الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الشرق يبدأ في القاهرة".. حارة باستديو مصر بأربعينيات القرن الماضي

كتاب الشرق يبدأ فى
كتاب الشرق يبدأ فى القاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة نيوز» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة. 
يصحب الكاتب والمترجم الإسبانى إكتور آباد فاسيولينسى فى كتابه «الشرق يبدأ فى القاهرة»، القارئ فى جولة داخل العاصمة الأكثر سحرًا فى الشرق، عبر عينيه التى تجولت فى العديد من الأماكن والمزارات، التى عادة ما تصير مألوفة لنا بحكم الوجود فى هذه المدينة، لكن فاسيولينسى جعل لها مذاقًا آخر؛ مؤكدًا أنها ليست مدينة ابن بطوطة التى وصفها بـ«أم المدن وسيدة الأرياف العريضة والأراضى المثمرة»، وهى ليست أيضًا مدينة «ألف ليلة وليلة».
فى الكتاب الذى ينتمى لنوعية أدب الرحلات، يصحب الكاتب الإسبانى، بترجمة المصرى محمد الفولى، قارئه معه داخل جميع مزاراته داخل مدينتى القاهرة، والتى كثيرًا ما يتبادر فى أذهان أصحابها أسئلة حول من أين أتوا، فهل هم من أصحاب الأرض الأصليين، أم أصبحوا هكذا نتيجة سنوات كثيرة كان منهم من جاؤوا إليها باعتبارهم غزاة أو مستعمرين أو فاتحين عبر آلاف السنوات التى شهدتها البلاد منذ سقوط حكم أسر الفراعنة، فصاروا بمرور الزمن وتراكم السنوات والأجيال أصحابها، الذين لا يعرفون موضعًا آخر. السؤال نفسه الذى تطرق إليه فاسيولينسى باحثًا عن الهوية الحقيقية هو ما شغل لفترات طويلة سكان الأمريكتين، الذين قدموا من شتى بقاع الأرض منذ بضع مئات من الأعوام.
الكتاب الذى صدر قبل ثورة يناير ٢٠١١، يصف مصر وأهلها بالكثير من الإيجابيات والسلبيات معًا، وبوجهة نظر مختلفة نوعًا، مؤكدًا مقولة ليس كل ما يراه الآخرون جميلًا يعجبك فى النهاية؛ فيرى فاسيولينسى العاصمة المصرية من أعلى جبل المقطم، فيجد سحبًا سوداء تغطيها بأكملها، أو كما قال «من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها، بينما لم تحظ أهرامات الجيزة الأسطورية وأهم عجائب الدنيا، التى تثير إعجاب الكثير من السياح بإعجاب هذا الرجل مثل ما فعلت أهرامات سقارة ودهشور. يُجيد الرجل كذلك السخرية من العالم مثلما يُجيد السخرية من نفسه، حتى أنه لا يستنكر اسم «على بابا» الذى أطلقه عليه المصريون حينما أطلق لحيته تيمنًا بالخيال الغربى عن الشرق؛ وكان يظن كذلك أن كل الرجال فى الشرق يتزوجون من أربع نساء، ما جعله يقدم أخته وزوجته اللتين رافقتاه خلال رحلته على أنهما زوجتاه.