الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حريق الموسكي.. النار تلتهم "أكبر أسواق مصر".. القصة الكاملة لحريق الـ12 ساعة.. 50 مليون جنيه خسائر أولية و51 مصابا في الحادث.. وخبراء: إجراءات السلامة المهنية "المتهم الأول"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساعات من الرعب عاشها سكان وتجار أكبر أسواق مصر، بسبب الحريق الذي اندلع في عدد من المحلات التجارية بمنطقة الموسكي بعد ظهر الجمعة الماضية.
النيران نشبت في مجموعة من المحلات التجارية بممر "الشابوري" الشهير على مشارف حارة اليهود، والسبب "ماس كهربائي"، المتهم الأول في الحرائق التي اندلعت بالمنطقة في السنوات الأخيرة.
وبعد 12 ساعة سيطرت قوات الإطفاء على الحريق الذي استمر حتى الساعات الأولى من صباح السبت، استخدمت خلالها قوات الحماية المدنية كافة أجهزتها مستعينة بـ 14 سيارة إطفاء إضافة إلى خزانات للمياه، كما استعان رجال الإطفاء بسلم هيدروليكي؛ بعد أن امتدت النيران للأدوار العليا، وتسببت في إصابة 51 شخصا، بحسب بيان وزارة الصحة.

50 مليون حصيلة الخسائر
من جهتها أمرت نيابة الجمالية بانتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق الموسكى، للوقوف على أسباب الحريق، مشيرة إلى أن الحريق وقع داخل عمارة رقم 4 بمول الشابوري والمكون من 4 طوابق، حيث نشب الحريق فى الدور الأرضى، وانتقل إلى الدور الرابع، ليسفر عن حريق 54 محلا، وإصابة ما يقرب من 45 شخصا، وقدرت حجم الخسائر بين 30 و50 مليون جنيه.
ولفتت النيابة إلى أن التحقيقات شملت استجواب الشهود الذين أكدوا أن المول به محلات لتجار العطور وأدوات التجميل، وأن الحريق نتيجة ماس كهربائي بالدور الأرضي امتد إلى الدور الرابع، مشددة على أنه لا وجود لحالات وفيات أو إصابات خطيرة، وتوجد 10 حالات فقط محجوزة لتلقى العلاج اللازم. 

ذكريات حرائق الموسكي
وقبل أقل من عام واحد، كانت منطقة الموسكى على موعد مع فصل آخر من فصول الحرائق حيث اندلع حريق هائل في المركز التجارى بشارع جوهر الصقلى، المتفرع من حارة اليهود، أسفر عن تفحم "المول" المكون من ٣ طوابق بالكامل، بعد احتراق ٣ محلات ومخزنين للخردوات والملابس، بنفس السبب "ماس كهربائي، إذ أكد شهود العيان حينها أن الحريق نشب مع عودة الكهرباء التي كانت منقطعة عن المنطقة قبيل الحريق بدقائق معدودة.
وعلى بعد أمتار معدودة تشهد منطقة العتبة الحادث الأشرس والذي وقع في شهر مايو 2016، حيث شب حريق هو الأكبر بمنطقة الرويعى استمر لمدة ١٨ ساعة، حيث تسبب ماس كهربائي في اشتعال النيران في ٦ طوابق بفندق الأندلس، وامتدت النيران إلى العقارات المجاورة، ما خلَّف ٧٤ مصابًا، واستخدمت وزارة الصحة ٢٢ سيارة إسعاف، بينما عملت أكثر من ٦٠ سيارة إطفاء على مدار يوم كامل لإخماد الحريق الذي أتى الحريق على نحو ٢٣٨ محلًا، و١٥٠ فرشة، و٧٠ مخزن بويات، و٦ عمارات، ورفعت الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة ٤٠٠ طن من أنقاض ومخلفات الحريق.
تكرار حوادث الحريق دفعنا للبحث حول الأسباب وراء ذلك، إلا أن الخبراء اتفقوا على أن عدم تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة المهنية يعد العامل الأساسي وراء تكرار هذه الحوادث نتيجة أزمات الماس الكهربائي.

عجز المفتشين
وفي هذا السياق، قال الدكتور تامر عبدالله شراكي، استشارى السلامة المهنية، إن مصر لديها مشكلات كبيرة في تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة المهنية، ففي الوقت الذي أصبحت اشتراطات السلامة من العناصر الأساسية والحيوية في الدول الغربية، لا يزال لدينا الكثير للحاق بركب التطبيق الفعلي لهذه الاشتراطات. 
وأضاف: "في مصر لدينا عجز شديد في أعداد مفتشي الأمن والسلامة أو كما نسميهم (الأمن الصناعي) ومن هنا ينمو الإهمال في المؤسسات المختلفة وصولا إلى الأسواق التجارية والمحلات وغيرها، فنادرا ما نجد مؤسسة تحرص على تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة المهنية، وذلك لنقص الوعي الفردي والمجتمعي بأهمية هذا القطاع، فالكثيرون منا لا يدركون أن الأمن والسلامة ركيزة أساسية لاستمرار المؤسسات والأنشطة المختلفة وغيابها يمثل خطرا بالغا ومجازفة نحن في غنى عنها". 
ودعا الخبير في مجال السلامة المهنية إلى ضرورة العمل على تكثيف عمليات التفتيش والمتابعة لإصدار تراخيص السلامة المهنية بشكل أساسي في أي مؤسسة، والعمل على نشر ثقافة التوعية بمخاطر إهمال معايير السلامة المهنية، وضرورة العمل على إيجاد مراكز متخصصة للتعليم والتوعية بكافة جوانب هذا القطاع من أجل تخريج أعداد مناسبة من المفتشين والقادرين على تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة في مختلف مؤسساتنا.

غياب الوعي
ووافقه الرأي خبير الأمن والسلامة المهنية، المهندس سيد فتحي، الذي يؤكد أن السائد في مصر أن الشركات الأجنبية الكبرى هي الوحيدة التي تولي اهتماما كبيرا بالسلامة والأمن المهني، وتعمل على تطبيقها بكامل مستوياتها، بالإضافة إلى أعداد ضئيلة من المؤسسات والشركات المحلية المصرية.
وأكد "فتحي" أن تأمين المؤسسات هو الضمانة الحقيقية لأي نشاط تجاري أو استثماري في أي دولة، داعيا إدارات الموارد البشرية في أي مؤسسة إلى العمل على التنسيق مع إدارات الدعم الفني من أجل تطبيق إجراءات السلامة من الألف إلى الياء، بجانب توظيف عناصر قادرة على التعامل مع حالات الطوارئ وتطبيق الإجراءات التي تضمن سلامة المؤسسة بالكامل. 
وأوضح الخبير، أن نقص الكفاءة والتأهيل والتدريب للعناصر البشرية بجانب عدم قدرة المؤسسات على التعامل مع الأزمات تعد أهم أسباب انتشار حوادث الحريق في الآونة الأخيرة، والأرقام تقول إن تأهيل العنصر البشري يمكن أن يجنبنا أكثر من 75 % من تلك الحوادث.