السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

رعب ما بعد "داعش" يسيطر على العالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مخاوف من عودة الإرهابيين إلى بلدانهم بعد سقوط التنظيم.. ومطالبات بجمعهم فى سجون مثل «جوانتانامو»
فى إعلان مفاجئ، صرح الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مساء الأربعاء، بأنه سوف يتم القضاء على آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا، «الليلة»، وهو ما لم يحدث.
وحمل ترامب معه خلال هذه التصريحات التى أطلقها فى الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، صورتين لسوريا، إحداهما تمثل وضع تنظيم «داعش» ليلة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية فى ٢٠١٦، وأشار إلى وجود التنظيم باللون الأحمر داخل الخريطة، والصورة الثانية تمثل وضع التنظيم فى الوقت الحالى، بعد أن خسر معظم الأراضى التى يسيطر عليها داخل سوريا والعراق.
وتوقع مظلوم كوبانى، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، فى يناير الماضى، أن ينتهى التنظيم الإرهابى خلال شهر واحد، إلا أن هناك عدة عوامل ساهمت فى تأخر عملية تقدم قوات «قسد»، منها استخدام العناصر المتبقية من «داعش» لعدة تكتيكات تعمل على تأخير سرعة التقدم، لعل أبرزها زرع ألغام فى مناطق انسحابهم.
واستطاعت تلك الألغام أن تحصد حياة العديد من المدنيين، وهناك عدة أمثلة بارزة على ذلك، ففى ريف «دير الزور»، توفى ٤ مدنيين، وأصيب ٣٦ آخرون، وفى قرية «أرك» ببادية «تدمر» توفى ٨ مدنيين، وأُصِيبَ ١١ آخرون، وفى «ريف سلمية» قتل أكثر من ٢٠ مدنيًا وفى حادث آخر قُتِلَ ٧ آخرون؛ وذلك نتيجة لانفجار ألغام أرضية زرعها التنظيم.
وعلى الرغم من ابتهاج المجتمع الدولى بالقضاء على التنظيم الإرهابى، الذى يعد أخطر التنظيمات الإرهابية التى ظهرت على الساحة العالمية خلال السنوات القليلة الماضية، إفإن هذه العملية أبرزت أزمة خطيرة تؤرق مضجع القادة والسياسيين حول العالم، وتتمثل فى مصير العناصر الإرهابية التى حاربت مع التنظيم فى سوريا والعراق قبل انهياره.
وبرزت عدة آراء فى هذا الشأن، من ضمنها ضرورة جمع هؤلاء الإرهابيين فى سجون تشبه معتقل جوانتانامو الشهير، ومحاكمتهم بصورة دولية على الجرائم التى ارتكبوها ضد الإنسانية والأبرياء، حتى يكونوا عبرةً لغيرهم من الذين يفكرون فى خوض مغامرة الإرهاب الأسود، بعد أن فقدوا معنى حياتهم فى دولهم.
بينما ترى بعض الآراء بهم مصدرًا وكنزًا معلوماتيًّا مهمًا، يمكن استغلاله فى فهم التكتيكات التى تعتمد عليها تلك التنظيمات الإرهابية فى عملها، ما يساعد فى فهم العقلية الإرهابية، ويمكن المجتمع الدولى من التعامل بكفاءة وسرعة مع أى فكر وتهديد إرهابى مستقبلى، كما أن منع خروجهم من السجن يحمى المجتمع والعالم من عودتهم مرةً أخرى لممارسة الإرهاب.
وعلى الرغم من تعدد الآراء حول مصير هؤلاء، ومدى تقبل دولهم عودتهم مرة أخرى باعتبارهم قنابل موقوتة داخل نسيجها الوطنى، فإن تركهم يرحلون قد يؤثر على السلم العالمى، وهذا يؤكد أن القضاء على التنظيم الإرهابى «داعش» هو مجرد خطوة على مسار التعامل مع التنظيم الإرهابى، والخطوة المقبلة تُعَدُّ هى الأصعب؛ حيث يجب التعامل مع بقايا التنظيم وعناصره الموجودة بجيبه الأخير بصورة فعالة؛ وذلك لتجنب تجمعهم مرة أخرى، وظهور تنظيم جديد أكثر وحشيةً وفتكًا بالأبرياء.
لذا فإن أفضل الحلول وفق خبراء تكمن فى السيطرة عليهم، ومنعهم من التحرك بحرية، وهو ما يستدعى أن تتحمل الدول شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، مسئوليتها تجاه محاربة الإرهاب، والقضاء عليه؛ منعًا لظهور المزيد من التنظيمات الإرهابية، التى تحصد أرواح الأبرياء.