الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أهل المدد.. الشيخ عبداللطيف وهدان: الرسول لم يحرم الابتهال والإنشاد الديني

 الشيخ عبداللطيف
الشيخ عبداللطيف وهدان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فضيلة الشيخ عبداللطيف وهدان، هو أحد أجمل الأصوات فى مجال الإنشاد والابتهال الدينى، فهو يجمع فى صوته بين أصالة الماضى وعبق الحاضر، ومن ثم فإنه حين ينشد ويبتهل لا بد أن تصمت وتسمع له، والبداية كانت فى كتاب قريته الصغيرة، حيث حفظ القرآن فى سن مبكرة، وتعهده جده الشيخ عبداللطيف صابر بالعناية والرعاية فساعده فى حفظ القرآن الكريم، بعدها اختاره الشيخ إبراهيم بسيونى ليعلمه أسس التجويد، ولتنطلق بعد ذلك مسيرته سواء فى تلاوة وتجويد القرآن، أو فى مجال الإنشاد والابتهال الدينى، وعن تلك الرحلة التى قطعها حتى أصبح أحد أشهر المقرئين والمبتهلين، كان لنا معه هذا الحوار.

■ حدثنا عن بداياتك ؟
منذ الصغر وأنا أمتلك موهبة قراءة القرآن الكريم بصوت جميل لذلك اتجهت فيما بعد إلى مجال الابتهالات والإنشاد الدينى، استجابة لنصيحة تلقيتها من قدوتى الشيخ إبراهيم الإسكندراني، ويمكننى القول إننى عشت حياة مختلفة عن بقية الأطفال بعمري، فقد تعهدنى جدى لأمى الشيخ عبداللطيف صابر بالرعاية، وزرع فى حب الاطلاع وسماع القرآن الكريم، وعندما التحقت بالمرحلة الإعدادية كان الشيخ إبراهيم البسيونى صاحب الفضل بتعليمى أسس التجويد، وفيما بعد أخذت أقرأ فى الإذاعة المدرسية، وتأثرت كثيرا بالشحات محمد أنور، وعلى الزاوى والشيخ وحيد الشرقاوى.
■ موقف لم تنساه فى بداياتك؟ 
دائمًا يصعب علينا نسيان البدايات، ولا أنسى أول مرة تلى فيها الشيخ وهدان القرآن الكريم أمام جمهور، وكان الشيخ بكر النادى إمام المسجد فى قريتى الصغيرة، يصطحبنى معه للمسجد حيث أقيم الأذان للصلاة، ويوما وعقب أذان العصر، طالبنى البعض تلاوة القرآن فى مراسم عزاء، لأن الشيخ لم يأت بعد، وعلى الفور ذهبت معهم لتلاوة القرآن، وأعجب بصوتى الكثير، وطلبوا منى أن أجيء فى المساء، وبعد ذلك قمت بتلاوة القرآن الكريم فى عزاء جدى، وأعجب بى الشيخ محمد ضيف، والشيخ رزق خليل، وطلبوا منى التقديم فى الإذاعة، ولكنى توجهت بداية إلى الشيخ إبراهيم الإسكندراني، لكى يعلمنى المقامات الموسيقية، وبالفعل ذهبت إليه فى منزله بالسيدة زينب، وتعلمت على يديه، ودعمنى كمبتهل بعد استماعه لى فى الإذاعة المصرية.
■ مَنْ الذين تأثرت بهم؟
كثيرون، منهم الشيخ عبدالتواب البساتيني، والشيخ حسن قاسم، فكانوا يوجهونى لاختيار الكلمات المناسبة مع أى احتفال دينى، عكس الآن حيث البعض من المنشدين والمبتهلين بدون خبرة كافية لاختيار الكلمات المناسبة، وأنا أستعين أحيانا بشعراء لديهم خبرة وكفاءة وأحيانا أكتب الكلمات لنفسي، ونادرًا ما أستعين بكلمات من التراث حتى يصبح للأجيال أكثر من موروث، ودوما أحرص على تقديم المحتوى الهادف، فعقب ثورة يناير، طلبت من الدكتور رفعت الحفني، أن يكتب لى كلمات تناسب الأحداث، وكانت وقتها أغنية مصر الكنانة رب العرش بانيها، لم تحن هاما لغير الله باريها، كأنها نخلة فى الأرض منبتها وفرعها فى السماء يغزى أعاديها.
■ ما هى نصائحك للأجيال الجديدة من المنشدين والمبتهلين؟
الإذاعة والتليفزيون والسوشيال ميديا أتاحت فرصا كبيرة للجميع، وأطالب الجدد أن يهتموا بالنص والأداء فكلاهما سبب النجاح الحقيقى والبقاء، وأسعى جاهدًا للتواصل معهم لإعادة تسجيل التراث القديم كاملًا.
■ ماذا عن رحلتك مع الإذاعة المصرية.
تقدمت للإذاعة فى عام ١٩٩٦، وكانت اللجنة فى ذلك الوقت تضم كبار المحكمين، وهم الشيخ أبوالعينين شعيشع، والدكتور عبدالصمد الدسوقي، والشيخ محمد عبدالحق، والشيخ رزق خليل حبة، والشيخ محمود برانق، وتم منحى مهلة ٦ أشهر، لكنى تكاسلت وانشغلت فى إحياء الحفلات، وفى عام ٢٠١٠ تقدمت للاختبار ثانية أمام لجنة أخرى، وتم قبولى وسجلت بعض الفواصل فى الإذاعة، والبداية كانت مع صلاة فجر أقيمت فى الأزهر فى شهر يوليو عام ٢٠١١، وتقدمت للإذاعة كقارئ قرآن فى ٢٠١٧، ووقع على الاختيار من أول لجنة، ولكن حتى الآن لم أقم بالتسجيل.
■ البعض يحرم الابتهالات الدينية.. ما رأيك؟
لا أعرف لماذا يحرم هؤلاء الابتهالات، ويكفى القول إن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قدم للمدينة المنورة استقبله أهل المدينة بـ«طلع البدر علينا من ثنيات الوداع»، ورددوا أناشيد الترحيب بالرسول، وكان سيدنا حسان بن ثابت شاعرًا لرسول الله، وهناك الكثير من الأدلة التى تؤكد أن الرسول لم يحرم الابتهالات.
■ موقف لا تنساه وتتذكره دومًا؟
مراسم العزاء لها طقوسها الخاصة، لكنى خرجت عن المألوف، ففى عزاء الشيخ السيد متولى، أنشدت ابتهال فى مراسم العزاء وقت: «وداعًا وداعًا لرمز الوفاء» مما لاقى قبولًا من المعزين، وفيما بعد طلب كثيرون منى هذا الابتهال فى مراسم العزاء، بالإضافة إلى ابتهال «أعز الناس فارقنى ودمع العين صاحبنى لحال الناس والدنيا».
■ هل سافرت إلى خارج مصر؟
نعم زرت دولًا كثيرة لإحياء مناسبات دينية خارج مصر، سواء لتلاوة القرآن الكريم أو الابتهالات، ومنها « الهند، الجزائر، كردستان، بلجيكا، فرنسا، تركيا».
■ ما هو حلمك الذى تتمنى تحقيقه؟.
أن أسجل بصوتى القرآن الكريم للإذاعة، ويتم اعتمادى بها قارئًا ومبتهلًا.