السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اقرأ.. "سجن الفقه" الخوض في جدار الموروث

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أولى كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها 
يُلقى كتاب «سجن الفقه»، للباحثة شاهيناز وزير، الضوء على سموم الخطاب الدينى التى تملأ الكثير منها الشاشات، ويتجرعها كثيرون على أنها عسل مصفى؛ كما يُعتبر فى جدار الكثير الموروثات، وما يمر الكثيرون عليه بالقبول والتسليم، مثل حكم الإجماع، وحقيقة لقب «شيخ» الذى يُطلق على المختصين، كذلك ماهية الاختصاص فى الدين.
ترى شاهيناز أن الفقه الإسلامى مر تاريخيًا بمراحل مختلفة انتهت به إلى الصورة التى هو عليها الآن، فمرحلة عهد النبى تختلف عن مرحلة عهد تدوين الحديث، والذى بدأ فى القرن الثانى من الهجرة - هناك حديث نهى فيه النبى عن كتابة حديثه - وهو عصر التابعين، الذى اتسم بأشد الصراعات بين المسلمين على جميع المستويات، والذى رافقه استبداد سياسى خطير، لتأتى مرحلة أخرى ممثلة فى عهد الاجتهاد بثرائه الفكرى، والذى احتضن نشوء المذاهب الأربعة التى قامت بأئمتها على الاجتهاد المطلق المستقل. حتى أتت مرحلة ما بعد القرن الرابع الهجرى، وهى مرحلة غلق باب الاجتهاد، لتظهر أبعاد أخرى من المسميات والتصنيفات مع قيام المدارس الفقهية، ورسم ملامح أكثر تفصيلًا وثباتًا للفقه وأصوله.
عرضت شاهيناز فى كتابها تصورًا لهيكلة المذاهب الإسلامية فى فصل «تصميم المذاهب» والأسباب الحقيقية وراء جهل المسلمين بلغة القرآن، وهى الأداة الأولى لمعرفة الدين وكيف يُستغل ذلك فى تضليل الناس؛ وكذلك استعرضت رؤيتها فى 
إن منهج إعداد رجال الدين ينافى أبسط مبادئ الأسلوب العلمى الصحيح؛ كما قدمت تحليلًا للخطاب الدينى الحالى وأثره وتدرج هذا الأثر فى ضوء الأحداث الجارية؛ وتناولت فى أحد فصوله تحليلًا لنفسية الفرد وقراءة أكثر شمولًا لتصرفاته ودوافعها وسط المجتمع، كذلك حاولت الوصول لإجابة سؤال «كيف تغير المجتمع عما كان عليه قبل نحو ثلاثة عقود؟»؛ ومن أهم فصول الكتاب «الأناشيد صناعة الإرهاب»، والذى استعرضت فيه ما تمثله الأناشيد للإسلاميين وأثرها على المستمع فكريًا ونفسيًا، وكيف تستخدم فى تجنيد العناصر من جانب المنظمات الإرهابية، فى ضوء نماذج بعضها لا يخرج للضوء ويبقى داخل معسكرات تلك المنظمات.