الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حمد الباسل: "سعد" رأى السلطان جنديا بريطانيا ويجب أن يخرج مع الاحتلال

حمد الباسل برش
حمد الباسل برش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشر العديد من الأسئلة حول ثورة ١٩١٩ وحقيقة إعلان الجمهورية، فهل كان سعد زغلول حقًا يريد إعلان الجمهورية بعد ثورة ١٩١٩؟ أو أن هناك ما يوحى بأن ثورة ١٩ كانت متجهة نحو إعلان الجمهورية؟ وما حقيقة وقوف مجموعة من الإقطاعيين المنتمين لحزب الوفد فى الحؤول دون ذلك؟ كل تلك التساؤلات تكشف عنها مذكرات الجهاز السرى للثورة. 
ففى «الصفحات الممزقة من مذكرات سعد زغلول»، يقول: فى يوم ٤ ديسمبر سنة ١٩٣٩ تناولت الغذاء مع حمد باشا الباسل وكيل الوفد المصرى على مائدة الأستاذ محمد عبد الرحمن الجديلى مدير إدارة المساجد بوزارة الأوقاف فى تلك الأيام، وكان معنا المرحوم الأستاذ توفيق صليب، والمرحوم كامل الشناوي، وعلى أمين، وبعد الغداء جلس حمد باشا يروى ذكرياته السياسية الممتعة، حيث قال إنه كان مع الوفد المصرى فى باريس سنة ١٩٢٠، ولاحظ أن نفوس الأعضاء لم تكن متآلفة».
وكان الأعيان من الأعضاء يقولون إن سعد زغلول يريد إعلان الجمهورية فى مصر، ويعتقدون أنه بذلك سيخرب البلد، ولم يكن سعد زغلول فى أول الثورة من أنصار الجمهورية، ولكن بعد شهر من قيامها بدأ يفكر فيها، والسبب أننا كنا منفيين فى مالطة وجاءت برقية تقول إن إحدى المديريات أعلنت استقلالها وأعلنت الجمهورية». 
واهتم سعد زغلول بهذا النبأ ومكث يحدثنا فيه حتى الصباح، وكنت، والكلام لـ«حمد باشا»، أنا مع إسماعيل صدقى فى غرفة واحدة، وقلت له إننى شعرت بأن رأس سعد زغلول دار بفكرة الجمهورية، وكان من رأى صدقى أن إعلان الجمهورية كارثة».
وكان سعيد يسمى المعارضين لخلع السلطان: «جمعية عبيد السلطان» وأوضح وقتها حمد باشا حيث قال: «وذهبت إلى سعد باشا وقابلته منفردًا ونصحته بأن يعمل على تصفية القلوب، وأن الأعضاء يشكون فى نواياه، وأنه يحسن أن يصفى الجو قبل سفر الوفد المصرى إلى لندن للمفاوضة مع «ملنر» ويضمد الجروح، ولكن سعد لم يهتم كثيرًا برأيي، ولم يكن يعتقد أن الأمر سيؤدى إلى انشقاق، وسافر الوفد إلى لندن، وفى أحد الاجتماعات اختلف الأعضاء على من يتولى مفاوضة اللورد ملنر، فقد خشوا أن يثير سعد زغلول مسألة الجمهورية- مخالفًا أغلبية الوفد. 
وكان «عدلي» قد قال أيضًا: «إن سعد زغلول أثار قضية الجمهورية مع اللورد ملنر، مخالفا اتفاقه معنا، وأن سعد من رأيه الاستقلال وهو أن يختار الشعب بنفسه النظام الذى يراه، جمهوريًا أو ملكيًا، ويجب أن ينص على هذا فى المعاهدة، وأن من رأيه عزل السلطان باعتباره أثرًا من آثار الحماية، وأن الشعب ينتخب حاكمه بعد الاستقلال». 
ووقتها اشتدت المناقشات بين الوفد ووقتها اتهم سعد زغلول بأنهم يعارضون فى خلع السلطان وإعلان الجمهورية، من أجل المصالح الشخصية.
ووقتها دار بين سعد زغلول وحمد باشا حوار، حيث يقول حمد باشا: «فقد طلبت من سعد باشا فى باريس أن يفتش عن الشروخ ويلحمها قبل السفر إلى لندن».
وقال سعد باشا: «شروخ إيه؟»
قلت: «الشروخ التى فى الوفد يجب أن تفتش عنها».
فقال سعد باشا: «أنا يا سيدى عملتك أنت المفتش».
وأجاب حمد باشا: «إذن أنا أقبل الوظيفة؟ لكن أول من سأفتشه هو أنت؟»
ووقتها تضايق سعد زغلول وقال: «أنت لا تفهم ما تقول..» وقامت مناقشة عنيفة بينهما اشترك فيها سينوت حنا بك، ووقتها قلت: «إن عدلى باشا قال إن الإنجليز مصممون على ألا يعقدوا محالفة إلا مع السلطان» ورد سعد بأنه لا يعترف بالسلطان، وأن السلطان موظف إنجليزي، وأنه يجب أن يخرج بخروج الموظفين الإنجليز، وأن السلطان فؤاد مجرد جندى فى جيش الاحتلال». 
جاء هذا وفقًا لما جاء فى أقوال حمد الباسل باشا.