الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

استشهاد النقيب أحمد المسلمي.. ليلة بكى فيها أهالي الأقصر والشرقية

استشهاد النقيب أحمد
استشهاد النقيب أحمد المسلمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وقع خبر استشهاد النقيب أحمد المسلمي، معاون مباحث مركز شرطة بلبيس بمحافظة الشرقية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء إثر تلقيه طعنة نافذة أودت بحياته خلال اشتباك مع خارجين على القانون، على أهالي محافظتي الأقصر والشرقية كالصاعقة نظرا لما كان يلاقيه الشهيد من حب واحترام في المحافظتين الأولى التي كانت مقرا لعمله السابق والثانية كمسقط رأسه والتي انتقل إليها مؤخرا. 
ولد الشهيد أحمد صلاح أمين المسلمي في 14 نوفمبر عام 1991 بقرية خلوة أبو مسلم مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، وكان الابن الأكبر لأسرته ولديه 3 أشقاء بنتان وطالب بالصف الثاني الثانوي وكان بمثابة أب لهم وهو رب الأسرة، حيث توفي والده وهو في سن صغيرة، وكان يعمل بالتربية والتعليم ووالدته مديرة مدرسة الخلوة الابتدائية والتحق بكلية الشرطة في عام 2009 وتخرج منها عام 2013 ليبدأ خدمته بوزارة الداخلية من محافظة الأقصر، وتحديدا بمركز شرطة طيبة شمال المحافظة والتي قضى بها 5 سنوات قبل أن يطلب العودة للشرقية لكي يكون بجوار والدته لرعايتها هي وأشقائه الثلاثة وذلك خلال الحركة العامة لوزارة الداخلية في شهر أغسطس من عام 2018 ليصبح معاونا لمباحث مركز شرطة بلبيس في الحركة الداخلية لمديرية أمن الشرقية.
وخلال عمله بمديرية أمن الأقصر، حظي الشهيد المسلمي بحب زملائه من الضباط والأهالي على حد سواء، كما نال عدة تكريمات نظير كفاءته وجهوده الملحوظة في العمل، حيث كرمه اللواء حسام المناوي مدير أمن الأقصر الأسبق ومعه عدد من ضباط وأفراد مركز شرطة طيبة في 4 مارس 2015، لما بذلوه من جهود متميزة في مجال مكافحة الجريمة وإحباط مخططات تخريبية، وكرمه أيضا اللواء عصام الحملي، مدير أمن الأقصر الأسبق، في 14 مايو 2017 ضمن 49 ضابطًا تم تكريمهم بجميع قطاعات المديرية لجهودهم في ضبط الخارجين عن القانون وقيامه بضبط تشكيل عصابي تخصص في السرقات المتنوعة.
وقابل أهالي الأقصر نبأ استشهاد النقيب أحمد المسلمي بحزن شديد ولم تتوقف ألسنتهم عن الدعاء له بالرحمة وقلوبهم يعتصرها الألم، وخاصة بين زملائه من الضباط بمحافظات متفرقة والذين زاملهم لعدة سنوات حيث مرت ذكرياتهم معه من أمام أعينهم في ثوان معدودة وأفرغوا حزنهم في عدة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تحولت صفحته على الفيس بوك لدفتر عزاء سطَر فيه محبوه من الأصدقاء والأهل وزملاء العمل ذكرياتهم معه في حروف رثاء أكدوا فيها "جدعنة واحترام وشهامة" الراحل مؤكدين أنه من أفضل الشخصيات وأنه كان محبوبا بين الضباط وأهالي الدائرة التي كان يخدم بها حيث كان على خلق ودائما صاحب واجب وأخلاق عالية ويتميز بالكفاءة في العمل وترك بصمة خلال فترة عمله بالمركز مؤكدين أنه ميتعزش على خلقه وأن عزاءهم الوحيد أنه شهيد والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون. 
وجاء من بين منشورات زملائه من الضباط على مواقع التواصل، "تشرفت أني عرفتك يامسلمي مع السلامة ياخويا في الجنة ياشهيد"، "والله يامسلمي مش قادر أصدق ولا عايز اصدق هتوحشني وهيوحشني كلامنا وهزارنا في الجنة ياخويا ربنا يكتبلنا الشهادة من بعدك"، "يامسلمي ياحبيبي دائما اقولك خد بالك بلبيس تقيلة اللهم لا اعتراض على حكمك ربنا يرحمك يا أنضف قلب ربنا ما بيخترش أي حد شهيد غير النضيف بس"، "متغلاش على اللي خلقك ربنا فعلا مش بيختار أي حد جنبه وإنت تستاهل الشهادة يامحترم الله يرحمك يا أبو قلب صافي"، "لله ما أعطى ولله ما أخذ ربنا يرحمك ياصاحبي ياعشرة أحلى أيام في الأقصر".
وروى ضابط ذكرياته مع الشهيد قائلا "فاكر لما كنت بقولك انت عامل إيه للناس عشان تحبك كدا.. وكنت تقوللي وانت بتضحك هي الشهرة عايزة مننا إيه، هو دا بقا حب الناس لك اللي كنت بقولك عليه أكيد إنت حسيت بيه النهاردة هتوحشني يامسلمي".
وقال آخر "يا وجع القلب علي الصبح استشهاد الأدب والأخلاق والتربية الغالية النقيب أحمد المسلمي أنت يا ابني أهل للشهادة والله ربنا يصبر أهلك ويصبرنا على فراقك يا حبيبي لن أنساك أبدا وأنت بتقولي أنا راجع الشرقية عشان أتاهل ولازم هيتعمل أحلى فرح إن شاء الله وكأنك كنت حاسس إنك ستفرح في الجنة يا حبيبي ربنا يسكنك الفردوس الأعلى من الجنة".
فيما أكد أهالي قرية المسلمي بالشرقية وتحديدا مركزي بلبيس وأبوحماد، أنه تميز بأخلاقه الطيبة والدماثة والسيرة الحسنة وكان يحب مساعدة الجميع دون تمييز ويشهد له الجميع بالصلاح، وكان حافظا للقرآن الكريم وحريصا على تأدية الصلاة في أوقاتها كما أن عائلته تتمتع بحسن الخلق حيث أن والده الذي توفي منذ سنوات كان يحرص على إعطاء دروس خصوصية للطلاب بالمجان.
واستيقظ أهالي الأقصر والشرقية، اليوم على نبأ استشهاد الشهيد النقيب أحمد المسلمي، أثناء مأمورية لضبط أحد العناصر الإجرامية المعروف عنه نشاط السرقات بقرية بني عليم حيث قام مسجل خطر بالتعدي عليه بسلاح أبيض "سكين" أحدث إصابته بطعنتين نافذتين بالصدر والساق وتم نقله إلى مستشفى بلبيس المركزي ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته، فيما أصاب خفيرين من قوة خفراء القرية قبل أن يتمكن ضباط مباحث بلبيس من ضبط المتهم.
وخرجت جنازة عسكرية مهيبة من مسجد قرية الخلوة الكبير التابعة لمركز ابو حماد مسقط رأس الشهيد تقدمها قيادات مديرية أمن الشرقية والأجهزة الأمنية بمركزي شرطة بلبيس وأبو حماد وزملاء الشهيد ثم تم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير ملفوفا بالعلم المصري وسط هتافات الأهالي (لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله) حيث تم مواراة جسد الشهيد بمقابر الأسرة وسط بكاء العشرات من أهله وأصدقائه الذين طالبوا بالقصاص العاجل من المتهم وتوقيع أقصى عقوبة عليه.