البنى التحتية، على نحو من شأنه دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.
