السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مصطفى سليم: الدراما الفرعونية بدأت ق. م.. ولا يمكن تغيير الثوابت العلمية

الدكتور مصطفى سليم،
الدكتور مصطفى سليم،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور مصطفى سليم، رئيس المركز القومى للمسرح، الأسبق، وأستاذ المسرح بأكاديمية الفنون، إن المراحل المسرحية فى مصر بدأت من المسرح والدراما الفرعونية قبل الميلاد، وأعقبتها مرحلة المسرح الشعبى فى الوطن العربى فى العصور الوسطى ظهر فيها مسرح خيال الظل والأراجوز وصولا إلى المواقف المضحة مثل الفأر وجورج دخول، مرورًا بمرحلة نقل الشكل الغربى للمسرح وكانت فى فترة القرن التاسع عشر نقل المسرحية فى شكلها الغربى ثم ظهور فرقة مارون النقاش، وأبوخليل القبانى، يعقوب صنوع.
وأضاف «سليم» في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": وفى نهايات القرن التاسع عشر ظهرت محطة إسماعيل عاصم ومسرح الجاليات الأجنبية وصولًا إلى بداية القرن العشرين فى مرحلة الثلث الأول منه، وهى مرحلة شيوع الفرق والمسارح فى عماد الدين، وهذه المرحلة لا نظير لها فى الوطن العربى وأطلق عليها «برودواى الشرق» تضم أكثر من ١٣ فرقة مسرحية، وتنتهى بفترة الكساد الاقتصادى ومدى تأثيرها على هذه الفرق المسرحية. وأكمل «سليم»، ظهرت مرحلة تأسيس المؤسسات العلمية التى بدأت بالمعهد العالى للفنون المسرحية وكانت أول مؤسسة لتعليم فنون المسرح فى الشرق الأوسط وأفريقيا فى عام ١٩٣٠، ثم الثقافة الجماهيرية، مرورًا بتأسيس أكاديمية الفنون فى عام١٩٥٩، وهى إحدى مؤسسات التعليم العالى المتخصصة فى تدريس الفنون التعبيرية، منتهيًا بتأسيس وزارة الثقافة فى ١٩٦٠، وأعقب هذه المرحلة ظهور مرحلة الستينيات، وهى مرحلة لا نظير لها فى الوطن العربى، وذلك لغزارة الإنتاج وتنوعه وجودتها، وصولًا بالثلث الأخير من القرن العشرين وظهرت حركة مسرح الدولة ما بعد حرب أكتوبر فى ١٩٧٥ حتى الآن، وتشمل تدريس موضوع المسرح، والاحتفالية فى المعرب، ومسرح الحكواتى فى الستينيات ومدى تأثيرها على المسرح.
وأكد «سليم»، أن المسرح المصرى بالنسبة للمتخصصين له جذور فرعونية وله شكل شعبى فى العصور الوسطى وقبل القرن العشرين، لسنا فى حاجة إلى التأريخ لهذه المراحل، لأن الدراسات العلمية تُدرس للباحثين دراسة النقد المسرحى أى ما يصل إلى ٧٥ عامًا، ولا يوجد من يدعو لتغيير هذه الحقائق، ولم يبدأ المسرح المصرى مع فرقة سلامة حجازى، وهذا ما يتناقض مع قسم النقد والدراما المسرحية وليس له علاقة بالمسرح المصرى، لكن شهدت فترة ١٩٠٥ تأسيس فرقة سلامة حجازى.
وأوضح أن مسرح الأراجوز اعترف به اليونسكو مؤخرًا، وهو أقدم من تاريخ ١٩٠٥، مشيرًا إلى أنه عندما رصد الناقد والمؤرخ الرومانى «بوتارك» فى حين أكيد على أكبر أسطورة قدمت وهى إيزيس وأوزوريس، وأن الملك أوزوريس كان يغزو العالم دون حروب، لأنه يسحر الأمم بعروضه الفنية، مؤكدًا أن مسرحية «الرياح الأربعة» «تنصيب الملك»، هما أقدم مسرحيتين فى التاريخ، العلم وضع فى الكتب، ولا يسمح لأحد لتغيير هذه الثوابت العلمية، فلولا مصر ما قدمت الفرق المسرحية مسرحًا.
يشار إلى أن الأزمة التي بدأت خلال إحدى الندوات البحثية التى أقيمت ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربى، التى نظمتها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية فى الفترة من 10 حتى 16 يناير 2019.
حملت الندوة الفكرية محل الخلاف عنوان «نقد التجربة - همزة وصل».. المسرح المصرى فى نصف قرن «1905- 1952»، تم خلالها تقديم عدة أبحاث نقدية حول بدايات المسرح المصرى الحديث، والتجارب الراسخة التى أثرت وشكلت المشهد المسرحى فى البلد المضيف.
ويستند المهاجمون على أن بعض القائمين على هذه الندوة عمدوا إلى محاولة تشويه تاريخ المسرح المصرى، ومحو الفترات السابقة قبل عام 1905 وإسقاطها عمدًا من ذاكرة المسرح المصرى.
وكان على رأس المهاجمين الناقدة عبلة الروينى، التى وصفت فى مقال لها الندوة بالهزيلة، لأنها اعتبرت الفترة ما بين العام 1905 - 1952 هى إرهاصات العبث فى بدايات المسرح المصرى وتاريخه، متجاهلة الفترة التى سبقت العام 1905، وهم بذلك يتجاهلون قرابة النصف قرن من الإبداع.
كما شن الناقد المسرحى جرجس شكرى، هجومًا عنيفًا على الندوة، واصفا البحث المقدم للندوة بأنه لا يخلو من سوء نية عندما أرخ لبداية المسرح بتأسيس الشيخ سلامة حجازى لفرقته بعد انفصاله عن القرداحى، وما قبل ذلك أطلق عليه منسق هذه الندوات «المسرح فى مصر» وليس «المسرح المصري»، مبررًا وصفه أن المسرح نشأ بأيدٍ غير مصرية، باعتباره وصفًا لا يخلو من العنصرية، على حد قوله.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تمت مناقشة هذا الأمر فى الاجتماع الأخير للجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، كما دعا الفنان ياسر صادق لعقد اجتماع موسع بين جميع رؤساء المركز القومى للمسرح السابقون للفصل فى هذه القضية، وحسم تأريخ بدايات المسرح المصرى.