رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أهل المدد| أصغر المنشدين بمصر محمد المصري: تعلمت التجويد والمقامات في معهد الشيخ الطاروطى.. لا أنشد فى الموالد وأحلم بتكوين فرقة خاصة

أصغر المنشدين بمصر
أصغر المنشدين بمصر محمد المصري في حواره للبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أقوم بالليل والأسحار ساجية.. أدعو وهمس دعائى بالدموع ندى.. بنور وجهك إنى عائد وجل.. ومن يعذ بك لن يشقي إلى الأبد.. مهما لقيت من الدنيا وعارضها.. فأنت لى شغل عما يرى جسدى.. تحلو مرارة عيش فى رضاك.. وما أطيق سخطا على عيش من الرغد.. من لى سواك» بهذه الكلمات التى أنشد بها محمد طارق حسين مصطفى، المعروف بـ «محمد المصرى»، أصغر طفل فى نقابة الإنشاد الدينى، وبتلك الكلمات الضارعة التى ارتبطت بشهر رمضان الكريم، وخاصة أن هذا الابتهال تجلى به قيثارة السماء الشيخ النقشبندى، وعمرت قلوب المؤمنين. انتزع المصرى، لقب أصغر طفل فى نقابة الإنشاد الدينى، شارك فى الحفلات الدينية منذ طفولته بالمدرسة، وفى إحدى المرات استمع له عضو فى فرقة الإنشاد الدينى، فأعجب بجمال صوته، وطلاقة حروفه، وحفاظه على مخارج الكلمات، وطلب منه الالتحاق بفرقته، لكنه رفض هذا العرض، وفضل تنمية موهبته أولًا، وبدأ فى حفظ بعض الابتهالات للشيخ محمد عمران، كما شارك مع الفرق السورية، وفرق أخرى مصرية، بدأ ينشد بمفرده ويسير على هذا المنهج متطلعًا لمستقبل قريب



■ ماذا عن بدايتك فى مجال الإنشاد الدينى؟
- اكتشفت موهبتى فى الإنشاد الدينى منذ الصغر، وواصلت التدريب وتنمية موهبتى، وبحثت عن نقابة المنشدين على شبكة الإنترنت، وتقدمت للاختبارات ونجحت ووقفت أمام نقيب المنشدين، وتم قبولى بالنقابة كأصغر عضو بها، حينها شعرت كأننى ولدت من جديد، تعلمت معنى المسئولية، وضرورة الحفاظ على صوتى وموهبتى.
التحقت بمعهد الشيخ عبدالفتاح الطاروطى وهناك تعلمت التجويد والإنشاد والمقامات، قمت بدراسة أخلاق القارئ والمنشد، كيف يرتدى ملابسه، وكيفيه تعامله مع الجمهور، وأدائه وحسن تصرفه أمام المواقف السيئة، تعلمت المقامات الصوتية مع الدكتور طه عبدالوهاب، والتجويد مع الدكتور أحمد عبدالحكيم، وتفسير القرآن مع الشيخ الشحات شاهين، وتلقيت دعمًا معنويًا كبيرا من الشيخ الطاروطى مما استوجب شكره وتقديره، وأيضا الشيخ جودة محمد، نحن المنشدين الصغار نجد منهم رعاية كاملة حتى نحصل على إجازة، كما استفدت كثيرا من فن الشيخ محمد عمران، فقد أثر فى بصورة كبيرة فى الابتهال، والشيخ الطاروطى كان مؤثرا فيا بقراءة القرآن.
■ ماذا عن مشاركاتك وحفلاتك التى قدمتها؟
- شاركت فى العديد من الحفلات التى نظمتها جامعة الأزهر، وجامعات أخرى، وأيضا طفت جميع محافظات مصر أنشد، وقدمت حفلا بقاعة المؤتمرات بالقرية الذكية، وربما بلغت حفلاتى التى شاركت فيها ١٠٠ حفلة.
■ هل أثرت مسيرتك مع الإنشاد على تحصيلك الدراسى؟
- لا تمامًا، أنا مجتهد وأحصد مراكز متقدمة كل عام فى المواد التعليمية، ووالدتى تتنبه لذلك جيدا، وهى التى تقوم بتنسيق أوقاتى ما بين الإنشاد والحفلات والمذاكرة، وعندما تقترب الامتحانات أعتكف داخل البيت وأنقطع للمذاكرة فقطأ فأنا أحب الدراسة، ومادة الرياضيات أتعامل معها بطريقة التخييل وحضور الذهن ودون الآلة الحاسبة، وذلك ناتج عن حبى لها، وأخطط فى نهاية مشوارى التعليمى أن ألتحق بكلية الإعلام، وأشعر أننى أستطيع الجمع بين دراستى للإعلام وتعلقى بالإنشاد.


■ كيف تخطط لمستقبلك فى السنوات القليلة المقبلة؟
- يمكننى أن ألتحق بكلية الإعلام كما قلت سابقًا، وأستعد حاليًا للانضمام لمسابقة «منشد الشارقة» لكنى لم أكمل عامى التاسع عشر بعد، كنت متابعا لها عندما فاز بها محمود هلال، وأنا أتمنى رؤيتى مكانه فائزا بها، أما عن حياتى فأنا لا أجيد عمل أى شىء آخر غير الإنشاد الدينى، ولا أستطيع الغناء بأى شكل غيره، أنا أحب مدح الرسول وأسخر صوتى من أجله.
■ كيف ترى الإنشاد الدينى حاليًا؟
- أرى أن الإنشاد الدينى هو لون من ألوان الفن الهادف، الذى عرفناه منذ قديم الأزل، فالإنسان دائما ما يتعبد بابتهالاته وأناشيده، فهو يعتمد على أصوات روحانية وملائكية وحناجر تصدح بكلمات راقية، تذكر الله، وتمدح رسوله، إلى جانب وصلات المدح فى آل البيت، ولشيوخ ملكوا أصواتًا من الجنة فى قالب غنائى هادف، بعيدا عن الضوضاء وهبوط الألوان الأخرى التى أصابت الآذان بكل أنواع التلوث، دورنا أن نحافظ على ذلك التراث الذى يأتى الغرب لينقل عنا، أما نحن فلدينا نهر من الإبداع مهما أخذ منه لا ينتهى.
■ يقدم المنشدون مسرحهم بأداء رقصات وحركات مميزة، هل تفعل ذلك؟
- لا، أنا أنشد فقط، ولا نستطيع أن ننفى أن هناك رقصات وحركات يدوية وبدنية مصاحبة لبعض أنواع الغناء والموشحات والإنشاد الدينى، وتعتبر هذه أحد أساليب الطرق الصوفية فى التقرب إلى الله.
■ المنشد ابن موالد الأولياء والصالحين، هل أنشدت فى الموالد؟
- فى الحقيقة كانت مرة واحدة فى مولد السيدة زينب بالمسجد، لكنى أرى أن جمهور الموالد له طبيعة خاصة ربما لا أستطيع تقديم ذوقه الخاص الآن، لكنى أختار المكان الذى يحدد بدوره طبيعة الجمهور، فمثلا مسارح الجامعات، ومسارح القاهرة الخاصة، والمؤسسات الثقافية، كل هؤلاء لهم جمهور يختلف عن جمهور الموالد.