الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بورتريه| سيف وانلي وشقيقه أدهم.. رحلة إثبات أهمية الفن التشكيلي

سيف وانلى
سيف وانلى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كعادة مدينة الإسكندرية الجاذبة لقلوب الفنانين وخاصة الفنانين التشكيليين، خرج فنانان سحرا أعين كل من شاهد أعمالهما ببراعتهما وإتقانهما للعمل حتى أصبحا من رواد الحركة التشكيلية المصرية، فالحلقة الثامنة من «بورتريه» تدور حول الفنان السكندرى محمد سيف الدين إسماعيل محمد وانلى والشهير بـ«سيف وانلي»، وشقيقه الأصغر إبراهيم أدهم إسماعيل محمد وانلى والشهير بـ«أدهم وانلي».
جاء الاختلاف فى أعمال الفنان سيف وانلى كميزة عُرف بها بين كل الفنانين التشكيليين، فاحتار الفنانان التشكيليان من وضعه فى مدرسة فنية مُعينة، حتى قال عنه وزير الثقافة السابق بدرالدين أبوغازى فى كتاب رواد الفن التشكيلي: «إننا لا نلمح عند سيف ما نلمحه لدى بعض الفنانين من خط ثابت متصل الحلقات، ولا نلقى عنده اتجاهًا نحو تأكيد شخصيته الفنية»، وأشار إلى أنه فنان التجربة الحرة الطليقة، صاحب التأثيرية الذى اعتنق المنطق التكعيبي، وتطلع نحو التعبيرية، وأخذ يحلق فى عالم التجريد فهو دائم البحث عن اللغة التشكيلية التى يصب فيها عمله، ودائم البحث فى لغة الأساليب.
وعن دخول الأخ الأكبر «سيف وانلي» إلى عالم الفن التشكيلي، عانى الفنان كثيرًا فى بداية الأمر، ولكن حبه للفن الذى غمره هو وشقيقه «أدهم وانلي» دفعهما نحو التمسك والإصرار على تعلم الفن، فالمشكلة حدثت عندما رفض والداهما التحاقهما بالمجال الفنى من الأساس لاعتقاده أنه مجال غير جاد.
ورغم ذلك التحق الشقيقان بمرسم الفنان الإيطالى «أوتورينو بيكي» لدراسة فن التصوير، وكان ذلك على غير عِلم من والديهما، كان اختيار الفنان المُعلم «بيكي» فى هذا الوقت هو الاختيار الأمثل الذى يتوافق مع قدراتهما المادية بعدما صعب عليهما الالتحاق بالدروس مع أحد أساتذة الفنان «محمود سعيد»، وكان يتدرب سيف وانلى على الرسم فى الأجواء الشعبية على المقاهى أمام البحر الذى يُلهمه بكل الأفكار الجذابة.
ازداد تمسك سيف وانلى بالفن التشكيلى بعد زيارته إلى القاهرة برفقة شقيقه لرؤية أحد المعارض التى جاءت بعد ازدهار القاهرة بالفن بسبب الدور الأساسى الذى لعبته مدرسة الفنون التشكيلية، ومن بعد هذه الزيارة التى لعبت كنقطة تحول فى حياته، قرر «سيف» الالتحاق بمدرسة حسن كامل «الجمعية الأهلية للفنون الجميلة بالإسكندرية»، وهو فى الثالثة والعشرين من عمره، وذلك بعدما تمسك الفنان باتخاذ الفن التشكيلى مجالًا وحياة كاملة يعيش بها ويتعمق فيها، حتى أصبح أستاذ التصوير الزيتى بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية فور تأسيسها وكانت هذه الخطوة عندما أتم الحادى والخمسين من عمره.
قام سيف وانلى بمشاركة أخيه «أدهم» فى تأسيس أول مرسم لفنان مصرى بالإسكندرية وهو فى التاسعة والعشرين من عمره، فتعليمه للشباب بالإسكندرية قد يكون الدافع خلف اتجاهه للالتحاق بمجال التدريس فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وبعد ذلك أفنى حياته فى سبيل الفن فعمل مستشارًا فنيًا بقصور الثقافة بالإسكندرية، ثم رد الجميل لأول الأماكن التى تعلم بها ورأس الجمعية الأهلية للفنون الجميلة.
أضاف «وانلي» الفنان المختلف والمتميز فكرة التصوير السريع دون الاهتمام بالقيود الأكاديمية إلى عالم الفن التشكيلي، وترك الحياة وهو فى الثالثة والسبعين من عمره وذلك بعد أن واصل بعض السنوات بمفرده بعد رحيل شقيقه الأصغر وهو فى الحادى والخمسين من عمره.